استبشرت بلادنا المباركة بالمقدم الميمون لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك الإنسانية، وربان السفينة الماهر، بعد غيبة استشفائية، عاد بعدها سليماً معافى بحمد الله.
إنَّ من نِعَم الله على البلاد والعباد أن يُنشئ بين الراعي والرعية عوالق الألفة والمحبة والتقارب في المشاعر؛ لهذا كان قدومه - أيده الله - من أيام المملكة الخالدة التي لا تُنسى، وهو ما يعكس صورة من صور الترابط الأخوي الأمثل في بلادنا العزيزة.
لقد أكد ديننا الحنيف هذه العلاقة، ودعا إليها؛ فعلاقة الإمام بأُمّـته والراعي برعيته كعلاقة ربِّ الأسرة الرحيم بأفراد أسرته، يبذل جهدَه لإسعادها، ولا يدّخر وسعاً لبسطِ ستار الأمن والرّفق والتراحم والرخاء في أنحائِها، يحدوه إلى تحقيقِ ذلك روح الرّحمة والإخلاص ومخافة الله سبحانه.
ونحن إذ نعيش – حالياً - في عالَم يموج بالتحولات والاضطرابات وكثرة النوازل والمستجدّات والمتغيِّرات.. لنستبشر في قادتنا وولاة أمرنا الكرام بذل المزيد في وسائل الثبات على أسس هذا الدّين بتعزيز هذه اللُّحمة أمامَ تربص الأعداء الحاقدين وسِهام الخصوم المغرضين.
إني أرى هذه البلاد وأهلها *** عِقدًا ثميـنًا لا يُنال بسـوءِ ظنّ
علماؤها حكماؤها أبناؤُهـا *** جُبِلوا على حبّ العقـيدة والسنَن
إنَّ مظاهر الفرح التي نراها اليوم في بيوتنا وفي طرقاتنا وفي أجهزة الدولة والقطاع الخاص وفي وسائل إعلامنا تعكس ما تعيشه هذه البلاد من لحمة قوية بين قيادتها وشعبها، والتفافٍ مخلص من أبنائها حول قيادتها، وهي – كذلك - تعبير صادق عما تكنه القلوب ويختلج في الصدور من محبة لقائد استبشرنا بمقدمه؛ فرفعنا أكف الدعاء إلى الله - عز وجل - أن يحفظ ديننا ووطنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه، وأن يعينهم على نصرة الحق وحفظ الأمن لبلاد الحرمَيْن الشريفَيْن، وأن يردَّ كيد المغرضين إلى نحورهم، وأن يُتِمَّ على مقامه الكريم نعمة الصحة، وأن يُلبسه ثوب العافية، وأن يُطيل في عمره مُسدَّداً وموفَّقاً وبانياً لنهضتنا الحديثة.
فهد بن عبدالله البكران