المجلس العسكري المصري كان ينوي التصويت ضد قرار تعليق عضوية سوريا

في معلومات تكشف لأول مرة بعد التكتم عليها سياسياً..
المجلس العسكري المصري كان ينوي التصويت ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بحجة أن الجيش السوري "رفيق سلاح"..!

جدة: قضايا سعودية
كشف الكاتب السعودي أحمد عدنان عن معلومات خاصة تم التكتم عليها سياسياً عقب صدور قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية مؤخراً تتثمل في الدور الذي لعبته السياسة السعودية في سبيل اقناع المجلس العسكري المصري بالتصويت على القرار بالموافقة بعد أن كان قد اتخذ موقفاً رافضاً للقرار بحجة أن الجيش السوري "رفيق سلاح" وشارك مع الجيش المصري في حرب اكتوبر 1973م.

الكاتب أحمد عدنان الذي تواجد في القاهرة واجتمع ببعض الساسة والمعارضين السوريين لحظة صدور القرار زود وكالة أخبار المجتمع السعودي "حصرياً" بمقال خاص عن الحدث يكشف تفاصيل ما دار خلف الكواليس.. والوكالة بدورها تنشره كما وصل من الكاتب:

المجلس العسكري وسوريا..
أحمد عدنان*

أعود إلى اجتماع جامعة الدول العربية وقرار تعليق عضوية سوريا – والدور السعودي خلف القرار – من ميدان التحرير في مصر.

قبل اجتماع الحسم بساعتين، قال وزير الخارجية المصري، أنه تلقى تعليمات من المجلس العسكري للتصويت ضد القرار لأن النظام في سوريا "رفيق سلاح" في إشارة إلى حرب أكتوبر 1973!. اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون – وعلى رأسهم الأمير سعود الفيصل – واتفقوا على توجيه رسالة واضحة، مفادها أن وقوف مصر ضد تعليق عضوية سوريا لن يعني سوى الانحياز لقتل الشعب السوري، وهذا ما لن يستسيغه المجتمع الدولي وأغلب الدول العربية وكل دول مجلس التعاون الخليجي، مما قد يؤثر على أوضاع مصر الاقتصادية وعلاقاتها الدولية في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخها. وزير الخارجية المصري تفهم الرسالة، ووعد باتخاذ القرار الصائب خلال التصويت، وقد أوفى بوعده!.

بعض أركان المعارضة السورية الذين تواجدوا في القاهرة – ذلك الوقت – اندهشوا جدا من الموقف المنسوب للمجلس العسكري المصري، وعقدت المعارضة أكثر من اجتماع في القاهرة هدفها تأمين قنوات اتصال مع القوى السياسية المصرية المؤثرة كجسر بينها وبين المجلس العسكري، وكوسيلة تأثير إذا أمكن!. وكانت العلاقة بين المعارضة السورية والمجلس العسكري المصري محورا رئيسا في احد اجتماعات د. برهان غليون (رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري) والشيخ حمد بن جاسم (وزير خارجية قطر).

الموقف من المجلس العسكري حيال قراراته وسياساته الداخلية في مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس مبارك، ليست موضوع نقاش هنا، ولعل مثل ذلك الموقف هو من حق المصريين وحدهم، لكن الجيش الذي يوصف بأنه حمى ثورة شعبه، يليق به أن يتخذ موقفا حازما وحاسما لصالح ثورات الشعوب العربية ضد طغاتها. إن الوضع الدقيق الذي يعيشه المجلس العسكري مفهوم، ولست ممن يشككون في نواياه، لكن الحيوية التي فقدتها السياسة الخارجية المصرية بعد رحيل د. نبيل العربي إلى جامعة الدول العربية لا بد أن تعود، ويعلم الله خائنة الأعين وما تخفي الصدور!.
*كاتب سعودي مقيم في لبنان


المصدر
سرّي للغاية: المجلس العسكري المصري كان ينوي التصويت ضد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بحجة أن الجيش السوري "رفيق سلاح"..!