إنتصر القرار الملكي للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على الفتوى الدينية لبعض العلماء السعوديين، والمتمثل في التوسعة خلال حج هذا العام. وتعتبر السلطات العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز
السعودية أن موسم حج هذا العام، هو الأكثر نجاحًا منذ سنوات طويلة، ويؤكد ذلك وصف وزارة الحج السعودية موسم حج عام 1429هـ بأنه الأفضل منذ 15 عامًا.
وها هي المملكة العربية السعودية تكرر نجاحها بتنظيم هذه الشعيرة الدينية التي تجمع الملايين من البشر في مساحة محددة. الملك السعودي حقق نجاحًا مدويًا في نظرية توسعة الجمرات رغم تطلبها مبالغ طائلة بلغت مليارات الدولارات بعد الحادث المأسوي ووفاة المئات في تدافع جسر الجمرات الشهير قبل ثلاثة أعوام، وقد ترك انطباعًا ايجابيًا لوجهة النظر هذه.
ففي ذلك الوقت الذي أمر فيه خادم الحرمين الشريفين بتوسعة المسعى بين جبلي الصفا والمروة، داخل الحرم المكي الشريف، قال الكثير من علماء المسلمين أنه تيسير على المسلمين وعمل جليل يؤجر فاعله. وكان الملك عبدا لله قبل أن يأذن بتوسعة المسعى قبل نحو عام طالب برأي العلماء من كافة أنحاء الدول الإسلامية، قبل بدء أعمال التوسعة، حيث اعتبر الكثيرون أن القول بجواز توسعة المسعى لم يصادم نصًا من الكتاب والسنة
ويومها قال رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي مخاطباً الملك: افعل يا خادم الحرمين ولا حرج، فأنت تيسر على الأمة ولا تعسر وتبشر ولا تنفر، وتنطلق من شرع الله، فيما أكد شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي أن توسعة المسعى عين الحق والصواب، والأمة الإسلامية كلها تعضد ذلك. الأمير نايف يكرم رجال الأمن بعد نجاح موسم الحج
فقد كان هناك اتفاق جماعي من قبل علماء المسلمين على مشروعية التوسعة، فيما كان المخالفين قلة، فقد اعتبر الكثيرون أن التوسعة التي أجريت فرض على ولي أمر المسلمين، وقام بما فرضه الله عليه تجاه أمته.
ويؤكد الكثير من علماء المسلمين والاختصاصيين في علوم الشريعة مجمعون على أنه يحق لولي الأمر إذا حصل خلاف بين العلماء وأصبحت المسألة اجتهادية، أن يأخذ من أقوالهم ما يرى أنه يحقق المصلحة، وان دواعي التوسعة جعلت الملك يأمر بها بعد استفتاء العلماء واخذ آرائهم، ومن هنا كان قرار الملك عبدا لله الذي أمر بالتوسعة التي قلصت من الحوادث التي كانت تحدث بسبب الزحام الشديد واندفاع الحاجين.
ويبرز هنا تأكيد الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال استقباله قيادات أمن الحج عدم قبول هذا الوطن الحديث عن نفسه بلغة الرضا عن الذات , فالمسؤولية الملقاة على عاتقه تستدعي من اليقظة في القيام بالواجب , والصبر تجاه ما يحمله من مسؤولية تجاه دينه.
وأضاف أن الأمانة في القيام بالواجب لا تكون إلا بالتوكل على الله جاعلين أمن بلادكم وأهلكم في ميزان التضحية خالد الفيصل نجح في اول موسم حج له
والوفاء, وهو شرف لا يتصدى له غير الرجال الكبار الذين يقدمون تضحياتهم لخدمة الدين ثم الوطن. ولا شك أن ما تقدمونه اليوم لخدمة ضيوف الرحمن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم شرف يضاف لشرف الأمانة التي تحملونها تجاه دينكم ثم وطنكم.
مليونان وأربعمائة ألف حاج انهوا مناسكهم هذا العام بنجاح دون حوادث تذكر، وهذا دليل على نجاح الحج بشكل يفوق ما كان يحدث في السنوات الماضية، ويؤكد أن الملك عبدالله بقراره الملكي تفوق على فتوى رجال الدين الذين عارضوا التوسعة وكان من أبرزهم صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، وصالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى.
والشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عالم وإمام وخطيب ، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350هـ وقد تخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379هـ وعمل سكرتيرا للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية السابق في الإفتاء بعد تخرجه ، الى أن عين عام 1383هـ مساعدًا لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض ، ثم صار رئيسًا للمحكمة عام 1384هـ، أما الشيخ اصالح بن فوزان بن عبد الله، من آل فوزان من أهل الشماسية، الوداعين من قبيلة الدواسر فقد ولد عام 1354هـ. أمن وأمان يكرسان نجاح وزارة الداخلية رجال الامن يتابعون احتياجات الحجاج
مصطلح دارج بين السعوديون لوصف حالة الأمن في بلادهم, وأطلق الكثير على حج هذا العام شعار " أمن وأمان", وحينما نتحدث عن الأمن فإن وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز يكون حاضرًا، فوزير الداخلية السعودي صاحب بصمات في ترسيخ الأمن في المملكة العربية السعودية عامة وفي موسم الحج من كل عام خاصة.
