قد تكون معاناتي مع هذا المرض هي مادفعني للبحث عن أسبابه ، محفزاته ، وتفسيره العلمي
علّني أجد بين هذه المعلومات مايساعدني على التغلب عليه.
أضع بين أيديكم هذا البحث عن (داء الشقيقة) ، المرض الذي قد يصاب به الكثيرون مع اعتقادهم بأنه عارض صحي يزول سريعاً ، جاهلين ماقد ينتج عنه من نتائج وخيمة، قد تحرم أصحابها ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.
تشكل الشقيقة جزءاً مميزاً في عالم آلام الرأس ، وهي تتراوح مابين الصداع البسيط الذي يختفي بعد ساعات قليلة، والنوبات الحادة التي تؤدي إلى آلام متعددة الأشكال والأنواع.
إن من يعاني من صداع الشقيقة يتطلع إلى معرفة المزيد عن هذه الحالة التي تحرم ضحاياها نعمة التركيز الذهني ونعمة النوم..
فما هي الشقيقة؟
الشقيقة عبارة عن متلازمة أعراض تسبب عادة ألما في أحد شقي الرأس يدوم ما بين الساعة والثلاثة أيام ويصاحب هذا الألم عدة أعراض أخرى تشتمل على اضطرابات بصرية وسمعية وعصبية كالتحسس الزائد من الضوء والصوت، اضطرابات في المعدة والأمعاء كالغثيان والقيء، أو الاثنين معا. تصاب النساء بالشقيقة أكثر من الرجال كما أنه ربما يوجد عامل وراثي.
الاضطرابات البصرية والعصبية والتي عادة تسبق نوبة الشقيقة تكون نتيجة انقطاع الدم عن لحاء الدماغ الذي يحتوي على خلايا عصبية مسؤولة عن الإدراك والكلام والتفكير. الشقيقة مرض يتميز بتمدد الشرايين والأوردة الكبيرة وتقلص الأوعية الدموية الصغيرة التي تنقل الدم من الشرايين إلى الأوردة وبالتالي تمنع وصول الدم إلى لحاء المخ مسببة بذلك اضطرابات بصرية وأحاسيس أخرى.
لماذا سميت "شقيقة" ؟
الشقيقة من الشق وهو النصف وذلك لأنها تصيب نصف الرأس فقط.
ما هو سببها؟
تقلصات في شرايين المخ السفلي وسببه غير معروف.
الصداع النصفي قد يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية!
قد اظهرت دراسة حديثة ان داء الشقيقة هو أكثر من مجرد صداع مزعج، إذ يعتقد باحثون ان الصداع النصفي يمكن ان يسبب ضررا بالغا بالمخ ويؤدي الى زيادة خطر لاصابة بالسكتة الدماغية.
ووجد الباحثون دليلا على وجود تلف في منطقة من المخ يطلق عليها "المخيخ" عند الاشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي. وكلما تزيد عدد مرات الشكوى من الصداع النصفي كلما زاد خطر حدوث التلف. ونشر البحث الذي اجراه فريق من جامعة ليدين في هولندا في دورية الجمعية الطبية الامريكية. وقال الباحثون ان النتائج التي توصلوا اليها يبدو انها تدحض المفهوم السائد بان الصداع النصفي مشكلة تافهة اعراضها عابرة. ويأمل الباحثون ان يؤدي هذا البحث الى تطوير وسائل علاج افضل وهو ما قد يمنع الضرر المتراكم الذي يمكن ان يصيب المخ.
وركزت دراسة على 435 شخصا كان بعضهم لا يعاني من الصداع النصفي والبعض يعاني من النوبات المعتادة والبعض الاخر يعاني مما يطلق عليه الشعور بالصداع النصفي قبل نوبة شديدة.
واظهرت الدراسة ان المرضى الذين يعانون من الاحساس بالصداع النصفي قبل نوبة شديدة يواجهون خطرا اكبر للاصابة بتلف في الانسجة بمنطقة المخيخ في المخ من الاشخاص الذين لا يعانون من الصداع النصفي الشائع. ويواجه الاشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي خطرا اكبر ((سبعة مرات)) بالاصابة بتلف في المخ من الاشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة. ويزيد خطر الاصابة كلما زاد عدد النوبات. ويواجه الخطر الاكبر الاشخاص الذين ينتابهم احساس شخصي قبل الاصابة بنوبة شديدة من الصداع النصفي ويعانون من تكرار الاصابة بالصداع مرة واحدة او اكثر في الشهر. وظهر وجود تلف اخر في منطقة اخرى بالمخ عند النساء المصابات بالصداع النصفي وليس الرجال. وقال الباحثون "تشير هذه النتائج الى ان الاشخاص البالغين الذين يعانون من الصداع النصفي ربما يواجهون خطرا اكبر للاصابة بالسكتة الدماغية وان هناك تقليلا للحجم الحقيقي للضرر الذي يلحق بأمخاخ الأشخاص المصابين بالصداع النصفي."
