الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة خاص بالمواضيع المنوعة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-09, 04:04 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اعضاء الشرف
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 4062
المشاركات: 5,172 [+]
بمعدل : 0.81 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 731
نقاط التقييم: 10
أبوسليم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبوسليم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي إنها تزعجك .. فتخلص منها





وقف عبد العزيز أمام حجرة أستاذ مادة الفيزياء بجامعته بعد انتهاء المحاضرة يقدم رجلًا ويؤخر الأخرى، وهو في حالته تلك مشغول بفرك يديه، وتبدو عليه مظاهر التوتر، يردد هذه الجملة (أدخل أم لا؟؟)، كان يريد أن يسأل أستاذه عن مسألة هامة أُشكلت عليه ومن المقرر أن تأتي في الامتحان، غير أنه كان مترددًا في الدخول عليه، ومن ثم حدث الآتي:
عبد العزيز: (ينادي على صديقة محمود) محمود، السلام عليكم، كيف حالك؟
محمود: وعليكم السلام ورحمة الله، بخير حال والحمد لله، إلى أين أنت ذاهب الآن؟
عبد العزيز: بصراحة كنت أفكر أن أدخل إلى أستاذ الفيزياء، غير أنني متردد، أخشى أن يحرجني أو يرفض الإجابة عن سؤالي، ما رأيك أن تقوم يا محمود بهذه الخدمة لي؟
محمود: معذرة يا عبد العزيز، ففهد ينتظرني بالأسفل كي يأخذني إلى بيتي بسيارته.
عبد العزيز: لا يهمك يا محمود، الله معك.
محمود: السلام عليكم.
عبد العزيز: وعليكم السلام ورحمة الله.
وانتهى المشهد، وضاعت الفرصة وفقد عبد العزيز إيضاح المسألة الهامة التي ربما تأتيه في الاختبار، وحينها سيقف أمامها لا يستطيع حلها ... كل ذلك حدث لأنه يفتقد إلى شيء هام وخطير اسمه: (الثقة بالنفس).
ولعل السؤال الأول الذي يطرح نفسه، ما المقصود بالثقة بالنفس؟
إن ثقتك بنفسك أيها الشاب تتمثل في أشياء كثيرة، لعل من أهمها أن تعتقد بأنك تستطيع أن تتصرف فى موقف معين بطريقة صحيحة، كما أن من المهم أن تعرف أن ثقتك بنفسك كذلك تعني معرفتك بأنك لا ينقصك إحدى المهارات اللازمة للقيام بمهمة ما بأكملها بنجاح، وهذة المهمة ممكن أن تختلف من كونها نشاطًا اجتماعيًا مثل التحدث مع الناس والتعامل مع شخص لا تعرفه، أو من كونها نشاط مهني مثل القدرة على استكمال مهمة معينة يتطلبها عمل ما.
تعرف على الموضوع:
دعنا نتفق بداية أنك بدون الثقة بالنفس ستتعرض لاشك لفقدان الكثير من الفرص التي تتاح لك، وربما تكون في حاجة ماسة إليها، لأنك تكون حين تعرض عليك هذه الفرصة خائفًا من مواجهة المخاطر ـ في وجهة نظرك ـ التي تكون متعلقة بتجربة شيء جديد، وهنا أتوقف معك لأبثك بعض الحقائق الهامة المتعلقة بالثقة بالنفس والتي ستمثل أهمية كبرى في دفعك نحو التعرف عن قرب على الثقة بالنفس وكيفية بنائها:
حقيقة هامة وخطيرة ألا وهي أن ثقتك بنفسك لن ترثها من أحد، ولن يهديك إياها أحد، لكنها تعلم وتكتسب، أما أن تعتقد أنك تفتقد بعض الجينات أو شيء من هذا القبيل ـ كما يقال ـ فما هذا إلا خرافة ليس لها أساس من الصحة.
