مع مواسم الاختبارات يضع الآباء والأمهات أيديهم على قلوبهم خوفا من ألا يعود أبناؤهم جرّاء ما تشهده مدننا من حوادث أليمة بسبب التفحيط. يكفي أن تبحث في مواقع الانترنت لتشاهد عشرات المقاطع التي يلتحم فيها الحديد بالأرواح تاركا قصصا مليئة بالحزن والألم.
أبو كاب، مطنش، كازانوفا، ملك التفحيط، بوبو، ألقاب كنت أتمنى أن نجدها في صفحاتنا الرياضية للحديث عن إنجازاتها والميداليات التي حققتها باسم الوطن ولكنها للأسف لا تحمل سوى رائحة الموت.
منهم من أعدم تعزيرا، ومنهم من يقضي سنوات شبابه خلف القضبان، وآخرون مازالوا (يهجولون) بحثا عن الضحية المقبلة.
سرقة، مخدرات، أمراض نفسية، تركيبة لا يخلوا منها أي حادث تفحيط، فالسيارات التي يتم استخدامها في الغالب مسروقة، ومعظم المفحطين يتعاطون بشكل أو بآخر الحبوب المخدرة، أو يعانون من أمراض نفسية قد تقودهم إلى الانتحار من خلال هذه التصرفات الطائشة. ولكن السبب الحقيقي برأيي هو البحث عن الاهتمام، التصفيق، الهتافات، التي تعلو كلما عرّض هذا الشخص نفسه ومن حوله للخطر بحركات مجنونة لا نجدها إلا في أفلام الأكشن. فلماذا لا نفتح لهم حلبات وميادين أكثر في مختلف مدن المملكة للتنافس واستعراض مهاراتهم في أجواء آمنة ومنضبطة بعيدا عن مدارسنا واطفالنا؟ وأن نجعل منهم قدوة ونجوما في مجالهم كمشاهير الفن والرياضة؟ وبدل أن يكونوا المشكلة فلنجعلهم جزءا من الحل من خلال مشاركتهم في التوعية بمخاطر هذه الممارسات والدعوة إلى حصرها في الأماكن المخصصة لها. قد لا يكون ذلك الحل الوحيد ولكنه بالتأكيد جزء مهم من الحل الذي يتطلب مشاركة الجميع لمواجهة هذه الظاهرة التي عجزنا لسنوات عن القضاء عليها.
محمد الطميحي