عاد مرض حمى الضنك هل تصدقون ؟
هذا سؤال استنكاري،ولم لا يكون استنكاريا في ظل توصيات ولاة الامر المتكرر بأخذ موضوع المرض محل الاهتمام ومحاربته محاربة فعلية،ولم يكن الحث بالكلام فقط بل ضخت الدولة أموالا ضخمة لهذه المعركة .
في تلك الايام توزعت ملايين الريالات على بروشورات ونهضت جهات عدة بتفريخ لجان،هذه اللجان كانت تجتمع في صالات لايصل اليها الذباب بينما شوارع المدن الحاضنة للمرض يرتع فيها البعوض بأمان وتبيض وتفقس وهي مطمئنة أن اللجان المنبثقة عن تلك التوصيات الصارمة ستتراخى همتها وستقول لقد عملنا على مكافحة المرض،وان امر الله شق القربة .
نعم لقد عملت تلك اللجان على مكافحة المرض من خلال البروشورات ونفخ دخان هنا وهناك لإسكات العيون المبحلقة بها،لكن العمل استمر من منازلهم، وليس عملاً منتظماً لاجتثاث اسباب عودة المرض بين فترة وأخرى .
الان هل بامكان كل جهة معنية بمتابعة هذا المرض أن تقدم لنا كشف حساب عما فعلته بملايين الريالات التي ضخت من قبل الدولة لمحاربة هذا المرض ؟
أشك في أن يحدث هذا.؟
وبالتالي علينا ان نسأل أين ذهبت تلك الاموال،هل ذهبت كلها في طباعة البروشورات التي تخبرنا عن كيف نحمي انفسنا من المرض بينما البلدية على سبيل المثال تسهم في خلق حضانات للبعوض بمساحات هائلة كبحيرة المسك لتفرخ أمراضا محترمة وجسورة ومحصنة ضد البخاخات التي نشتريها من المتاجر وعلى حسابنا الخاص ..
وهل تتذكرون أن الصحافة كشفت أن المواد المستخدمة في محاربة المرض مع ظهوره لم تكن مواد فاعلة،ويومها حدث تقاذف المسئولية،وانتهى الامر بالنسيان،وأذكر اني طالبت يومها بأن يقتسم المواطنون تلك الاموال لشراء المواد الفاعلة لكي يحموا انفسهم بعيدا عن قرارات تلك اللجان،وإن كان هناك أمر يحمد لمرض حمى الضنك فهو اعادة ملف الاهمال والاستخفاف بأرواح الناس لنرفع أصواتنا:
أين ذهبت الملايين التي خصصت لمحاربة المرض؟
أعتقد ان هذا السؤال بحاجة لمراجعة نفقات تلك الملايين،ومعرفة الطريق الذي سلكته في التبخر.
وان لم تتواجد النية في ذلك،فدعونا نضرب على صدورنا كالعناترة:
- نحن فداء هذا المرض الذي ذكرنا بقيمتنا الحقيقية..!!
بقلم عبده خال