إذا علمت هذه الحقيقة السابقة، فخذ الثانية التي توضح لك أن مستوى الثقه بالنفس يختلف باختلاف النشاط الذى تقوم به، ولنضرب مثالًا على ذلك:
بإمكانك في كثير من الأحيان أن تكون واثقًا من قدرتك على إنجاز عمل معين أو قيادة سيارة ما، ولكنك فى نفس الوقت تفقد ثقتك بنفسك تمامًا عندما تتحدث أمام حشد كبير من الناس.
والآن أزف إليك بشرى سعيدة، وهي أن الثقة بالنفس ليست ثابته مع الوقت, فإنها قد تتغير إلى الأفضل طبقًا للأحداث الجديدة التى تحدث فى حياتك، إذًا فبإمكانك أن تمتلك ثقة بالنفس من خلال صنعك أنت للأحداث لأن هذا هو حال الإيجابي الفعال، لا ينتظر الأحداث كي تحركه وإنما يسعى هو في صنع الأحداث، وهذا ما سنتعرف عليه عندما نتحدث في صفحات قادمة عن كيفية بناء الثقة بالنفس، ولكن قبل ذلك ينبغي أن نقف وقفة مع معوقات الثقة بالنفس، لأنها حقًا تزعجك فينبغي أن تتخلص منها.
المعوق الأول: لا تجعل حياتك في يد غيرك
ويتمثل هذا المعوق في أن كثيرًا من الشباب يعتمد على حكم الآخرين وتقييمهم له، في اتخاذ قراراته ونظرته لنفسه، وهذا ما يجب أن تضع له حدًا كي تستطيع أن تبدأ مشوار بناء الثقة، ويعتبر حل هذه المشكلة بسيطًا إلى حد ما، فقم بكتابة نقاط ضعفك وقوتك في ورقة، ثم استمر في تعديل ما كتبته حتى يصبح واقعيًا وتصبح راضيًا عنه، ثم واصل قراءه هذه الورقة كل يوم حتى تصبح متأكدًا أن ما كتبته هي قدراتك الحقيقية ومهاراتك، ومن ثم عندما تواجه شخصًا فيصب عليك جام انتقاداته أو يصفك بأي وصف فإنك ستنظر ماذا إن كان كلامه هذا يتوافق مع الورقة أم لا، فإن لم يكن متوافقًا معها، فإن رأيه لا يمثل قيمة لك
المعوق الثاني: ارتكاب الأخطاء
وهذا المعوق ربما يكون ارتباطه الأقوى بالآباء والأمهات، وأضرب لك هنا مثالًا فبالمثال يتضح المقال: إن بعض الآباء يعنفون أبناءهم بشدة بالغة، وبعض الأمهات يطلق الصرخات فى وجوه أبنائهم عند كسر شيء ما أو تلطيخ ملابسهم أو نسيان القيام ببعض الواجبات مثلًا أو ارتكاب الأخطاء الصغيرة, أليس كل هذا حدث معنا في مرحلة معينة، بل للأسف ربما نراه يحدث مع بعض الشباب الذين ناهزوا سن المراهقة.
ينتج عن معامله الأبناء هذه المعاملة ترسيخ بعض الأفكار فى أذهانهم، منها أن ارتكاب بعض الأخطاء يعتبر شيئًا مهينًا أو أن ارتكاب الأخطاء يجعله مختلفًا عن الآخرين الذين لا يرتكبون اخطاءً.
وعندما ينمو هذا الابن ويكبر ويقوم بارتكاب خطأ معينًا أمام الناس, مثل سقوط كوب من يديه أو القيام بفعل غير لائق, فإنه سيشعر أنه وضع نفسه فى موقف محرج وربما يشعر أنه فى مرتبه أقل من الأشخاص الآخرين وهذة الأفكار بالتأكيد ستفقدة ثقته بنفسه شيئًَا فشيئًا (أي بصورة تدريجية).
(ويفقد القدرة على مواجهة الآخرين لشعوره بالضعف أمامهم، وعدم قدرته أيضًا على تحمل نتيجة أخطائه، فإذا ما صارحه الآخرون بها تهرب منها وتنكر لها، وقد يجره ذلك إلى الكذب لينجو بنفسه من هذه المواجهة) [ظاهرة الضعف النفسي وسبل علاجها، د.مجدي الهلالي، (19)].
