قرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز في منح الجنسية لعدد من ذوي الكفاءات والتخصصات العلمية قرار تاريخي لأن المملكة ستستفيد بإذن الله من هذا القرار لأن العالم يعيش في السنوات الأخيرة في (حرب) وعراك لاستقطاب الكفاءات والقيادات المهنية والفكرية ... أوروبا وأمريكا وروسيا ودول في الشرق الأوسط تتسابق الآن على الكفاءات وتمنحها الجنسية ومميزات مالية وحقوقية ورعاية...
العالم يعيش اليوم تنافساً محموماً للوصول إلى الكفاءات بل هناك دول مثل أمريكا وبعض الدول الأوروبية تنشط داخل الهند والصين ودول ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط ودول إفريقيا للوصول للعلماء والباحثين والتقنيين والمتميزين في: الطب والصيدلة والهندسة والفيزياء والرياضيات والحاسب الآلي والإدارة والاقتصاد، ونحن في السعودية أكثر حاجة من غيرنا للمتخصصين فلدينا الآن (19) جامعة بحاجة إلى أساتذة جامعات ولدينا مستشفيات جديدة ومدن صناعية واقتصادية بحاجه إلى إداريين وصناعيين وتقنيين.
السياسة التي انتهجها الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقوم على تعزيز المناطق ليصبح في كل منطقة أكثر من جامعة وأكثر من مستشفى ومدينة اقتصادية وصناعية ومركز تجاري مالي هذا يتطلب المزيد من الكفاءات العلمية في الإدارة والطب والتدريس .
فإذا كان العالم يتخاطف الكفاءات في الشرق الأوسط من العلماء والتقنيين من الدول العربية التي ابتليت بالحروب أو تعاني من مشكلات اقتصادية ومعيشية داخل بلدانها فنحن أولى من غيرنا بهذه الكفاءات كما أن هناك أطباء ومهندسين من حملة الدرجة العلمية العليا من دول آسيوية وافريقية عملوا في المملكة سنوات طوالاً ويرغبون في البقاء لماذا لا يمنحون الجنسية والاستقرار بدلاً من أن تستحوذ عليهم دول أخرى مثل أمريكا وكندا وبريطانيا وإسرائيل واسبانيا ؟.
تجنيس هؤلاء في هذا الوقت يصب في مصلحة المملكة : في استقرارها وآمنها وتطورها واقتصادها وهذا لا يتعارض مع المصالح العامة للمواطنين بل يساهم في زيادة الفئات العلمية ويرفع مستوى الوعي والتحضر ويسرع في اندماج المعارف والعلوم وتتنوع الثقافات المهنية وهذا أيضا يصب في المصلحة الاجتماعية التي تعجل في الاندماج الاجتماعي عندما يصبح هؤلاء مواطنين يتمتعون في حق المواطنة الكاملة . هذا قرار تاريخي لأن العالم يتحرك باتجاه استقطاب الكفاءات من الدول المضطربة امنياً واقتصاداً وقرار قومي لاحتواء الكفاءات المهنية العربية التي تجد إغراءات كثيرة من دول غربية ... وربما تتحول المملكة إلى مظلة للكفاءات التي تنتمي لدول العالم الإسلامي عندما تقف أمام خيارات مجتمعات غربية بعيدة أو خياربقائها في المملكة في بيئة ومجتمع إسلامي محافظ يحقق لها طموحها العلمي والاجتماعي .
المواضيع المتشابهه
قرار الملك للأجيال
العرض المتطور