العوامل المحفزة التي تسبب أو تؤجج داء الشقيقة:
في معظم الحالات يوجد أن أحد أبوي المصاب وأحد إخوته أو أخواته على الأقل يعانون من داء الشقيقة، وأن أحد أمراض الحساسية مثل الربو موجود في العائلة أيضاً، ولم يعرف بعد ما إذا كان السبب هو الاستعداد لأمراض الحساسية أم أن هناك عوامل وراثية أخرى هي التي تسبب داء الشقيقة.
إن الشخص الذي يعاني من داء الشقيقة يكون في الغالب مفرط الحساسية ، سريع الاهتياج، عديم الصبر، فعند ظهور أي سبب للتوتر والإجهاد – خصوصاً العاطفي – تجد هذه الشخصية صعوبة كبيرة في التكيف مع الظروف الجديدة ، وهذا قد يؤجج النوبات الشديدة، أو يكون أحد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم حدة النوبات المتكررة البسيطة، بالإضافة إلى أنه يسبب صداع التوتر.
مثل الجبن والشوكولاته والموالح كالبرتقال والليمون والأطعمة المقلية والزبد، ويحتمل أن يكون الشاي والقهوة ضمن هذه المجموعة، وبعض أنواع الأسماك والبصل.
يؤثر الجو القائظ، خصوصاً الجاف، تأثيراً سيئاً على معظم المصابين بداء الشقيقة. <= راحوا فيها سكان الرياض 
1- الوراثة: 2- القلق والتوتر والاكتئاب والإحباط والتعرض لصدمات انفعالية أو عاطفية: 3- نقص سكر الدم في حالات الجوع وعدم انتظام الوجبات. 4- التدخين بمختلف أنواعه. 5- تناول بعض الأطعمة : 6- البيئة والمحيط : 7- إجهاد العين. 8- السفر. 9- إصابات الرأس والرقبة. 10- ارتفاع ضغط الدم. 11- تأثير الهرمونات. 12- التعرض لنزلات البرد. 13- أمراض الحساسية مثل الربو وحمى القش. 14- تغيير نمط النوم ، وكذلك النوم الكثير جداً أو القليل جداً. 15- التحديق في ضوء ساطع. 16- وجع الأسنان وغيره من الأحوال المصحوبة بألم في الوجه.
أسباب الصداع النصفي:
قد تُسهم عيوب الانكسار الضوئي مثل قصر النظر وطوله ، والحول ، وتعرض العين لضوء باهر، في إحداث نوبات الصداع النصفي .
والعوامل النفسية من الأهمية بمكان في صدد تناولنا لأسباب الصداع النصفي، فهو شائع في الأشخاص الانطوائيين والوسواسيين، وتشتد نوباته مع الكرب والقلق والكآبة والإرهاق الذهني، كما يشيع بين الأشخاص الذين يتمتعون بقدر وافر من الذكاء، ويندر أن يعرض لمتوسطي الذكاء ومحدودي التفكير.
ما هي مراحل نوبة الشقيقة؟
2.مرحلة المعاناة أو الألم
1.مرحلة النسمة (aura)
3.مرحلة انحسار أو انحلال الألم أو النوبة 4.مرحلة مابعد النوبة مرحلة النسمة:
يشعر المريض في مرحلة النسمة وبشكل تدريجي أو بطئ باضطرابات بصرية، سمعية أو عصبية تسبق مرحلة الصداع أو الألم بحوالي 20-30 دقيقة ويتبعها الصداع خلال ساعة إلى ساعتين. الاضطرابات البصرية هي أكثر أعراض النسمة وقد تشمل مشاهدة أنوار ساطعة وخاطفة أو قوس من النور أو تعتيم وتشويش في مجال الرؤية. بالنسبة للاضطرابات السمعية فإن كثير من المصابين يشكون من سماع أصواتا داخل رؤوسهم كالهمس أو الدمدمة، والبعض قد يشعر بدوامة أي الإحساس بأن كل شئ يدور به أو من حوله.