وكانت مشاركة مختلف القطاعات العسكرية في موسم الحج بأقدس وأشرف مهمة كونها تكمن في السهر على راحة ضيوف الرحمن الذين منّ الله عليهم بأداء الحج هذا العام وتقديم واجب المحافظة على أمنهم وسلامتهم وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة رغم ضخامة أعداد الحجاج وتعدد تنقلاتهم وإقامتهم في مواقع النسك المختلفة التي تمثل مدن كاملة تنتقل وينتقل الحجاج معها بكامل متطلباتها في أوقات موحدة وقصيرة.
وتعد مهمة أمن الحج مهمة نادرة لا تشبه غيرها على الإطلاق ولا يستطيع القيام بها سوى جهاز أمني سخرت له كافة الإمكانيات والدعم اللا محدود المتوج بخبرات متراكمة لإدارة هذه العمليات باقتدار في المشاعر المقدسة.
ومما يدفع هذه القوات على الأداء المميز رغم ما تواجهه من صعوبات في ظل محدودية ومساحة المشاعر المقدسة وصفة جغرافيتها الصعبة مابين الجبال والأودية والشعاب الضيقة ومحدودية أوقات مناسك الحج إضافة إلى المناخ المعروف هو إيمانها بالله سبحانه وتعالى ثم بنهج قيادتها المبني على أسس العدل والرحمة والمحبة والتواد والمساواة وصيانة الحقوق والتواصل وفقاً لمبادئ ديننا وشريعتنا التي تطبق بفضل الله في بلادنا.
وبرزت الخطط الأمنية التي اعتمدها الأمير نايف بن عبدا لعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا حيث نفذت بدقة كونها جاءت وليدة الدراسات المعمقة والتنسيق المباشر مع كل الوزارات والأجهزة والمؤسسات المعنية بالحج التي وفرت لها الإمكانيات والمتطلبات كافة التي تعين عناصرها على التنفيذ, وتوفير كل المتطلبات والاحتياجات والحرص على توسعة وتطوير الحرمين الشريفين وتحسين ظروف رمي الجمرات وبناء الطرق والجسور وشق الأنفاق وكل ما من شأنه تذليل الصعاب وتقليل المخاطر التي يتسبب فيها الزحام بالنظر إلى الجموع الهائلة التي تتحرك في توقيتات موحدة وإلى مواقع ضيقة.
ولعل شعور الحجيج في نفرتهم بالهدوء والسكينة في طقس اتسم بالاعتدال كان نتيجة تظافر الجهود وحرص وتنسيق العديد من القطاعات التي التزمت الخطط المرسومة المدروسة لتحركات الحجيج بين المشاعر المقدسة وتوفر الخدمات الصحية والتموينية والغذائية وكذا الاتصالات والمياه والكهرباء من خلال الإنارة وصنابير المياه التي امتدت على الطرق لعشرات الكيلومترات في صعيد عرفات ومنى ومزدلفة إلى جانب انتشار مراكز الدفاع المدني على الطرقات وداخل المشاعر .
وكذلك رصدت الأجهزة الأمنية رصدت تدفقًا كثيفًا صباح يوم عيد الأضحى المبارك من الحجيج على جسر الجمرات حيث سجلت الأجهزة المستخدمة في الجمرات أن أكثر من 1.7 مليون حاج تقريبًا انتهوا من رمي الجمرة الكبرى من قبل الساعة الحادية عشر صباح العيد ويعد ذلك إنجاز قياسي يسجل للمشروع الجديد لجسر الجمرات.
قصة نجاح خالد الفيصل
وفي موسمه الأول منذ توليه إمارة منطقة مكة المكرمة حقق الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز رئيس لجنة الحج المركزية والهيئة العليا لمراقبة نجاح كبير تمثل في عدم تسجيل أي حوادث في المشاعر المقدسة. خالد الفيصل قصة نجاح متنقلة حطت رحالها في منطقة مكة المكرمة لتواصل رحلة نجاح جميلة امتدت لنحو أربعة عقود ما بين إمارة منطقة عسير وتاريخ حافل مع الشعر والفن التشكيلي.
ولعل وقوف الأمير بنفسه لمتابعة الخطط التنفيذية لموسم حج هذا العام 1429 هـ وسيرها بشكل سليم ابتداء من مرحلة التروية التي تمت وفق الأهداف المحددة لها ثم مرحلة التصعيد التي تمت على مرحلتين ثم المبيت في مزدلفة ورمي الجمار أكبر دليل على عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو ما يزيد من هذا النجاح.
ولولعه الشديد بالنجاح, كشف أمير مكة أن الدولة ستواصل تنفيذ المشروعات داخل المشاعر المقدسة لخدمة قاصدي بيت الله الحرام من معتمرين وحجاج. وقال إن المشروعات الحيوية التي نفذت في المشاعر المقدسة ساهمت في تسهيل رحلة الحج على ضيوف الرحمن, مؤكدا حكومة بلاده تولي جل اهتمامها بحجاج بيت الله الحرام وتحرص على توفير كل ما يحتاجونه. ورغم ذلك وصف الفيصل حج هذا العام بالأفضل ورفض القول بمثاليته, وأكد أن السنوات المقبلة ستتجه السعودية نحو بناء الأبراج السكنية في منى كبديل أكثر نجاح.
قصة نجاح وتوفيق من الله عز وجل
العرض المتطور
