د. هاشم عبده هاشم
بالرغم من الأضرار التي تعرض لها المساهمون في سوق الأسهم.. إلا أن جميع الاكتتابات الأخيرة في الشركات الجديدة غُطيت في الأيام الأولى
@@ التفسير الوحيد لذلك هو:
@@ أن ملايين المساهمين كانوا حريصين على تعويض خسائرهم الكبيرة في الماضي..
@@ وكانوا يأملون في أن يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الأسهم ليقوموا ببيعها فور نزولها وتداولها..
@@ لقد شجعهم على ذلك أن أكثر تلك الأسهم لم تتجاوز أقيامها (10) ريالات للسهم الواحد وكان أول نزول لها بضعف هذه القيمة وربما ثلاثة أو أربعة أضعاف..
@@ فمن قدر له أن يحصل على (2000) سهم ودفع (10) ريالات للسهم الواحد بقيمة بلغت (20.000) ريال.. أصبح لديه منذ اليوم الأول (40.000) ريال.. وهو مبلغ وان لم يعوض تلك الخسائر الكبيرة.. إلا أنه بالنسبة للبسطاء وأصحاب الدخول اليسيرة والمتواضعة.. يشكل خيراً كثيراً..
@@ لكن مايدفعه هذا المساهم.. أو مايحصل عليه.. هو غير مادفعه مساهمون آخرون أفضل حالاً..واكبر إمكانية.. وبالتالي فان خسارتهم أصبحت بالملايين..
@@ هؤلاء المثقلون بالهموم..
@@ وكثير منهم مثقلون بالقروض..
@@ ومنكوبون ببيع أراضيهم.. وربما منازلهم..وفي أدنى الأحوال "مجوهرات " زوجاتهم.. ومدخراتهم البسيطة..
@@ مازالوا يتساءلون: من ينقذنا؟
@@ ومن يعيننا على تجنب الذهاب إلى السجون..؟
@@ أو يساعدنا على مغادرة منازلنا بأمان.. دون أن نتعرض لمطاردة الدائنين.. وإلحاحهم..؟
@@ لقد ساعدت الدولة المواطنين بأكثر من صورة..
@@ وأسهمت وماتزال تسهم باتخاذ العديد من الإجراءات لتخفيف أعباء الحياة عنا..
@@ ولا أظنها تتأخر عن مساعدة هؤلاء المنكوبين.. لولا أن القضية معقدة.. وتحديد المتضررين صعب..لاسيما في ظل صعوبة معرفة ظروف دخولهم السوق..ومصادر تمويل محافظهم منذ البداية..
@@ أعرف هذا.. ولكنني أعرف أيضاً أن الوضع بالنسبة للكثيرين يرقى إلى مستوى الكارثة.. ويكاد يهدد حياة أسر بأكملها بالفناء
@@ لكنني لا أعرف كيف يمكن للدولة أن تساعدهم..
@@ كما لااعرف كيف يمكن إقناع المواطنين بالتوقف عن تكرار الأخطاء والاستمرار في السوق..
@@ فقد مضى وقت طويل ينوف عن عام كامل.. والسوق ماتزال تتأرجح في مناطق متدنية.. وضعيفة.. وغير مطمئنة ولم تحمل لهؤلاء أي بارقة أمل باسترداد مافقدوه فيها..
@@ فهل هناك من يملك حلاً؟!
@@ أرجو ذلك..
ضمير مستتر:
@@ (الغرقى.. يتشبثون بالقشة أملاً في النجاة.. ولكن).