وهنا همسة:
إنها همسة للآباء، فينبغي أن نؤكد على أن الآباء والأمهات يلعبون حقًا دورًا واضحًا وكبيرًا فى بناء الثقة بالنفس لدى أبنائهم، وذلك عن طريق تشجيعهم للقيام بخوض التجارب الجديدة، وألا يفزعوا من ارتكاب الأخطاء، فطريق النجاح يبدأ بوقوع بعض الأخطاء.
ثم لتعلم أيها الأب الشفيق وأيتها الأم الحنون أن التربية بالقدوة، أن تكون خير نموذج للثقة بالنفس، إنما هو شيء هام (فلقد استوعبت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أهمية القدوة لما علمت أن قدوتنا هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، روى البخاري أن رسول الله لما فرغ من قضية الكتاب _ أي صلح الحديبية ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه (قوموا فانحروا، ثم احلقوا).
قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقى من الناس.
فقالت أم سلمة يا نبي الله، أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج فلم يكلم أحدًا منهم، حتى فعل ذلك نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غمًا) [مراهقة بلا أزمة، د.أكرم رضا، (36)].
المعوق الثالث: عقدة النقص
ها نحن نصل سويًا إلى المعوق الثالث المتمثل في عقدة النقص، وكي نكون أكثر صراحة مع بعضنا البعض، فإن هذه المشكلة لامست الكثير من الشباب، وأذهبت بريق ثقتهم بأنفسهم، وحينما نتكلم عن عقدة النقص والمقصود بعقدة النقص هذا الشعور الذي يساورك الفينة بعد الفينة بأنك أقل من الآخرين الذين تضع نفسك دائمًا في مقارنة معهم، أو الشعور بأنك مختلف عنهم.
ولكي نحاول حل هذه المشكلة لابد أن نفهم بداية أن شعورك شخص ما بالنقص لا ينغي أن يرجعه للبيئة المحيطة به أو العوامل الخارجية فهذا يعد اعتقادًا خاطئًا, فالشعور بالنقص شعور ينبع من داخلك وهو ما يسمى (بالشعور الباطني) وليس له أي علاقة بالظروف المحيطة, أى أن تغييرك للظروف المحيطة بك لن يذهب بالشعور بالنقص.
ومن الممكن أن يكون الشعور بالنقص شعور خامل في العقل الباطن، ولكن عندما يمر الانسان بموقف يشعره بالاختلاف أو موقف لا يستطيع فيه الوصول لما وصل اليه زملاؤه ربما يشعر بالنقص, أى أن ذلك الموقف لم يولد الشعور بالنقص ابتداءً، ولكنه ذكر الشخص بالشعور بالنقص الموجود أصلًا، اذا لا يمكن أن تشعر بالنقص إلا إذا كان هذا الشعور موجود عندك من قبل.
إذًا كيف نتعامل مع هذا الشعور:
إذا كانت حالتك كما ذكرت لك فاعلم أنك لم تتعامل مع شعورك بالنقص كليًا, حتى وإن كنت لا تشعر به إلا كل حين وآخر، لأنه ما زال موجودًا، ولأن هذا الموضوع يطول شرحه فلربما نتعرض له على وجه الخصوص في صفحات أخرى بإذن الله.
المعوق الرابع: المثالية المحطمة
معوق جديد من معوقات الثقة بالنفس، قد يجعلك تفقد هذا الشعور العزيز ألا هو الثقة بالنفس ذلك المعوق يمكن أن نسميه (المثالية المحطمة أو العمياء).
فالإنسان الذى يحاول أن يكون مثاليًا دائمًا يضع أهدافًا؛ مستحيل تحقيقها وهذا يجعل ثقته بنفسه تقل حيث أن النجاح يبعد عنه مرة بعد الأخرى.
