أولا: أهميتها :هي أول معركة فاصلة بين قريش والمسلمين
ثانيا: تاريخ وقوعها :وقعت فييوم الجمعة 17/9/2هـ.
ثالثا: سببها : إن المصطفى كان بالمرصاد للعير التي فاتته إلى الشام عندما خرج
إلى ذي العشيرة وأرسل رجلين إلى الحوراء ليأتياه بخبرها فندب المصطفى بعضا
من أصحابه للتعرض لقافلة قريش العائدة من الشام إلى مكة ولم يكن يريد قتالا
فلم يعزم على المسلمين الخروج. وقد استطاعت القافلة النجاة فاستنجد أبو سفيان
وهو قائدها بقريش لحماية القافلة وانحرف أبو سفيان بالقافلة وسلك طريق الساحل
ولم يمر ببدر كعادة القوافل فخرجت قريش يحدوها الأمل تلبية في كسر شوكة
المسلمين بل لاستئصال شأفتهم من المدينة.
رابعا:العدد:عدد المسلمين 313 وقيل 314 رجلا أكثرهم من الأنصار
ومعهم " 70" جملا وفرسان أو ثلاثة والمشركون ألف مقاتل،
و" 700" بعير، و"100" فرس ومعهم القيان يغنين بهجاء المسلمين .
خامسا: مكان المعركة :نزل بموضع بدر وهو جنوب غربي المدينة على
بعد 155كم تحيط به جبال شاهقة وفيه ثلاثة منافذ: وهي منفذ الجنوب
وهو العدوة القصوى، ومنفذ الشمال وهو العدوة الدنيا، ومنفذ في الشرق
يدخل منه أهل المدينة وطريق القوافل الرئيسية من الشام يمر داخل هذا
المحيط وكان فيه مساكن ونخيل وآبار. وكان من السهل أن يسد المسلمون
هذه المنافذ لتستسلم القافلة إذا نزلت فيه ولكن رأى الرسول أن لا يْشعر
أهل العير بخروجهم حتى ينزلوا ببدر على غرة، واستشار الصحابة فأشار
عليه الحباب بن المنذر أن ينزل على أقرب ماء من العدو ليقطع الماء عنهم، وبني للمصطفى عريشا.
سادسا: الوضع العام للجيش الإسلامي والوثني:
1. نجاة القافلة فوجد الجيش المكي نفسه أمام معركة لا مبرر لها ولكنهم استعدوا للقتال
2. المسلمون لم يكونوا على استعداد تام للجهاد ولكنهم فوجئوا بأنهم أمام معركة فُرضت
عليهم فلم يكن هناك تكافؤ في العدد والعدة بين الطرفين
سابعا: النتائج:
كان لمعركة بدر نتائج آنية أو لحظية أو وقتية تتمثل في الآتي:
1. انتصار المسلمين رغم القلة في العدد لأن العقيدة لا تقاس بالمقاييس المادية
2. أسر سبعين من المشركين وقتل سبعين من الملأ زعماء قريش وسادتهم و أشرافهم.
3. حصولهم على الغنائم الكثيرة وكأنها عوض من الله لهم
4. استشهاد " 14" رجلا من المسلمين
5. أنها بداية الانهيار في صرح دولة الشرك وهددت طرق تجارة قريش،
وهي عصب حياتهم وأضعفت هيبتهم ونفوذهم على العرب
6. لأهمية معركة بدر وهي من المعارك الكبرى في الإسلام اكتسب المسلمون
المشاركون فيها منزلة خاصة بين المسلمين فقد دعوا بالبدريين
7. ازداد التضامن بين المسلمين.
8. نزل تشريع قرآني مالي حول تقسيم خمس الغنائم فتوطد بيت مال المسلمين.
ثامنا:آثار معركة بدر :
تركت غزوة بدر آثارا عميقة إستراتيجية بالرغم من أن الأسباب التي أدت إليها
وليده ظروف لم تكن في حسبان أحد إلا أنها خلّفت آثار عميقة في كل من مكة والمدينة على حد سواء
كانت آثارها في الجانب المدني :
1. استقرت أوضاع الدولة الإسلامية على أثرها، وأصبحت مرهوبة الجانب يخشاها العدو ويحذرها المحايد .
2. أصبحت المدينة مركز مرموق كعاصمة لدولة ناشئة أخذت وضعها اللائق بها في محيطها الدولي آنذاك.