أما أعراض النسمة العصبية قد تشتمل على الإحساس بالوخز أو الخدر أو البرودة في الذراع والوجه بما في ذلك الفم واللسان أو إصابة جانب واحد من الجسم بضعف أو حتى شلل وربما تشتمل الأغراض على صعوبة في النطق.
مرحلة المعاناة أو الألم:
عندما تزول العوارض السابقة يبدأ الألم عادة في الصدغ، حول العين، أو الجبهة. يبدأ الألم كانزعاج ويستمر متزايدا إلى أن يصبح وجعا ثم ألما نابضا. صفات وخصائص صداع الشقيقة تكون عرضة للتبدل من صداع ذات طابع عابر إلى صداع مستقر ودائم ويكون عادة في جزء واحد من الرأس، قد يكون الأيمن أو الأيسر، أو قد ينتقل يمينا ويسارا في النوبة الواحدة. عند البعض يكون الألم في شقي الرأس. عند البعض يبدأ الألم من مؤخرة العنق ويتشعب صاعدا إلى الجبهة أو بالعكس.
بازدياد الألم تزول الشهية، ويبدأ الدوار، والتقيؤ، وتصبح الأضواء والأصوات وعند البعض الروائح غير محتملة.
مرحلة انحسار أو انحلال الألم أو النوبة:
النوم لبعض الوقت يعتبر من أكثر الطرق فاعلية لإنهاء نوبات الشقيقة. أيضا التقيؤ المصاحب لنوبة الصداع قد ينهي النوبة وبالذات عند الأطفال. كما بدأ الألم ببطء فمعظم حالات الشقيقة تزول ببطء أيضا.
مرحلة ما بعد النوبة:
تختلف آثار ما بعد النوبة من شخص إلى شخص ولكن معظم المصابين يشعرون بالإعياء أو الإنهاك والبعض ينتابه شعور بالراحة أو البهجة .
قد يستاء مزاج المصاب خلال النوبة بشكل عميق ، وبعضهم قد يصبح سريع الغضب ويريد أن يُترك وحيداً، وهذا غير عادي لأنه عندما يمرض معظم الناس فإنهم يرتاحون إلى وجود أحد ما بجانبهم ، وهذا يدل على أنه خلال نوبة الشقيقة يكون الجهاز العصبي سريع الإثارة ومفرط الحساسية.
ماذا بعد الشقيقة من آثار ؟
غالباً مايذكر الناس شعور الإنهاك بعد نوبة الشقيقة: تعكّر في المزاج ، إرهاق عضلي، شهية غير طبيعية ، تعب وتثاؤب . تدوم هذه الأعراض من ساعة إلى أربعة أيام بمعدل وسطي بمثل بقية اليوم الذي حدثت فيه النوبة ، وفي بعض الحالات يكون هناك شعور بالارتياح ، وعند آخرين يكون الشعور إيجابياً كالإحساس بالقدرة الفائقة على الإنجاز ( فبعض الفنانين والكُتّاب يقدّرون هذه الأيام المعيّنة لإنجاز أكثر أعمالهم إبداعاً).
أنواع الشقيقة :
للشقيقة نوعان أساسيان هما :
الشقيقة بدون النسمة (الشقيقة العادية) :
يتميز هذا النوع بعدم وجود أية نسمة محذّرة بل يظهر الصداع فجأة مع نوبات تدوم من أربع ساعات إلى اثنتين وسبعين ساعة (أو من ساعتين إلى ثمان وأربعين ساعة في الأطفال) ، ويتركز الصداع في جانب واحد من الرأس عند حوالي ثلثي الحالات ، وتتراوح شدة الصداع بين المتوسط والحاد ويكون نابضاً ، ويزداد سوءاً بالحركة الجسدية العادية كالمشي أو صعود الدرج. ويترافق بالدوار والحساسية المفرطة للصوت والضوء، وهذا النوع هو الأكثر انتشاراً بين أنواع الشقيقة.
الشقيقة مع النسمة ( الشقيقة التقليدية ) :
تتميز هذه الحالة المتكررة بأن لها عوارض عصبية (النسمة:aura) تتطور تدريجياً خلال 5 – 20 دقيقة وتدوم أقل من ساعة ، ويتبع هذه الأعراض صداع ودوار وحساسية مفرطة للضوء (رهاب الضوء) مباشرة أو بعد فترة غير محددة تقل عن الساعة. ويدوم الصداع عادة من أربع إلى اثنتين وسبعين ساعة، وقد يغيب كلياً.
وتكون النسمة (aura) في شكل :
وهناك أنواع أخرى أقل انتشاراً مثل:
شقيقة الشلل العيني : عبارة عن نوبات من الشقيقة مصحوبة بشلل عضلات العين.