المعوق الخامس: المتحدث المرتجف
في هذا المعوق لابد أن يتضح لك مفهوم هام، ألا وهو أن حديث الذي تعلوه نبرة الثقة، وتعاملك مع الآخر الذي تكسوة الثقة، هو القدرة الحقيقية على التعبير عن شخصيتك وعن احتياجاتك بطريقة سليمة وصحيحة, كما أنها هى وسيلة الاتصال الفعالة التى تعينك على الدفاع عن حقوقك.
انتبه!
إن تحدثك للآخرين ـ الذي يتخلله الارتجاف ـ ويظهر منه عدم الثقة، أو حتى تواصلك مع الآخرين والذي يظهر منه كذلك عدم الثقة أتدري إلى ماذا يؤدي؟
يؤدي حتمًا إلى نقصان ثقتك فى قدراتك الشخصية، لأن فى كل مرة تتصرف بقلة ثقة ستقل ثقتك فى نفسك، لو استطعت أن تعزز شخصيتك في غير ما تعالي ولا غرور، وتعاملت بثقة حتى وإن كنت لا تشعر بالثق فإن هذا سيساعدك على الشعور بأنك تتحكم فى الموقف ومن ثم سيعزز ثقتك بنفسك، خطوة في طريق العلاج.
المعوق الأخير: غير لائق
وهي الكلمة الدارجة عند الكثير من الشباب سواء كان يبوح بها لغيره ـ وهذا قلما يحدث ـ أو يحدث بها نفسه ـ وهذا هو الأغلب ـ إنها الكلمة التي تدل على أن قائلها يعتقد أن مظهره الخارجي سيئ ومن ثم يشعر بعدم الثقة، كأن يقول لنفسه (مظهري غير لائق) أو هيئتي غير متناسقة، أنا أبدو قبيحًا.
مثال: نفترض أنك اعتقدت بأن مظهرك قبيح، فإن الاعتقاد سيؤدي إلى فقدانك ثقتك بنفسك عند مقابلة أشخاص جدد أو عند التعامل مع الناس، وإذا أردت أن تعرف فعلًا ما إذا كان نقص ثقتك بنفسك متعلق بعدم رضائك عن مظهرك الخارجي من عدمه؛ فإليك هذا الاختبار.
لو أنك تشعر أن ارتداءك أفضل بنطال أو قميص لديك يكسبك الشعور بالثقه بالنفس وأن ارتداءك لأي شيء آخر يجعلك تشعر بنقص ثقتك بنفسك، فإن عدم ثقتك بنفسك ربما يكون نتيجة مباشرة لاعتقادك أن مظهرك الخارجي سيئ.
ملحوظة:
في أغلب الأحيان يعتقد الشخص الذى لا يثق بنفسه أنه يبدو أسوأ مما هو عليه بكثير، هذه الحالة يطلق عليها (الصوره الذهنية المشوشة) أى أن صورتك عن نفسك الموجودة فى ذهنك ليست حقيقة.
وأخيرًا أحب أن أهديك هذه الكلمات التي أطلب منك أن تتمعنها جيدًا: (إن كثيرًا منا يرهق نفسه، دون قصد بوقوعه في خطأ التقليل من شأن نفسه، ففشلنا في الثقة بقدراتنا وحكمتنا، لن يعني سوى أننا يجب أن تعتمد على الآخرين في إرشادنا وتوجيهنا) [لا تهتم بصغائر الأمور للمراهقين، د.ريتشارد كارلسون، (36)].
المصادر:
مراهقة بلا أزمة د.أكرم رضا.
ظاهرة الضعف النفسي د.مجدي الهلالي.
لا تهتم بصغائر الأمور للمراهقين د.ريتشارد كارلسون.
