وذلك لأن جامعاتنا مدارس ثانوية، وعلى وجه الدقة امتداد للمرحلة الثانوية ، فهي أولا تطبق نفس أسلوب التعليم في المدارس الثانوية، أي التلقين والحفظ، ولا يسمح للطلبة بنقد وتحليل ما يلقنونه، وبالطبع من المحرمات أو التابوهات أن تكون لهم وجهة نظر أو رؤية تختلف عما يلقنونه، وفي كل الجامعات التي درست فيها في الولايات المتحدة أو فرنسا ، فإن الطالب مكلف بأن يقدم ثلاثة بحوث لكل مادة يدرسها، والدرجة التي تقّوم بها تضاف إلى الدرجة النهائية لامتحان المادة في نهاية العام، وهذه البحوث التي يعدها الطالب في المرحلة الجامعية تهيئه لعمل الأبحاث في مرحلة ما بعد الجامعة، أي الدراسة للماجستير والدكتوراه، وهذه هي في الحقيقة وظيفة الجامعة، وهي عمل أبحاث نظرية وتطبيقية، والأخيرة تتناول قضايا المجتمع التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وتحاول أن تجد حلولا لها، وهو ما نجد له أي وجود في جامعاتنا، فلدينا مشاكل وأمراض خاصة بنا، ولكن لا توجد أي أبحاث تتناولها، وأقرب مثال يرد إلى ذهني الآن مشكلة الأعلاف الخضراء وخاصة البرسيم الذي يستنزف مياهنا في ظل وجود آلاف الأبقار، وقد كتبت عشرات المرات عن بدائل للبرسيم تحتمل الجفاف والملوحة، وطالبت بتجربتها في المملكة، الأمر الذي لم يحدث، لأنه لا وزارة الزراعة ولا الجامعات تقوم بعمل أي أبحاث، واليوم قرأت خبراً في إحدى الصحف كشفت فيه وزارة التعليم العالي أن 11 جامعة حكومية عجزت عن تقديم أي بحث واحد، وأنه لا يوجد فيها مركز للبحوث، ولهذا ولتوفير النفقات، وتخفيف العبء عن وزارة التعليم العالي أقترح ضم هذه الجامعات لوزارة التربية والتعليم لأنها امتداد للمرحلة الثانوية، وبالطبع فإن المتخرجين منها لن يصلحوا لأي عمل، ولن ينجحوا في أي مجال، والواقع أن هذا هو الحاصل والمأساة أنه لن يمدد لمشروع حافز .
بقلم عابد خزندار