يتزامن احتفالنا بعيد الفطر السعيد لهذا العام مع احتفالنا بذكرى اليوم الوطني التاسع والسبعين لبلادنا وافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم و التقنية ، هذه الجامعة التي ولدت لتطاول الجامعات المتقدمة العريقة و ذلك باستقطابها كوكبة من أعضاء هيئة تدريس و علماء متميزين من جميع أنحاء العالم في التخصصات العلمية والتطبيقية المختلفة و بتركيزها على البحث العلمي والتطوير التقني في مجالات محددة ترتبط بأحدث العلوم والتقنيات مثل تقنية النانو والتقنية الحيوية وتقنية المعلومات والاتصالات وتقنية تحلية المياه وترشيدها. وهي جامعة أبحاث عالمية على مستوى الدراسات العليا تعمل من أجل تمكين صفوة الباحثين من أنحاء العالم من العمل لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات العلمية والتقنية و بذا فإنها قائد سرب التعليم العالي في المملكة نحو آفاق مشرقة جديدة و انطلاق عصر جديد من الإنجازات العلمية في المملكة والعالم أجمع.
إن معجزة التعليم العالي التي رسم خططها وحقق معالمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيزسعت بالجامعات السعودية إلى تحقيق الكثير من الإبداع والتميز في المحافل الدولية. ولا يخفى على الجميع أن عدد الجامعات السعودية اليوم أصبح اثنين وثلاثين جامعة،منها أربع وعشرين حكومية ( ست عشرة جامعة تم افتتاحها في عهده الزاخر حفظه الله)، و لعل من ضمن الأهداف التي وضعها حفظه الله نصب عينيه من سياسة نشر التعليم العالي في جميع مدن المملكة المترامية الأطراف هو تحقيق استقرار الأسرة السعودية والمحافظة على كيانها من التفكك ايمانا منه بأنها تشكل البنية الأساسية لاستقرار المجتمع مما ينعكس على انتاجية الفرد و رفاهيته. وهو ملك محنك صاحب بصيرة و بعد نظر فلم يكتف – حفظه الله - بالنهوض بالتعليم العالي من ناحية الكم فقط و لكن أيضا اهتم بالكيف من خلال برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي الذي أتاح الفرصة للجميع الدراسة في التخصصات التي لا تفي الجامعات السعودية في تقديمها ، وذلك لإعداد أجيال من الكوادر الوطنية المتخصصة والمؤهلة والمدربة على أعلى مستوى و كذلك اهتمامه بالتخصصات العلمية و التقنية و التطبيقية التي من أجلها أقر انشاء هذه الجامعة المتميزة عالميا.
و قد أسعدني الله إذ كنت من الجيل الذي استظل في حكمه وعاش رخاء عهده الذي تميز باسباغه على التعليم عامة وعلى التعليم العالي بصفة خاصة، مركزا على مافات المرأة في هذا المجال من خلال وضع نواة أول جامعة للبنات في المملكة هي منارة انطلاق التعليم العالي للمرأة.