وقف عبد العزيز أمام حجرة أستاذ مادة الفيزياء بجامعته بعد انتهاء المحاضرة يقدم رجلًا ويؤخر الأخرى، وهو في حالته تلك مشغول بفرك يديه، وتبدو عليه مظاهر التوتر، يردد هذه الجملة (أدخل أم لا؟؟)، كان يريد أن يسأل أستاذه عن مسألة هامة أُشكلت عليه ومن المقرر أن تأتي في الامتحان، غير أنه كان مترددًا في الدخول عليه، ومن ثم حدث الآتي:
عبد العزيز: (ينادي على صديقة محمود) محمود، السلام عليكم، كيف حالك؟
محمود: وعليكم السلام ورحمة الله، بخير حال والحمد لله، إلى أين أنت ذاهب الآن؟
عبد العزيز: بصراحة كنت أفكر أن أدخل إلى أستاذ الفيزياء، غير أنني متردد، أخشى أن يحرجني أو يرفض الإجابة عن سؤالي، ما رأيك أن تقوم يا محمود بهذه الخدمة لي؟
محمود: معذرة يا عبد العزيز، ففهد ينتظرني بالأسفل كي يأخذني إلى بيتي بسيارته.
عبد العزيز: لا يهمك يا محمود، الله معك.
محمود: السلام عليكم.
عبد العزيز: وعليكم السلام ورحمة الله.
وانتهى المشهد، وضاعت الفرصة وفقد عبد العزيز إيضاح المسألة الهامة التي ربما تأتيه في الاختبار، وحينها سيقف أمامها لا يستطيع حلها ... كل ذلك حدث لأنه يفتقد إلى شيء هام وخطير اسمه: (الثقة بالنفس).
ولعل السؤال الأول الذي يطرح نفسه، ما المقصود بالثقة بالنفس؟
إن ثقتك بنفسك أيها الشاب تتمثل في أشياء كثيرة، لعل من أهمها أن تعتقد بأنك تستطيع أن تتصرف فى موقف معين بطريقة صحيحة، كما أن من المهم أن تعرف أن ثقتك بنفسك كذلك تعني معرفتك بأنك لا ينقصك إحدى المهارات اللازمة للقيام بمهمة ما بأكملها بنجاح، وهذة المهمة ممكن أن تختلف من كونها نشاطًا اجتماعيًا مثل التحدث مع الناس والتعامل مع شخص لا تعرفه، أو من كونها نشاط مهني مثل القدرة على استكمال مهمة معينة يتطلبها عمل ما.
تعرف على الموضوع:
دعنا نتفق بداية أنك بدون الثقة بالنفس ستتعرض لاشك لفقدان الكثير من الفرص التي تتاح لك، وربما تكون في حاجة ماسة إليها، لأنك تكون حين تعرض عليك هذه الفرصة خائفًا من مواجهة المخاطر ـ في وجهة نظرك ـ التي تكون متعلقة بتجربة شيء جديد، وهنا أتوقف معك لأبثك بعض الحقائق الهامة المتعلقة بالثقة بالنفس والتي ستمثل أهمية كبرى في دفعك نحو التعرف عن قرب على الثقة بالنفس وكيفية بنائها:
حقيقة هامة وخطيرة ألا وهي أن ثقتك بنفسك لن ترثها من أحد، ولن يهديك إياها أحد، لكنها تعلم وتكتسب، أما أن تعتقد أنك تفتقد بعض الجينات أو شيء من هذا القبيل ـ كما يقال ـ فما هذا إلا خرافة ليس لها أساس من الصحة.
إذا علمت هذه الحقيقة السابقة، فخذ الثانية التي توضح لك أن مستوى الثقه بالنفس يختلف باختلاف النشاط الذى تقوم به، ولنضرب مثالًا على ذلك:
بإمكانك في كثير من الأحيان أن تكون واثقًا من قدرتك على إنجاز عمل معين أو قيادة سيارة ما، ولكنك فى نفس الوقت تفقد ثقتك بنفسك تمامًا عندما تتحدث أمام حشد كبير من الناس.
