فازت هيئة مكافحة الفساد بنتيجة (8/ صفر) على مؤسسة الخطوط الحديدية حين استعرضت نتائج التحقيق الموازي الذي أجرته هيئة الخطوط الحديدية (التي أجرت تحقيقها مع نفسها بنفسها) حول حوادث انقلاب القطار، فقد أثبتت هيئة مكافحة الفساد في أكثر من نقطة حجم الأخطاء الفادحة التي ترتكب في الخطوط الحديدية وتؤثر على سلامة الركاب وتتسبب في ضياع الأموال العامة، والسؤال الذي يبطح نفسه أمام عجلات القطار هو: (مالذي سيحدث بعد أن نشرت هيئة مكافحة الفساد تقريرها الذي يؤكد أن الخطوط الحديدية في واد والإدارة الحديثة في واد آخر تماما؟).
يقول تقرير هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) إن مساعد قائد القطار الذي انقلب غير مؤهل لقيادة القطار وخبرته كمساعد لا تزيد عن شهر واحد وقد أكد أنه لا يعرف الإشارات ولا يعرف كيفية التخابر مع غرفة المراقبة (طبيعي يجيب العيد!)، وأكدت (نزاهة) أن حديث الخطوط الحديدية عن سيرها وفق جدولة محددة بدقة عالية غير صحيح.
وعن ماذكرته مؤسسة الخطوط الحديدية من أن تسجيلات المكالمات مشوشة وتم إرسالها إلى مركز سلامة النقل في كندا لتحسينها فقد أكدت (نزاهة) أن التسجيلات كانت مشوشة من طرف غرف المراقبة فقط ولكنها واضحة بما يكفي لمعرفة المضمون، وما تم إبلاغه مقيد في سجلات كتابية محفوظة في غرفة القيادة، وأكدت نزاهة أنه لا داع لإرسال تلك التسجيلات ــ وهي باللغة العربية ــ إلى كندا لما في ذلك من تكاليف غير مبررة (حتى بالتحقيق يصرفون الفلوس غلط)!.
ولعل أهم مافي بيان هيئة مكافحة الفساد تأكيدها أن ادعاء مؤسسة الخطوط الحديدية بأنها واحدا من أدق أنظمة تسيير القطارات في العالم يكشفه هذه الحوادث المتكررة رغم أنها نادرة الحدوث على مستوى العالم، فالمؤسسة أنفقت أموالا هائلة من أجل تركيب نظام متطور ولكنه بقي معطلا ولم تستفد منه شيئا؟!
خمنوا معي مالذي سيحدث بعد الكشف عن هذه الحقائق؟، هل سيتم نفض مؤسسة الخطوط الحديدية التي ثبت أنها بكوادرها الحالية غير قادرة على تلبية الطموحات الوطنية لإدارة أفضل سكك حديدية في الشرق الأوسط؟.. أم أن المسألة سوف تبقى تدور في إطار البيانات الصحفية؟.. حيث ترد الحديدية على نزاهة.. ثم ترد نزاهة عليها.. والصحف تنشر.. و(تفضل وأشرب الشاهي.. بيالة شاي ع الماشي)!.
خلف الحربي
و بعدين ... وش يصير ؟
العرض المتطور
