جريمة في الظل

جريمة في الظل
في الأسبوع الماضي تناقل الإعلام خبر الكميات الضخمة من المخدرات التي تم ضبطها وأثار ذلك ضجة في أوساط المجتمع السعودي . ويُعد هذا الخبر "حالياً " مألوفا , عطفاً على ماحدث في السنوات الماضية من أحداث مشابهة. وفي هذا الجانب تشير إحصائية صادرة من منظمة الأمم المتحدة نشرت في عام 2006م أن ما تم ضبطه من حبوب مخدرة في المملكة العربية السعودية لوحدها تجاوز ما تم ضبطه حول العالم كله في ذلك العام، وأضافت الإحصائية أنه من المعروف أمنياً أن ما يتم ضبطه من شحنات للمخدرات يتسرب ضعفها في المقابل. وفي تقرير للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالمملكة فإن 700 ألف حبة كبتاجون (مخدر) تستخدم يوميا في ظل وجود 140 ألف متعاط منتظم، وأن قيمة استهلاك المخدرات تصل إلى أكثر من تسعة مليارات سنوياً (9 آلاف مليون ريال)، وأن عدد المقبوض عليهم سنويا يتراوح بين 30 ألف *إلى 37 ألف شخص. كما تشير بعض إحصائيات مراجعي مستشفيات الأمل وأقسامه إلى أن أعداد المتعاطين الطالبين للعلاج زاد بشكل سنوي مما يدل على أن نسبة المتعاطين زادت بين السكان السعوديين، وأن شريحة مدمني المخدرات هي أما الأغنياء وأما الفقراء جداً أما الطبقة الوسطى في المجتمع فهي أكثر تحصيناً أمام هذا الخطر الداهم. كما تشير إحصائيات مصلحة الجمارك إلى أن أكثر الضبطيات تتم عبر جسر الملك فهد، ومنافذ الحديثة، وحالة عمار والبطحاء, وكذلك مطار الملك خالد الدولي، ومطار الملك فهد الدولي، وميناء جدة الإسلامي، *وبعض المراكز في الحدود الجنوبية. ومن الأمور الغريبة حسب الإحصائية أن إحدى عصابات تهريب المخدرات بعد أن فشلت غالبية محاولاتها في التهريب لجأت إلى فكرة جديدة تمثلت في محاولة تهريب معدات تصنيع المخدرات وذلك لفتح مصنع كبير داخل المملكة يساهم في تصنيع المخدرات وترويجها محلياً.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل فئة "السذج" المستخدمين لهذه السموم فئة كبيرة ؟
إذا كان الشباب السعودي من هذه الفئة أصبح في كل عام يزداد إقبالاً على هذه السموم في ظل الثورة الثقافية والعلمية التي تشهدها المملكة , فما هي أسباب ذلك ؟ هل نستطيع أن نرجع ذلك إلى قلة الوازع الديني أم أن هناك إنحلالاً أخلاقياً يتفق في وجوده أغلب الأخصائيين الاجتماعيين , أم نقول أن ذلك بسبب العطالة ؟ أم هي خليط من هذا كله ؟!
محمد الحويطي

محمد العبيوانى
يعطيك العاااافيه