والآن أزف إليك بشرى سعيدة، وهي أن الثقة بالنفس ليست ثابته مع الوقت, فإنها قد تتغير إلى الأفضل طبقًا للأحداث الجديدة التى تحدث فى حياتك، إذًا فبإمكانك أن تمتلك ثقة بالنفس من خلال صنعك أنت للأحداث لأن هذا هو حال الإيجابي الفعال، لا ينتظر الأحداث كي تحركه وإنما يسعى هو في صنع الأحداث، وهذا ما سنتعرف عليه عندما نتحدث في صفحات قادمة عن كيفية بناء الثقة بالنفس، ولكن قبل ذلك ينبغي أن نقف وقفة مع معوقات الثقة بالنفس، لأنها حقًا تزعجك فينبغي أن تتخلص منها.
المعوق الأول: لا تجعل حياتك في يد غيرك
ويتمثل هذا المعوق في أن كثيرًا من الشباب يعتمد على حكم الآخرين وتقييمهم له، في اتخاذ قراراته ونظرته لنفسه، وهذا ما يجب أن تضع له حدًا كي تستطيع أن تبدأ مشوار بناء الثقة، ويعتبر حل هذه المشكلة بسيطًا إلى حد ما، فقم بكتابة نقاط ضعفك وقوتك في ورقة، ثم استمر في تعديل ما كتبته حتى يصبح واقعيًا وتصبح راضيًا عنه، ثم واصل قراءه هذه الورقة كل يوم حتى تصبح متأكدًا أن ما كتبته هي قدراتك الحقيقية ومهاراتك، ومن ثم عندما تواجه شخصًا فيصب عليك جام انتقاداته أو يصفك بأي وصف فإنك ستنظر ماذا إن كان كلامه هذا يتوافق مع الورقة أم لا، فإن لم يكن متوافقًا معها، فإن رأيه لا يمثل قيمة لك
المعوق الثاني: ارتكاب الأخطاء
وهذا المعوق ربما يكون ارتباطه الأقوى بالآباء والأمهات، وأضرب لك هنا مثالًا فبالمثال يتضح المقال: إن بعض الآباء يعنفون أبناءهم بشدة بالغة، وبعض الأمهات يطلق الصرخات فى وجوه أبنائهم عند كسر شيء ما أو تلطيخ ملابسهم أو نسيان القيام ببعض الواجبات مثلًا أو ارتكاب الأخطاء الصغيرة, أليس كل هذا حدث معنا في مرحلة معينة، بل للأسف ربما نراه يحدث مع بعض الشباب الذين ناهزوا سن المراهقة.
ينتج عن معامله الأبناء هذه المعاملة ترسيخ بعض الأفكار فى أذهانهم، منها أن ارتكاب بعض الأخطاء يعتبر شيئًا مهينًا أو أن ارتكاب الأخطاء يجعله مختلفًا عن الآخرين الذين لا يرتكبون اخطاءً.
وعندما ينمو هذا الابن ويكبر ويقوم بارتكاب خطأ معينًا أمام الناس, مثل سقوط كوب من يديه أو القيام بفعل غير لائق, فإنه سيشعر أنه وضع نفسه فى موقف محرج وربما يشعر أنه فى مرتبه أقل من الأشخاص الآخرين وهذة الأفكار بالتأكيد ستفقدة ثقته بنفسه شيئًَا فشيئًا (أي بصورة تدريجية).
(ويفقد القدرة على مواجهة الآخرين لشعوره بالضعف أمامهم، وعدم قدرته أيضًا على تحمل نتيجة أخطائه، فإذا ما صارحه الآخرون بها تهرب منها وتنكر لها، وقد يجره ذلك إلى الكذب لينجو بنفسه من هذه المواجهة) [ظاهرة الضعف النفسي وسبل علاجها، د.مجدي الهلالي، (19)].
وهنا همسة:
إنها همسة للآباء، فينبغي أن نؤكد على أن الآباء والأمهات يلعبون حقًا دورًا واضحًا وكبيرًا فى بناء الثقة بالنفس لدى أبنائهم، وذلك عن طريق تشجيعهم للقيام بخوض التجارب الجديدة، وألا يفزعوا من ارتكاب الأخطاء، فطريق النجاح يبدأ بوقوع بعض الأخطاء.
