من طاوع الثنتيـن يصبـر على اللـوم )) هذا شطر من بيت للعبد مسعود عبد الشيخ ابن هذال من مشاهير شيوخ قبيلة عنزة الغنيين عن التعريف وقد اصبح هذا الشطر مثلاً بين الناس ويتم تداوله لمن يطيع في أمر لا يرغبه خصوصا مشورة النساء، والثنتين هما ( المرأة والغنم ) ويذكر أن مسعود أقنعته زوجته بأن يشتري غنما كي يستفيدوا من ألبانها وصوفها في وقت كانت الحاجة المعيشية في أقسى صورها، واستطاعت زوجته اقناعه مع عدم رغبته في رعاية الغنم وامتلاكها، وحين اقترب وقت الوسم وصل للقوم خبر سقوط الأمطار وظهور الربيع في مكان بعيد عن مكانهم الذي يقطنون فيه فأعلن ابن هذال الرحيل تبعا للأمطار والأعشاب وتحركت المظاهير، وكما هو معلوم أن الغنم لا تستطيع الاستمرار في السير مع الإبل لمسافات بعيدة لفارق قوة التحمل والسرعة فإضطر العبد مسعود إلى المكوث وعدم الانتقال مع أعمامه لتلك الأمطار والخيرات وبقي مع من بقي من أهل الغنم الذين لا يذهبون بعيدا، وعندما رآى منازلهم ومرابط خيلهم بعد رحيلهم هاضت قريحته بهذه القصيدة :
امس الضحى عديت في راس مزموم
تومي بي الارياح شـرق وشامـي
ما كر حرار ما يركـن بـه البـوم
كود العقاب الصيرمـي والقطامـي
أبكي هلي يا ناس ما نيـب مليـوم