حرصت غالبية الجامعات السعودية على المشاركة في يوم المهنة المصاحب لتخريج 3500 طالب وطالبة في الجامعات البريطانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في إطار سعي جامعاتنا لاستقطاب الكوادر البشرية المؤهلة. وهذا شيء جيد وطبيعي يدل على تقدير الجامعات لأهمية التأهيل وحرصها على رفع مستوى جهازها البشري من خلال دعمه بدفعات من خريجي الجامعات الأجنبية، لكن هذا الحرص يستدعي تساؤلا مشروعا حول كفاءة وقدرة غالبية خريجي جامعاتنا ومدى تلبيتهم لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل.
فسوق العمل يشكو من تدني تأهيل الخريجين والجامعات تشكو من ضعف طلاب التعليم العام الذين يأتون بلا قدرات تمكنهم من التفاعل مع التعليم الجامعي والتعليم العام يشكو من ضعف قدرات الجامعيين الذين يتجهون إلى مهنة التدريس.
والمؤكد أن التنمية وخططها وبرامجها لا تحتمل هذا «الجدل» الذي يعطل استمرارها ويؤخر تنفيذها ولا بد من وضع نهاية له. والنهاية المرجوة هي أن تعرف الجامعات أنها المسؤولة عن دفع آلاف الشباب إلى سوق عمل يخطط لإحلال الأيدي الوطنية محل الوافدة ومرشح لمنافسة أخرى حين تستكمل عودة أبنائنا خريجي الجامعات العالمية في الشرق والغرب.
وليس أمام جامعاتنا، إذا أرادت أن تقوم بدورها الوطني، إلا «تجويد مخرجاتها»، وتمكينهم من أدوات المنافسة.. بدون ذلك ستصبح هذه الجامعات إحدى نقاط الخلل في مسيرة التنمية.
اهمية الاستجابة لمتطلبات السوق
العرض المتطور