ثم لتعلم أيها الأب الشفيق وأيتها الأم الحنون أن التربية بالقدوة، أن تكون خير نموذج للثقة بالنفس، إنما هو شيء هام (فلقد استوعبت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أهمية القدوة لما علمت أن قدوتنا هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، روى البخاري أن رسول الله لما فرغ من قضية الكتاب _ أي صلح الحديبية ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه (قوموا فانحروا، ثم احلقوا).
قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقى من الناس.
فقالت أم سلمة يا نبي الله، أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج فلم يكلم أحدًا منهم، حتى فعل ذلك نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غمًا) [مراهقة بلا أزمة، د.أكرم رضا، (36)].
المعوق الثالث: عقدة النقص
ها نحن نصل سويًا إلى المعوق الثالث المتمثل في عقدة النقص، وكي نكون أكثر صراحة مع بعضنا البعض، فإن هذه المشكلة لامست الكثير من الشباب، وأذهبت بريق ثقتهم بأنفسهم، وحينما نتكلم عن عقدة النقص والمقصود بعقدة النقص هذا الشعور الذي يساورك الفينة بعد الفينة بأنك أقل من الآخرين الذين تضع نفسك دائمًا في مقارنة معهم، أو الشعور بأنك مختلف عنهم.
ولكي نحاول حل هذه المشكلة لابد أن نفهم بداية أن شعورك شخص ما بالنقص لا ينغي أن يرجعه للبيئة المحيطة به أو العوامل الخارجية فهذا يعد اعتقادًا خاطئًا, فالشعور بالنقص شعور ينبع من داخلك وهو ما يسمى (بالشعور الباطني) وليس له أي علاقة بالظروف المحيطة, أى أن تغييرك للظروف المحيطة بك لن يذهب بالشعور بالنقص.
ومن الممكن أن يكون الشعور بالنقص شعور خامل في العقل الباطن، ولكن عندما يمر الانسان بموقف يشعره بالاختلاف أو موقف لا يستطيع فيه الوصول لما وصل اليه زملاؤه ربما يشعر بالنقص, أى أن ذلك الموقف لم يولد الشعور بالنقص ابتداءً، ولكنه ذكر الشخص بالشعور بالنقص الموجود أصلًا، اذا لا يمكن أن تشعر بالنقص إلا إذا كان هذا الشعور موجود عندك من قبل.
إذًا كيف نتعامل مع هذا الشعور:
إذا كانت حالتك كما ذكرت لك فاعلم أنك لم تتعامل مع شعورك بالنقص كليًا, حتى وإن كنت لا تشعر به إلا كل حين وآخر، لأنه ما زال موجودًا، ولأن هذا الموضوع يطول شرحه فلربما نتعرض له على وجه الخصوص في صفحات أخرى بإذن الله.
المعوق الرابع: المثالية المحطمة
معوق جديد من معوقات الثقة بالنفس، قد يجعلك تفقد هذا الشعور العزيز ألا هو الثقة بالنفس ذلك المعوق يمكن أن نسميه (المثالية المحطمة أو العمياء).
فالإنسان الذى يحاول أن يكون مثاليًا دائمًا يضع أهدافًا؛ مستحيل تحقيقها وهذا يجعل ثقته بنفسه تقل حيث أن النجاح يبعد عنه مرة بعد الأخرى.
المعوق الخامس: المتحدث المرتجف
في هذا المعوق لابد أن يتضح لك مفهوم هام، ألا وهو أن حديث الذي تعلوه نبرة الثقة، وتعاملك مع الآخر الذي تكسوة الثقة، هو القدرة الحقيقية على التعبير عن شخصيتك وعن احتياجاتك بطريقة سليمة وصحيحة, كما أنها هى وسيلة الاتصال الفعالة التى تعينك على الدفاع عن حقوقك.
انتبه!
