"للحصان أربع قوائم ومع ذلك يكبو"
- حكمة عالمية -
بدأ مسلسل انهيار الأسهم منذ فبراير الماضي، وفقدت السوق منذ ذلك الحين أكثر من 1.5تريليون ريال ( 400مليار دولار) من قيمتها السوقية.
واستقطبت سوق الأسهم السعودية خلال الفترة الماضية أكثر من نصف المواطنين بعد أن حققت السوق خلال الثلاثة أعوام الماضية أرباحا صعد خلالها المؤشر العام للسوق إلى اكثر من 20ألف نقطة قبل أن يعود بعد انهياره، إلى المراوحة بين 7000و 8000نقطة في الوقت الحالي.
ضحايا خسائر الأسهم البشرية كثيرة فهناك زوار دائمون للمستشفيات والمعالجين النفسيين بعد الخسائر التي تكبدوها وهناك نزلاء في السجون نتيجة للديون التي لم يردوها إلى أصحابها أما من بقى خارج هاتين الدائرتين فمن المؤسف أن بعضهم بدأ في اللجوء إلى المشعوذين.
ما يحدث في الأسهم من انهيار هو كارثة بحق على من وضع كل ماله فيها أو الذي اقترض ليجني أرباحها بمعنى انه كارثة على البسطاء الذين دخلوا طريقا لا يفهمون وعورته وليست لديهم الخبرة الكافية لتجاوز صعوباته.
هؤلاء هم في حالة عاطفية من الاضطراب وفقدان الاتزان،وتبدو الحياة اليومية بالنسبة لهم مخيفة ومروعة.
وهم بحاجة إلى مساعدة نفسية متخصصة ذلك لان الصدمة التي يمرون بها ليست سهلة ولن يستطيعوا تجاوز الأزمة بمفردهم اذ لا بد من وجود الدعم الأسري والمجتمعي وأيضا الدعم المتخصص من قبل المراكز الاستشارية النفسية لان الذي ضيع ماله في الأسهم لن يستطيع بسهولة التأقلم مع وضعه الجديد المغلف بالخسارة المادية وكيفية تعويضها مع ما يثقل كاهله من مسؤولياته الحياتية.
نعود إلى اللجوء إلى المشعوذين وهو في ظني رد فعل لما نتج من الصدمة لكن في الأساس ضعف الوازع الديني هو الذي يدفع بالفرد في حالة أزمة تصيبه إلى التفكير في أي مخرج حتى لو تعلق بأوهام.
مشكلة الأزمات أنها تصيب تفكير الإنسان بالشلل وان كان مؤقتا فيبدأ في التعلق بأي مخرج حتى وان كان أشبه بكلام المشعوذين الذي هو مسكن لآلام البشر وهدايا باهظة الثمن لبيع الوهم.
ضحايا الأسهم في مجتمعنا بحاجة إلى احتواء مجتمعي منطلق من وعينا بضعفهم المؤقت نتيجة الصدمة التي كانت بفعل خسائر الأسهم.
إن الإنسان في وقت ضعفه بحاجة إلى مساندة لحمايته من الاستغلال وضحايا الأسهم الآن في ضعف نرجو أن يكون مؤقتا.