بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
((أفضلُ الصدقة جُهد المقلِّ))
ومن باب العلم بالشيء
أنَّ كِرام العرب في الجاهلية قد توصَّلوا إلى هذا الهَديِ النبوي الكريم، وأقرُّوا بالفضل للمقلِّ، حتى وإن أنفق المليءُ أضعافًا مضاعفةً مما أنفقه المقل؛ ففي المستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي:
أنَّ رجلاً سأل حاتمًا الطائيَّ فقال: يا حاتمُ، هل غلبك أحدٌ في الكرم؟ قال: نعم، غلامٌ يتيم من طيِّئ نزلتُ بفنائه، وكان له عشرةُ أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه، وقدَّم إلي، وكان فيما قدم إليَّ الدماغ، فتناولت منه فاستطبتُه، فقلت: طيِّب والله، فخرج من بين يدي، وجعل يذبح رأسًا رأسًا، ويقدِّم إليَّ الدماغ وأنا لا أعلم، فلمَّا خرجت لأرحل نظرتُ حولَ بيته دمًا عظيمًا، وإذا هو قد ذَبح الغنم بأسره، فقلت له: لم فعلت ذلك؟ فقال: يا سبحان الله! تستطيب شيئًا أَملِكه، فأبخل عليك به؟! إنَّ ذلك لَسُبَّة على العرب قبيحة، قيل يا حاتم: فما الذي عوضتَه؟ قال: ثلاثمائة ناقة حمراء، وخمسمائة رأس مِن الغنم، فقيل: أنت إذًا أكرم منه، فقال: بل هو أكرم؛ لأنَّه جاد بكلِّ ما يملكه، وإنَّما جدتُ بقليل من كثير.
وتقبلوا تحياتي
يعشقون الورد لكني أعشق الأرض أكثر