إن تحدثك للآخرين ـ الذي يتخلله الارتجاف ـ ويظهر منه عدم الثقة، أو حتى تواصلك مع الآخرين والذي يظهر منه كذلك عدم الثقة أتدري إلى ماذا يؤدي؟
يؤدي حتمًا إلى نقصان ثقتك فى قدراتك الشخصية، لأن فى كل مرة تتصرف بقلة ثقة ستقل ثقتك فى نفسك، لو استطعت أن تعزز شخصيتك في غير ما تعالي ولا غرور، وتعاملت بثقة حتى وإن كنت لا تشعر بالثق فإن هذا سيساعدك على الشعور بأنك تتحكم فى الموقف ومن ثم سيعزز ثقتك بنفسك، خطوة في طريق العلاج.
المعوق الأخير: غير لائق
وهي الكلمة الدارجة عند الكثير من الشباب سواء كان يبوح بها لغيره ـ وهذا قلما يحدث ـ أو يحدث بها نفسه ـ وهذا هو الأغلب ـ إنها الكلمة التي تدل على أن قائلها يعتقد أن مظهره الخارجي سيئ ومن ثم يشعر بعدم الثقة، كأن يقول لنفسه (مظهري غير لائق) أو هيئتي غير متناسقة، أنا أبدو قبيحًا.
مثال: نفترض أنك اعتقدت بأن مظهرك قبيح، فإن الاعتقاد سيؤدي إلى فقدانك ثقتك بنفسك عند مقابلة أشخاص جدد أو عند التعامل مع الناس، وإذا أردت أن تعرف فعلًا ما إذا كان نقص ثقتك بنفسك متعلق بعدم رضائك عن مظهرك الخارجي من عدمه؛ فإليك هذا الاختبار.
لو أنك تشعر أن ارتداءك أفضل بنطال أو قميص لديك يكسبك الشعور بالثقه بالنفس وأن ارتداءك لأي شيء آخر يجعلك تشعر بنقص ثقتك بنفسك، فإن عدم ثقتك بنفسك ربما يكون نتيجة مباشرة لاعتقادك أن مظهرك الخارجي سيئ.
ملحوظة:
في أغلب الأحيان يعتقد الشخص الذى لا يثق بنفسه أنه يبدو أسوأ مما هو عليه بكثير، هذه الحالة يطلق عليها (الصوره الذهنية المشوشة) أى أن صورتك عن نفسك الموجودة فى ذهنك ليست حقيقة.
وأخيرًا أحب أن أهديك هذه الكلمات التي أطلب منك أن تتمعنها جيدًا: (إن كثيرًا منا يرهق نفسه، دون قصد بوقوعه في خطأ التقليل من شأن نفسه، ففشلنا في الثقة بقدراتنا وحكمتنا، لن يعني سوى أننا يجب أن تعتمد على الآخرين في إرشادنا وتوجيهنا) [لا تهتم بصغائر الأمور للمراهقين، د.ريتشارد كارلسون، (36)].
المصادر:
مراهقة بلا أزمة د.أكرم رضا.
ظاهرة الضعف النفسي د.مجدي الهلالي.
لا تهتم بصغائر الأمور للمراهقين د.ريتشارد كارلسون.

محمد السيد عبد الرازق















عرض البوم صور أبوسليم   رد مع اقتباس
قديم 26-10-09, 04:53 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
K.S.A
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابوعيسى الفحيماني

 

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 6572
المشاركات: 1,770 [+]
بمعدل : 0.29 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 381
نقاط التقييم: 20
ابوعيسى الفحيماني is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابوعيسى الفحيماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : أبوسليم المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي

مشكووور اخوي ابو سليم وعن نفسي انا اقف امام 1600 رجل كل يوم اربعاء واخاطبهم















عرض البوم صور ابوعيسى الفحيماني   رد مع اقتباس
قديم 26-10-09, 10:59 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 5698
المشاركات: 6,109 [+]
بمعدل : 1.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 815
نقاط التقييم: 10
النجم طليان المرادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
النجم طليان المرادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : أبوسليم المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي

لك خالص شكري وتقديري يا ابو سليم على الموضوع الرائع















عرض البوم صور النجم طليان المرادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منها , تزعجك , فتخلص , إنها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL