مزايين كورونا !!!

بكل صدق، أقدر للدكتورة فاتن خورشيد حرصها على بني وطنها والمسلمين عامة وكل البشر بلا استثناء، متمثلا في استعدادها توفير لقاح مضاد لفيروس كورونا خلال أسبوع، كما نقلت صحيفة المدينة عنها يوم الأحد الماضي، لكن السؤال الضخم الذي لا بد من طرحه على الدكتورة هو: كيف ستحقق هذا الفتح العلمي المبين وبهذه السرعة الخارقة، ولماذا لم تفعل ذلك في وقت سابق، ولماذا انتظرت وقتا طويلا حتى عاود الفيروس نشاطه مرة أخرى دون أن تستبق هجمته الشرسة؟

كنت أظن أن زوبعة شفاء الأمراض السرطانية باستخدام بول الإبل التي أثارتها الدكتورة في وقت سابق وأصرت على صحتها وحقيقتها قد توارت وانطوى خبرها واندثر ذكرها، قياسا على بعض عجائب الأخبار والأفكار التي لا تملك مقومات التصديق والبقاء، وكنت أظن أن الدكتورة ستراجع طبيعة علاقتها بالإبل وإيمانها المطلق بالقدرة السحرية لمكوناتها وإفرازاتها على تحقيق المعجزات، إلا أنها فاجأتنا بوفائها اليقيني للإبل واعتقادها الراسخ بأنها تحمل سر الأسرار الذي يجعل تدشين لقاح فيروس كورونا ممكنا خلال أسبوع، رغم أن كل المراجع الماثلة أمامنا الآن تؤكد أنه لم يتم التوصل إلى إنتاجه رغم وقت طويل من دراسة المكونات الجينية للفيروس وتقلباتها ومراوغاتها. إن الدكتورة تؤكد قدرتها على توفير اللقاح خلال هذه المدة القصيرة الإعجازية بشرط تلقيها توجيها من كبار المسؤولين كي لا «تسفه أبحاثها أو تسرق» ــ كما قالت، وأنا من هذا المكان أتوجه برجاء حار لوزير الصحة أن يصدر توجيهه للدكتورة فاتن بأن الوزارة موافقة، مع إعطائها شهرا بدل الأسبوع، وتوفير مختبر يتسع لأي عدد من الإبل يحتاجه إنتاج اللقاح، كما أناشده أن يحقق مع مسؤول الوزارة الذي رفض عرضها وأخبرها أن الوزارة أحضرت لقاحات خارجية رغم تأكيد الدكتورة له أنها لن تكون فعالة وآمنة كاللقاح الذي تسعى لإنتاجه، لقد ارتكب هذا المسؤول خطأين لا يغتفران، هما: احتفاظه وحده بمعلومة وجود اللقاح في العالم وإحضاره للمملكة، وتفضيله له على لقاح وطني بأقل التكاليف يمكن تجهيزه خلال أسبوع.

احنا فيها يا دكتورة، وعليك إثبات قدرتك على التحدي بإنتاج اللقاح بتفويض من المجتمع ونعدك بالتضامن مع إنتاجنا الوطني حتى لو رحنا في ستين داهية.

حمود ابو طالب
عكاظ