عاد أهالي العيص الى بيوتهم بعد فراق مرير دام أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بسبب الهزات الأرضية التي تعرضت لها المدينة وبسبب مخاطر انفجار بركان حرة الشاقة. ولقد لفت نظري ما قاله أحد المعلمين من كونهم لم يمنحوا سكناً أو بدل سكن خلال بقائهم في مدينة ينبع كما لم تصدر لهم أوامر بعودتهم الى مدارسهم الأصلية بعد انتهاء الأزمة. وأنا هنا لا أقلل من الجهود التي بذلها الدفاع المدني وبذلتها الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة في العيص ، لكنني أشدد على الاستفادة من كل الملاحظات والانتقادات ووجهات النظر التي تكونت لدى الأهالي أثناء هذه الأزمة وأن يتم بلورة استراتيجية عمل أفضل للكوارث المشابهة لا سمح الله.
من الجانب الآخر، يتحدث كل الناس وعن بكرة أبيهم عن الأزمة التي نعيشها اليوم فيما يتعلق بلقاح انفلونزا اتش ون ان ون ، وكيف انه لم يتم تقديم التطمينات الشافية والكافية لأخذه ، وكيف أنه لم يتم طرح الصورة الشاملة للتعامل مع المرض على أرض المستشفيات والمدارس والمساجد والملاعب والدوائر الحكومية والمطاعم والمخابز ومحلات بيع اللحوم ، وهذه المواقع لم يلتفت اليها أحد على الرغم من مخاطر انتقال المرض فيها .
إننا قبل أن يبدأ التعاطي مع الموجة الثانية والخطيرة من أزمة فيروس اتش ون ان ون ، مطالبون كجهات حكومية وأهلية، طبية وتعليمية وإعلامية وغذائية ، بأن نحذر كل الحذر من أية سلبية بهذه الأزمة، فهي ليست كالبيت الذي تتركه لتعود إليه ، بل هي كالزجاج الذي إذا انكسر فلا يمكن إزالة شروخه ، وربما يتهشم بكامله .
بقلم / سعد الدوسري
ايها المواطن و المسؤول استيقظوا قبل حلول الكارثة
العرض المتطور
