ويأتي العيد كل عام، يحمل معه أصداء الفرحة بجلال المناسبة، ناثرا كل بذور الأمنيات الطيبة، في عام جديد نتخلص فيه من كل سلبياتنا وتحولاتنا المعتادة، التي ربما ندفعها بحكم العصر، فتحولت اللقاءات الحميمة والابتسامات المتبادلة -في غفلة منا- إلى مجرد مكالمة عابرة بالهاتف، أو رسالة تهنئة تقليدية بالجوال.
في العيد، تلك المناسبة العظيمة، ووسط الفرحة الغامرة، ربما لا ينتبه كثيرون منا إلى أوراق تساقطت من شجرة الحياة وازدحامها، التي باتت تفرض واقعا جديدا نؤمن به ونعترف بأثره، فلا نملك إلا دعوات الرحمة والمغفرة.
ما أقسى هذه الدنيا التي تجعل المرء يطالع أسماء أشخاص باتت ذكرى في النفس، وأصبحوا كأرقامهم مجرد أثر بعيد، بعد أن كانوا ملء السمع والبصر، وبعد أن أثروا الحياة بعطائهم -مهما كان العطاء- لنتذكرهم في المناسبات فقط، فلا تملك بعض النفوس البشرية إلا العبرة إلا قليلا.
أسماء كثيرة، وربما لكل منها أثر في الحياة وفي نفوس المحيطين بها، لكل قصة تصل إلى حد النموذج الحي الذي سيبقى في الوجدان، ومع ذلك، فإننا سرعان ما ننسى وسط الزحام لتمضي الحياة غير عابئة بمن غادر أو سقط وتعود لتبرق في الذاكرة، مشيرة إلى أن ثمة أحياء قد كانوا ذات يوم بيننا، ثم غادرونا في واحدة من سنن الحياة التي فرضها الخالق عز وجل. ورغم ذلك، إلا أنهم باقون بأعمالهم، وكلماتهم، وسلوكياتهم.
في العيد، لا يجب أن ننسى مثلما نحاول أن نفرح، ولا يجب أن نتناسى مهما أصابنا حزن آخر، صحيح أن الحياة بتعقيداتها تفرض علينا النسيان، لكن الحقيقة المهمة، أننا سنكون يوما عابرين تحت سحابة عابرة، سنصبح أرقاما في ذاكرة شريحة الجوال، ربما هناك من سيظل يحتفظ بها، وهناك من سيضطر إلى حذفها.
كل عام وأنتم بخير ....... وتعظيم سلام للجميع.
تذكر -يا سيدي- أن الابتسامة جسر آخر للوصول إلى قلوب الآخرين.
محمد الوعيل
عكاظ