3. كانت إرهاصة لإقامة دولة قوية ستفتح الآفاق، وستترك حضارة زاهية للبشرية للنهل منها
4. قويت شوكة المسلمون، وأدركوا تأييد الله لهم لذلك قابلوا تآمر أعدائهم بتآمر
أكثر منه إحكاما فقتلوا كعب بن الأشرف زعيم المتآمرين من يهود بني النضير،
وأجلوا بني قينقاع عندما ناصبوهم العداء وأزال المسلمون الخطر الذي يتهددهم
من داخل المدينة وأصبحوا أكثر استعدادا لصد هجمات المعتدين
5. كانت غزوة بدر حدثا إعلاميا ساعدت على ثبات مكانة المسلمين في المدينة
6. انتشار سياسة تثقيفية تعليمية فهي أعظم خطوة حضارية وثقافية فقد اشترط المصطفى
على الأسرى من الذين لا مال لديهم أن يعلموا أولاد المسلمين القراءة والكتابة،
وهي أول عملية تعليمية لمكافحة الأمية في الإسلام
7. كانت غزوة بدر صقل للنفس المسلمة ، وإعطائهم قيم ومفاهيم روحية
8. كَثُر خصوم المسلمين وصمم الجميع على النكاية والإيقاع بالمسلمين.
9. موقف الأعداء المتربصين بالمسلمين من الداخل وهما: اليهود والمنافقون
فقد اتخذوا أساليب منها:
أعلنوا الحرب الباردة بنشر الأكاذيب وبث المعلومات المزيفة.
تركت أثران متلازمان: هما الفزع والكيد فقد أخذوا يحسون بقوة الدين الجديد،
وتربصوا به وتآمروا للقضاء على تلك الدولة الناشئة فاتصلوا بالمشركين تارة
وباليهود تارة في المناطق الأخرى وحاولوا تجميع النقيضين ليكونوا جبهة واحدة ضد المسلمين
و كانت آثارها في الجانب المكي:
كان وقع الهزيمة في مكة عنيفا عليهم ، فلم يتوقع أحد هذه النتيجة المؤسفة فكانوا
يتوقعون نصراً مؤزراً للمشركين ،وكانوا يستبعدون إبادة زعماء مكة في
أول موقعة مع الفئة التي أذاقوها سوء العذاب، فعملوا على الآتي:
1. اتفقوا على الثأر واعتبروا القافلة التي كانت سببا في بدر مصدرا لتمويل معركة يثأرون فيها لقتلى بدر.
2. اتصلت قريش بحلفائها من العرب وبأصدقائهم اليهود الذين حقدوا على المسلمين لانتصارهم في بدر
3. تدهورت سمعة قريش العسكرية والسياسية في شبه الجزيرة العربية.
4. أعلنت قريش في مكة التعبئة العامة التي كانت نتيجتها معركة أحد.
تاسعا: الدروس المستفادة من غزوة بدر :
1. جواز النكاية بالعدو لإضعافهم معنويا واقتصاديا 0
2. جواز استخدام العيون لكشف أحوال العدو وإفشال خططهم 0
3. تأكيد المصطفى على مبدأ الشورى لأهل الحل والعقد في الإسلام .
4. المساواة بين الجندي المسلم وقائده في السلم والحرب على حد السواء 0
5. أحلّت في بدر الغنيمة للمسلمين وتقسيمها عليهم 0
6. وجوب الاستعداد المعنوي والمادي للمعركة، وأن الله يؤيد جنده بخوارق تعينهم على النصر.
7. من الدروس المستفادة أيضا من غزوة بدر أن السنة في الشهداء دفنهم في مضاجعهم 0
عاشرا: أسباب مجملة للنصر في غزوة بدر :يمكن نلخصها بعد تأييد الله للمسلمين فيما يلي :
1. عدم التحمس في جيش مكة نتيجة لنجاة القافلة فقد رجع منه الأخنس
الثقفي من رابغ ورجع بجميع حلفائه.
2. الاعتداء والبغي والغطرسة فقد أصر أبو جهل خوض المعركة بمن تبقى
معه من الجيش المكي بدافع البغي والعدوان 0
3. العقيدة الراسخة وهي من أهم أسباب النصر فهي إحدى الحسنيين:
إما النصر أو الشهادة، وارتفاع الروح المعنوية للمسلمين 0
4. القيادة الحكيمة المتمثلة في الوحدة فكان رسول الله هو القائد الأعلى للمسلمين.
أما المشركون فلم يكن لهم قيادة عامة فقد كان أكثر قادتهم أبو جهل
وعتبة بن ربيعة فقاتل الجيش المكي قتالا فوضويا دونما قيادة موجهة له0
5. التعبئة الجديدة للجيش الإسلامي وهو أسلوب جديد يتمثل في أسلوب
الصفوف حيث يؤمّن هذا الترتيب العمق، في اكتساح جيش العدو 0
6. المعنويات العالية للجيش الإسلامي لتشجيع المصطفى أصحابة، ولتقوية معنوياتهم 0
لقد تجلت في غزوة بدر نصرة الله لأوليائه و صور للحب الحقيقي لله ورسوله كما برزت صفحات من البطولة و التضحية نستحضرها اليوم في شهر رمضان المبارك
في ذكرى أولى معارك حربية خاض غمارها المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم و قال القدر فيها كلمة فاصلة على أيدي مجموعة مؤمنة صادقة صابرة واجهت العدو بسلاح الإيمان و الصبر و الثبات
ذكرى معركة بدر الكبرى ..
العرض المتطور
