ابتلي مجتمعنا ببعض من المنظرين الذين لا هم لهم إلا البحث عن ما قدمه لهم الوطن ولا يسألون أنفسهم ماذا قدموا هم لهذا الوطن.. تجدهم في كل محفل وكل مناسبة وحتى ولو كانوا في مقهى على ناصية طريق تجدهم ينظرون وينتقدون ويسلطون كشافهم المضيء على أوجه القصور ومكامن الخلل وهذا ليس عيبا بل هو مطلوب ولكن هذا مسموح فيه لمن يكدح من أجل وطنه لمن يعمل للرقي بأهله ومجتمعه ومستقبل وطنه لمن يدخل في تحدٍ مع الشعوب الأخرى في سباق لتسنم المجد وتحقيق أمجاد ومكاسب لهذا الوطن.
هنا يقبل النقد أما التنظير (وطق الحنك) على غرار المثل العربي [ أسمع جعجعة ولا أرى لها طحينا ] فهذا هو الذي ترفضه ولا تقبله من أناس لا هم لهم إلا التنقل من مجلس إلى آخر وفي ذهنهم قائمة من المطالب المشروعة وغير المشروعة وكذلك مطالب يمكن تحقيقها ومطالب لا يمكن تحقيقها.. ولو سألته ماذا قدمت أنت من أجل وطنك لوجدته وقد لاذ بالصمت أو غادر المجلس.
النقد مطلوب وأوجه القصور موجودة ومتعددة ولا يخلو مجتمع منها ولكن دعونا نعمل في نفس الوقت الذي نذكر فيه كل ما يمكن أن يوصل بلدنا إلى مصاف الدول ونحن بإذن الله نسير بخطى ثابتة لتحقيق ذلك، وعلينا أن نثق في أنفسنا وفي إمكانياتنا.
وعلى أولئك المنظرين الذين لا يعرفون إلا السلبيات أن يتذكروا أيضا الإيجابيات التي يحسدنا الآخرون عليها وعلينا أن نتذكر أيضا إنه بالشكر تدوم النعم، وأن نحمد الله على ما تحقق ونعمل على التطوير والوصول إلى الأفضل.
وعلينا أن ننقد بهدف الإصلاح وليكون هدفنا هو المصلحة العليا لهذا الوطن الذي لا نعرف قيمته جيدا إلا حينما نبعد عنه ولو لفترة بسيطة.. والذي لا ينكر فضله إلا جاحد.
وعلينا حينما ننتقد أن ننتقد بوازع الحب لهذا الوطن.. لا بدافع التصيد وممارسة عادة أو هواية..
وليحفظ الله هذا الوطن وقادته وأهله من كل سوء إنه سميع مجيب.
بقلم / ناصر مهنا اليحيوي
المنظرون
العرض المتطور
