[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أظن من قبل أن العاملين في البنوك لاسيما الذين هم في مواقع قيادية صغرى أو متوسطة مثل مديري فروع البنوك ومن هم في حكمهم، كنت أظن أنهم في منجى من «مقصلة» سوق الأسهم وأنهم بحكم مواقعهم وإشرافهم على المحافظ واطلاعهم على حركة التداول وأحوال السوق، يملكون من القدرة والخبرة ما يجعلهم يخرجون من السوق قبل وقوع الفأس في الرأس،
ولكن ظني لم يكن في محله بتاتاً بعد أن اطلعت بشكل مباشر وغير مباشر على أحوال مديري بنوك نالهم من الخسائر ما نال غيرهم من المتعاملين في سوق الأسهم وربما أكثر،
فهذا صديق يعمل مدير فرع بنك باع على حد قوله عقاراً ذا مستقبل استثماري بنحو مليون وخمسمائة ألف ريال
ليدخل بقيمته في الأسهم بعد أن نصحه من حوله باللحاق بالركب وأنه ليس من المعقول أن يدير هو حركة مكاسب الأسهم لغيره من المتعاملين مع الفرع في سوق الأسهم ولا يستفيد هو من تلك الحركة فيكون «كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول»!! فشمّر عن ساعديه وباع عقاره ودخل السوق وفرح في بداية الأمر بمكاسب حصل عليها خلال فورة الأسهم، ثم ما لبثت أن «أكلها» مع بقية الآكلين فلم يبق من المبلغ الذي باع به العقار إلا أقل من الخمس
والباقي طار وطار ليحط كالورقاء في أحضان الشطار!
أما الصورة غير المباشرة لما تقدم ذكره فهو ما نُشر عن سيدة كانت تعمل مديرة فرع بنك من البنوك، ثم فُصلت من عملها بعد انخفاض مستوى أدائها لأنها انشغلت عن عملها بمكاسب وخسائر الأسهم،فكان قرار البنك بالاستغناء عنها مما اضطرها إلى ممارسة التسول وأن تقص مأساتها على المارة استدراراً لعطفهم المدرار حتى وصلت إليها كاميرا الصحافة لتنشر قصتها حسب روايتها في إحدى الصحف، لتجد مؤسسة خاصة تعطف عليها وتوظفها لديها!
والآن بعد أن حصل للضحايا ما حصل
فإن هيئة سوق المال بدأت في حملة توعية ومحاضرات فندقية
لإرشاد المساهمين إلى سبل تجنب المخاطر عند التعامل مع سوق الأسهم..
ولما علم أحد المصابين في السوق بهذه الحملة
ترنم قائلاً: لسه فاكر.. كان زمان!!
بقلم : محمد أحمد الحساني - عكاظ[/align]