مرّت المملكة العربية السعودية بالعديد من التحديات الكبيرة منذ تأسيسها. كانت الأطماع تجاه هذه البقعة الغنية بالنفط والمعادن، والمحظوظة بالموانئ والبحار والمواقع الاستراتيجية، رأت إليها الدول الإقليمية ميدانا للتفكير بالهيمنة ذلك أن الخير قد استكثر على هذه البلاد. خاض الملك عبدالعزيز تحديا قويا مع المتطرفين الذين عارضوا التحديث في مؤسسات الدولة والعمل على إدماج الصرعات الحديثة في الجيش والمؤسسات المدنية وفي العمل السياسي، وقضى على «إخوان من طاع الله»، بمعركة السبلة الشهيرة وأجهز عليهم بعد خروجهم عليه، ونزعهم البيعة ومحاولتهم زرع الاضطراب في المجتمع السعودي الشاب.
ثم استطاع الملك فيصل أن يوقف المد القومي، والتحدي السوفييتي، وأن يضرب عصب التآمر الشيوعي والإقليمي تجاه السعودية، وبالفعل قام بجهود وخطط جبارة جعلت السعودية بمأمنٍ من كل الاضطرابات بينما كانت «الملكيات» تنهار من غربها وشمالها، قاد دفة البلاد الفيصل بكل حنكة ودراية وأسس لمنظومات عملٍ تضامنية حدّت من المدّ القومي المسيء الذي كان يستهدف السعودية من غربها وجنوبها وحاولوا تأجيج شرقها وشمالها.
ثم جاء عهد الملك فهد ليعايش حرب الخليج الثانية حين احتل النظام العراقي دولة الكويت، وكان شجاعا حين تجاوز كل الأصوات الزاعقة التي أيدت احتلال صدام، وأمر بإنشاء تحالف مع دول صديقة وحليفة، ولم ينصت لأصوات خشبية رأت في الاستعانة بالحليف الأمريكي خطأً يرتكب، بل اعتبر هذا أمر طبيعي أن تستعين بالحليف القوي، وجاءت ألف طيارة في المنطقة لضرب صدام وتحرير الكويت وتم ذلك بالفعل.
في عهد الملك القوي الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز عاصرت السعودية أحداث الإرهاب، فضربها بيد من حديد، وأجهز على الخلايا، وقام بضربات استباقية ضدهم، وتمكن من قيادة بلاده إلى بر الأمان، ثم جاء ما سمي بـ«الربيع العربي»، منذ ديسمبر 2010 وقام بجهد جبار للنأي بالسعودية والخليج خارج هذه الدول المضطربة.
مرت السعودية بتحديات كبيرة تجاوزتها، وستتجاوز بإذن الله كل التحديات القادمة.
تركي الدخيل
عكاظ
تاريخ السعودية .. و هزيمة التحديات
العرض المتطور
