ويومنا الوطني يقترب، وآمالنا تكبر ومنها.. نحن في عصر نحتاج فيه لبعض التنظيم الذي يعمل بطريقة جيدة لصون وحفظ حقوق الجميع، بحيث لا يطغى حق على آخر، ولا يحصل ظلم لأحد.
وهذا التنظيم قد يأخذ أشكالا تعبر عنه بحيث يساعد في حفظ الحقوق من جهة، وفي تحمل مسؤولية القرار ونتائجه من جهة اخرى..
من هذه الأشكال ما يعرف (بالهيئات) وهي معروفة حتى وقت ومازال بعضها يعمل في الحجاز وخاصة بمكة والمدينة.. للسيارات فيما أتذكر والدلالين، وأيضا المطوفين، فقد شكل بعض المهنيين ما أطلق عليه (جمعيات)، أو (هيئة) لكن ما نراه من جمعيات قد بدأ إما خجلا من المطالبة بالحقوق والعيش الكريم لمنسوبيها، أو لم تجد سبيلا، فكيف مثلا يمتلئ البلد بالمهندسين المزورين، ويبقى مهندسو الوطن بلا عمل داخل منظومة العمل في المشاريع الحكومية الكبرى، كما لا تفرض الدولة على المقاولين شرط المهندس الوطني..
هناك جمعيات ناجحة مثال ذلك جمعية المحامين السعوديين والتي استطاعت أن توجد لها صوتاً، وتجعل للمرافعات مكانة في المحاكم السعودية.
بجانب آخر قد يبدأ رب العمل مسيطراً على بعض الجمعيات المهنية بطريقة أو بأخرى.
تلك، بأي مسمى كانت، هي حماية للحق المهني وحق رب العمل، ستعمل على تحسين ظروف العمل وبيئته ومن ثم الجودة في الإنتاج.
فيما أظن هنالك مثلا جمعية للمعلمين وهي نشطة في المطالبة بالحقوق وخاصة عندما قامت بحملة المساواة في الرواتب بين المعلمين والمعلمات. وقد نجحت بذلك.
إن الحاجة الماسة للقطاع الإداري لتكوين منظومة ينضوون تحت لوائها، لتحسن لهم ظروفهم وتحفظ لهم حقوقهم، سادة وسيدات، في الجهات التعليمية، فقد شكت لي وشكى الكثير من الإداريين سواء في القطاع العام وبالأخص التعليم، وكذا في القطاع العام من الظلم الذي يقع على عاتقهم من قبل الرؤساء، وعدم المهنية في التعامل.
ذلك يقودنا إلى التفكير الجدي في الانتخابات ورفع الفوبيا الخاصة فيها من قاموسنا الفكري، فالذي يعرض نفسه للانتخاب له مواصفات خاصة تناسب المهنة من جهة، وشخصية قوية تفرض احترامها قبل رأيها وشجاعة وصبرا في المطالبة بالحقوق..
هناك انتخابات الجهات المهنية ممكن ان نقول عنها ناجحة وخاصة الغرف التجارية، يتم حسب علمي تعيين ممثلين اثنين للحكومة في مجالس الغرف التجارية لكل منطقة.. لنعرف بداية مبدأ من مبادئ الانتخابات، وهو المشاركة بتحمل المسؤولية الاجتماعية والمهنية. من خلال المشاركة بصنع القرار عبر مرشحيهم . وهو شيء لابد ان يتم في مختلف القطاعات وخاصة قطاع التعليم الجامعي في اختيار رؤساء ورئيسات الأقسام، ومن ثم عمداء وعميدات الكليات..
كذا مجالس الكليات والجامعات وهذه المجالس تكون مخولة في المساعدة بطرح أسماء المرشحين أو المرشحات لمنصب مدير الجامعة أو مديرة جامعة البنات.
الانتخاب أساسا لو جعلنا منه عبارة عن تعليم ثقافة جديدة تبدأ من المشاركة منذ الطفولة، ويمكن تعويد الصغار منذ البداية على اختيار مجالس صغيرة للصف..
إنها الحاجة للتفكير بإنجازية افضل وفرص للدخل الوطني خارج دائرة البترول ومداخيله خاصة عندما تتوفر ظروف عمل جيدة في المصانع الوطنية، تستحوذ الجنسين مع حقوق كاملة تضمن لهم حقهم في اختيار الإدارة المباشرة، كذا حقهم في وجود منظومة تساعد على جعل حقوقهم متوفرة ومطروحة بالساحة للمعالجة..
ووطن سليم معافى أرضاً وسماء وبشراً..
شريفة الشملان
الرياض
وطن سليم معافى، أرضاً وسماءا وبشراً..
العرض المتطور
