يا رب ما يلقون سيارتي المسروقة

في أيام الدراسة لم أكن أفهم سبب تدريسنا الأعداد السالبة التي هي أقل من الصفر (ناقص واحد، ناقص اثنين، ناقص ثلاثة... إلخ ) ولكنني اليوم أصبحت أدرك أكثر من أي وقت مضى أن هذه الأرقام هي الأساس خصوصا حين تصلني رسالة من متقاعد يعول أسرة كبيرة ولا يزيد راتبه التقاعدي على ثلاثة آلاف ريال، أو موظف على بند الأجور (انقرد) وتزوج ورزق بمولوده الأول بينما لا يزيد دخله على ألفي ريال.
نحن اليوم نعيش في عالم (ما تحت الصفر)، فريم على سبيل المثال طالبة جامعية لا تصرف لها مكافأة لأنها ما زالت في السنة التحضيرية ورغم ذلك هي مضطرة لدفع قيمة المواصلات والكتب تسأل: (من وين أجيب؟ أشحذ؟)، وكذلك حال بعض الشباب الملتحقين في دورة مدتها سنة في معهد فني تابع لأحد القطاعات العسكرية في جدة وتقترب مكافأتهم الشهرية من 1500 ريال رغم أنهم قدموا من ديار بعيدة ولم يتم توظيفهم حتى الآن لذلك يقول أحدهم: (الشياطين تلعب براسي بحثا عن المال).
ثمة معلمة في مدرسة أهلية راتبها ثلاثة آلاف ريال يخصم منه 800 ريال للتأمين الصحي في مستشفى خاص كما يخصم منه 400 ريال لموظفة الكمبيوتر!، و200 ريال لعاملة التنظيف، ويأخذ السائق الذي يوصلها إلى المدرسة شهريا 500 ريال، فإذا أضفنا إلى ذلك مشاركتها في (القطة مع المعلمات في الفطور) والوسائل التعليمية وكراسات الرسم وهدايا الاجتياز التي تدفعها من جيبها فإنها تتحول إلى امرأة تتفرج على راتبها الضئيل أكثر من كونها تتقاضاه، وهي صابرة على حالة الإفلاس الدائمة كي تحصل على شهادة الخبرة: (حتى هذا الأمر غير مضمون)!.
(ضاقت صدوركم؟.. معليش) سأقدم لكم حسبة طريفة من عالم (ما تحت الصفر) كي نخرج من هذا الجو الكئيب فأحد القراء يتمنى أن أشاركه الدعاء بأن لا تعثر الشرطة على سيارته (القرنبع) التي سرقت من أمام محل تجاري رغم أن قيمتها لا تتجاوز أربعة آلاف ريال حيث يقول: (قل معي: يا رب ما يلقون سيارتي اللي انسرقت أمام محل تجاري، لأنهم لو لقوها لازم أسدد رسم سحبها من موقعها إلى قسم الشرطة، ثم أسدد رسم نقلها إلى الأدلة الجنائية، ثم سداد رسم إعادتها من الأدلة للقسم، ثم سداد رسم نقلها من القسم لحوش الحجز، ثم سداد رسم وقوفها بالحوش بواقع 150 ريالا لليوم الواحد، ثم إحضار صانع مفاتيح لعمل بدل فاقد، مع العلم أني لو ما بلغت عن سرقتها ووجدتها الشرطة ستكون المراحل أصعب دون أن تنتهي باستلام السيارة، شاركني الدعاء.. قل آمين)!.
أما سعيد الصومالي، فيقول إن نظام الجوازات الجديد الذي يجعل مدة الإقامة سنة واحدة يستلزم دفع 750 ريالا لتجديد الإقامة و1200 ريال للتأمين الصحي بالإضافة إلى رسوم مكتب العمل رغم أن راتبه 1200 ريال يستلمه كل أربعة شهور لذلك يردد: (ياعيني.. حنشحت يعني حنشحت.. عند المساجد حنشحت.. عند الإشارات حنشحت)!.

بقلم خلف الحربي

احييك ياكبير مثقفينا واحيي قلمك
ولاانسى كاتبنا المبدع خلف الحربي

((ونحن العرب من اخترع الصفر))

لاتنسى ذلك ياكبيرنا الذي علمنا الثقافة

دمت بخير

مقال أكثرمن رائع يحكي واقعنابكل مافيه من حقائق
لك شكري وتقديري أخي الأتي ألاخير
ولكاتب المبدع خلف الحربي

اخاف اني لا اوفق لو ذكرة كثير من الذين يستلمون رواتب وتذهب للبنوك والاقساط والبقالات ..والكن اكتفي بدعاء لكل معسر ان الله يفرج عليه ويستر حاله وحال اولاده ...
شاكر لك اخي الأتي الاخير ماطرحت ,

والله مقآآآال أكثر من رآآآئع
يحقي وآآقع أغلب من يعيش معنآآآ,,,

كآآآن الله بالعووون,,
يعطيك العآآفيه أخوي,,,

[align=center]
خلف الحربي
كاتب مبدع مجدداً . وليته يستمر بنقل هموم المواطن للمسؤولين في عموده الصحفي يومياً .
فالكتاب هم لسان المواطن بالجرائد التي يطلع عليها كبار المسؤولين في الدولة كل يوم .

شكرا لك يالآتي الأخير . على نقل المقال.
[/align]