الشقيقة الوجهية : تعرف أيضاً بصداع النصف الأسفل،وتتميز بنوبات من الألم الوجهي المعاود مصحوبة بأعراض ترجح الإصابة بالشقيقة أو الألم العصبي الشقيقي.
الشقيقة المضاعفة: نوبات من الشقيقة بعضها عجز عصبي بؤري كشلل أحد الذراعين.
شقيقة الشريان القاعدي: تتميز بأعراض تشير إلى خلل وظيفي يخدع الدماغ مثل الدوار وازدواج الرؤية وعسر التلفظ واضطراب الوعي كالغثيان وعدم الاتزان يمنة ويسرة وانحراف الإحساس ،بالإضافة إلى نوبات الصداع الوعائي وأعراض اضطراب وظيفة القشرة البصرية بمؤخرة الدماغ مثل رهاب الضوء والهلوسات البصرية والعمى النصفي بالمجال البصري.
الصداع المتجمع أو العنقودي (الألم العصبي الشقيقي) : هذا نوع نادر من الصداع ويختلف في نواحٍ عن الشقيقة العادية المذكورة سابقاً ، يصيب الرجال أكثر من النساء ومعظم المصابين متوسطو العمر (بين سن العشرين والأربعين) . وتحدث هذه النوبات خلال النوم الليلي موقظة المصاب أحياناً بشكل منتظم حتى إن هذه الحالة أُطلق عليها اسم ((صداع المنبّه))، وبعض المصابين يشرح حالته بقوله (كأن منبّهاً بدأ يرن داخل رأسي). خلال الصداع المتجمع تصاب العين ذاتها دائماً، فتصبح حمراء والجفون منتفخة، في بعض الأحيان تدمع العين المصابة ويكون الأنف في هذه الناحية مسدوداً. ولأن هذه الحالة نادرة جداً ( واحد في العشرة آلاف شخص يصاب بها ) فالقليل من الأطباء هم الذين يستطيعون الوصول إلى التشخيص الصحيح لقلة الحالات وندرتها.
1 – اضطرابات بصرية
2- وخز وخدر (تنميل) في جانب واحد من الجسم 3- وهن في جانب واحد من الجسم 4- صعوبة في التكلم كيف تتغلب على الشقيقة بمفردك ؟
*ماذا تفعل إذا واجهتك نوبة حادة ؟
- توقف عن العمل واسترخ في غرفة معتمة وهادئة ، وابتعد عن الأماكن المضيئة أو الصاخبة، كما يُعدّ من المفيد غسل الوجه بالماء البارد.
- حاول أن تنام مدة أطول لأن الآلام ناتجة عن التعب والإرهاق.
- حافظ على الدفء بارتداء غطاء للرأس، أو باستخدام المدفأة . وبعض المرضى يرى أن حماماً ساخناً يساعده جيداً.
- حاول الضغط على موضع الألم أو باستخدام عصابة للرأس <<=== انشهد والله ان العصابة مافي مثلها..اتركوكم من كل المهدئات والخرابيط واعصبوا روسكم وارتاحوا
أيضاً يمكنك الضغط على موضع الألم بوضع زجاجة الماء الساخن، أو كيس الردة الساخن أو كيس الثلج، فهذا قد يخفف من الألم.
- تجنب الضوضاء والضجيج.
- تخفيف الأعباء الوظيفية .
- مراقبة نوعية الطعام.
- الابتعاد عن الأماكن المقلقة.
- عدم الجلوس طويلاً تحت الشمس أو في حمَام السونا.
علاج النبي صلى الله عليه وسلم للشقيقة :
وروى ابن ماجه في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع غلف رأسه بالحناء ويقول إنه نافع بإذن الله من الصداع.
وروى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أمثل ماتداويتم به الحجامة).
1- أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج.
2- وتعالج الشقيقة بشدّ العصابة على الرأس ، عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عصب رأسه . 3- الحجامة في وسط الرأس لعلاج الصداع، روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به، وروى البخاري عن جابر بن عبدالله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن كان في شيء من أدويتكم خير، ففي شربة عسل، أو شرطة محجم ، أو لذعة من نار ، وما أحب أن أكتوى) ختاماً ..
أسأل الله لي ولكم تمام الصحة والعافية ..
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت،وإذا سُئلت به أعطيت وإذا استُغفِرت به غفرت،اللهم داونا بدوائك ، واشفنا بشفائك، وتفضل علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.