يلين توماس وثمن حرية قول الحقيقة

الاثنين 14, يونيو 2010






محمد إبراهيم فايع
لجينيات ـ ما أن نطقت الصحفية الأمريكية المخضرمة كبيرة مراسلي البيت الأبيض هيلين توماس بالحقيقة وقالت : " أن على من أحتل فلسطين أن يعود إلى الجهة التي منها قدم ويدع فلسطين للفلسطينين " حتى هبت عواصف قاصمة في وجهها وكان جزاؤها الطرد ولم تشفع سنواتها التسعين في أن تبقى لو ليوم واحد في مقعدها الصحفي الذي بدأ بالأمس خاليا بعيد رحيلها عنه ولم يقبل اعتذارها رغم أنها قالت الحقيقة ولا غير الحقيقة رغم أن العرب تقول

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع

لقد كان هذا الحدث الذي لم يستغله الإعلام العربي جيدا - لخير دليل على أن يكشف للعالم بأجمع والعالم العربي على وجه الخصوص ( الوجه الحقيقي البشع " للسياسة الأمريكية وأنها ليس الحكم العدل في أهم قضايا العرب والمسلمين وأنها مهما قالت ليست بالوسيط النزيه وليست على حياد من الصراع العربي- الإسرائيلي هذه (أمريكا وهذا موقفها من قضيتنا ) وهكذا يكون الحدث قد أجلى الصورة الحقيقة لأمريكا التي تدعي الديمقراطية وتخرج مؤسساتها الأمريكية تقارير في كل عام تنتقد فيها دول العالم من أنها تقمع حريات التعبير وتدوس على حقوق الإنسان وهاهي اليوم تكرم ( هيلين توماس ) بالطرد والابعاد من رحمة البيت الأبيض لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء بقولها الحقيقة ولم يشأ المتحدث باسم البيت الأبيض ( روبرت غيس ) أن يكون خبر رحيلها أو إبعادها أو استقالتها -" لافرق " -غير مأسوف عليه فحسب بل وصف تصريحات هيلين بأنها "مؤذية ومعيبة !! "

لهذا ما الذي يمكن أن نتوقعه نحن العرب من أمريكا ؟! إذا كانت هذه العجوز بسنواتها التسعين والتي لم تحتج خلالها إلى ترجمان لتسمع طحين سياسة البيت الأبيض على مدى عقود من السنين وهي تتربع على كرسيها الصحفي ككبيرة لمراسلي البيت الأبيض تعاركت خلالها مع سياسة عشرة رؤساء وهي تأخذ وتعطي معهم أو تحتاج إلى قدم ثالثة تسند قامتها التي قوسها الزمن ومازالت تقاوم قسوته ؛ ولم تتجاوز في منطقها (أبعاد الحقيقة) التي لم ترق لصهاينة البيت الأبيض والمتطرفين في السياسة الأمريكية بأن ما جاء إلى فلسطين عليه أن يعود من حيث أتى ؟! يعني بصراحة أيها المحتل "عد أدراجك "

لقد أرادت أن تعبر هيلين توماس عن الاحباط الذي يعم كل منصف من ذلك الجمود القارس لسياسة الرئيس أوباما الذي تعهد أن يصنع السلام إلا أنه في أول اختبار مع مجزرة إسرائيلية بحق ركاب أسطول الحرية فشل بامتياز فتراجع في أنظار المراقبين لسياسته خصوصا بعد أن أطل على المسلمين والعرب من على منبر " القاهرة " ليحمل بشائر السلام فهل حل السلام لكم لدي سؤال قبل أن " أنثر النقطة الأخيرة من محبرتي على ورقة المقال " أسطول الحرية عبر عن رأيه من خلال جنسيات أكثر من 45 بلدا وواجه ألة الحرب الإسرائيلية فاستشهد ما يزيد عن 19 ناشطا يدعو للسلام في الشرق الأوسط أرادوا فتح " ثغرة " في جدار غزة المحاصرة ليسدوا الأفواه الجائعة ويكسوا الأجساد العارية ويمرضوا القلوب والنفوس المجروحة فواجهوا ما نثلت وسائل الإعلام العالمي وقالت " هيلين توماس الحقيقة " في جزء من حرية التعبير لقول الحقيقة فكان جزاؤها القتل المهني ( فما الفرق بين ما فعلته أمريكا بحق الصحفية العجوز حينما عبرت عن الحقيقة ؟ وما فعلته إسرائيل بحق دعاة الحرية والسلام حينما أرادوا التعبير بسلام ؟

محمد إبراهيم فايع
[email protected]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هذه السيدة الطاعنة في سن ضحت بماضيها و حاضرها من أجل فلسطين حتى تتوفى بضمير مرتاح و تذكرها الأجيال بمقام الإنسانية

ماذا بقي لنا عندما أصبحت العجائز أشجع من أصحاب القضية?