*العلم الحديث يكشف حكمة صيام الأيام البيض **
عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان عن أبيه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمرنا بصيام البيض ثلاثة عشرة و أربع عشرة وخمس عشرة قال : وقال : " هو كهيئة الدهر "
رواه أبو داود والنسائي إلا أنه قال : " كان يأمرنا بهذه الأيام الثلاث البيض ويقول هن صيام الشهر " .
وعن جرير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صيام ثلاثة أيام من كل شهر
صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة " رواه النسائي بإسناد صحيح .
وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث :
صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام .
وجاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري أن : المراد بالبيض الليالي التي يكون القمر فيها
من أول الليل إلى آخره .
وقد دل هذا الحديث على أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر الصحابة بصيام هذه الأيام البيض ،
محمول على الندب لا على الوجوب .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض له عارض فلا يصومها مما يدل على عدم الوجوب ،
وهذا متفق عليه .
وسميت بالبيض لأن لياليها بيضاء من شدة ضوء القمر عند اكتماله .. ولأنها أشبهت بالنهار
لشدة ضوئها واكتماله .. وانسحب الاسم إلى اليوم لأن اليوم يشمل بياض النهار وسواد الليل .
قال ابن سينا في القانون : " ويأمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر ، لأن الأخلاط لا تكون
قد تحركت وهاجت ، ولا في آخره - لأنها تكون قد نقصت - بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط
هائجة بالغة في تزايدها ، لتزايد النور في جرم القمر " .
العلم الحديث يكشف السر :
وقد ظهرت في الأعوام الأخيرة أبحاث علمية كثيرة مفادها أن القمر عندما يكون بدرا ، أي
في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى
درجة بالغة .. ويقول الدكتور ليبر عالم النفس بميامي في الولايات المتحدة : " إن هناك علاقة
قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخاصة بينه وبين مدمني الكحول ، والميالين إلى
الحوادث وذوي النـزعات الإجرامية ، وأولئك الذين يعانون من عدم الاستقرار العقلي والعاطفي " .
ويشرح ليبر نظريته قائلا : " إن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80 % من الماء والباقي
هو المواد الصلبة " .
ومن ثم فهو يعتقد بأن قوة جاذبية القمر التي تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات تسبب
أيضا هذا المد في أجسامنا عندما يبلغ القمر أوج اكتماله في أيام البيض .
ويقول الدكتور ليبر في كتابه " التأثير القمري " إنه نبه شرطة ميامي ، كما طلب وضع أخصائي
التحليل النفسي في مستشفى جاكسون التذكاري في حالة طوارئ تحسبا للأحداث التي ستقع نتيجة
الاضطرابات في السلوك الإنساني ، والمتأثرة بزيادة جاذبية القمر ..
ويقول الدكتور ليبر : "إن ما حديث كان جحيما انفتح ، فقد تضاعفت الجريمة في الأسابيع الثلاثة
الأولى من يناير 1973 ، كما وردت أنباء عن جرائم أخرى غريبة وجرائم ليس لها أي دافع " ..
وأصبح من المعروف أن للقمر في دورته تأثيرا على السلوك الإنساني وعلى الحالة المزاجية ،
وهناك حالات تسمى :الجنون القمري حيث يبلغ الاضطراب في السلوك الإنساني أقصى مداه في
الأيام التي يكون القمر فيها بدرا ( في الأيام البيض) .
فما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحكمه وأعلمه بأسرار النفس وأسرار تكوينها
أخلاطها وهرموناتها ، فصلى الله عليه وسلم أفضل وأكمل ما صلى على أحد من العالمين