الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الخواطر الأدبية و النثر خاص بخواطركم الادبية و بوحكم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-07, 11:49 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 573
المشاركات: 98 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 235
نقاط التقييم: 10
alirtemat is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
alirtemat غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الخواطر الأدبية و النثر
Thumbs up من اجل عيون فلسطين

الشهيد البطل

ما اكثرها هموم خالد, فمن اين يلقاها, هموم العائله, فبعد ان ينتهي يومه قبل صلاه الظهر بقليل, لانه كما تعلمون خالد يبيع الكعك, فيومه يبداء فجراً, فبعد ان يصحو على صوت المؤذن في تلك القريه الفلسطينيه النائيه, يتطلع شرقاً فيرى واحده من المستعمرات الصهيونيه الكثيره, وتحت جناح الفجر يحمل خالد "سدره" المملوء بالكعك, ويسير نحو منتصف القريه حتى يتسنى له ان يركب الباص الوحيد في الرحله الوحيده الى المدينه المجاوره, ومع بزوغ الصباح, ومناداه خالد الجميله, يبداء الزبائن بالتهام ما لديه من كعك لذيذ, ولكن لذه القرش الحلال, ولذه الشعور بانسانيته سرعان ما تختفي وتزول عند اول تقاطع طرق, خالد يكره تقاطع الطرق, ففي كل تقاطع طرق, هناك صهاينه ينصبون متاريس للتفتيش, فيدخل الى داخل الحافله زنديق لا يعرف اباه, احد افراد الكيبوتسات الكثيره, والتي تعج بشيئين, اولهما الزنادقه مثل هذا الجندي الاسرائيلئ, وثانيهم الحقد الدفين على المسلمين, وفي ظل هذا الاكتضاض تمتلئ قلوبهم وارواحهم احقاداً, ليس هم فحسب, فما يسببونه من متاعب بالرغم من ان وجودهم وحده على ارض الاسراء والمعراج اثم, ما يسببونه من متاعب للمواطنيين يزيد الناس ايماناً بالله, ويزيد الشبان امثال خالد اصراراً على الثاْر من هؤلاء القرده والخنازير, ولكن مسؤليات خالد عظيمه, فما بين تجاره الكعك, والعنايه بالارض, واخواته السبعه, ووالدته ,التي خلفهم والده اياهم بعد استشهاده في احدى المواقع مع اليهود, امر جلل. وسرعان ما تخرج فكره مواجهه هؤلاء السفله من راسه...ولكن اليوم لم يدخل الحافله زنديق غربي الملامح, معقوف الانف, دقيق العيون وكانها ثقبي مسمار قديم, كان كثيرا ما يعجب خالد كيف يرى الخنزير صاحبهما الرؤيه من خلالهما,. اما اليوم فقد دخل جندي يحمل نفس ملامح خالد, نفس السمره, نفس تجاعيد الشعر, نفس البنيه القويه, يتحدث نفس اللغه, ولكنه خائن, على العكس تماماً من خالد, انه احد جنود ما يسمى بحرس الحدود, شاب من بدو بئر السبع, ودعني احدثكم عن جلافه وصلافه وجفاف قلوب هؤلاء الجنود, انهم من يحرس حدود ما يسمى دوله اسرائيل, بالطبع تضع الدول اكثر جنودها صلافه على الحدود, واذا ما تاْزمت الامور بالنسبه لليهود من هجمات المقاومه الاسلاميه الحره, توعز اسرائيل لهؤلاء الكلاب بالتدخل, واذا ما تدخلت الكلاب, ترى اشلاء النساء والاطفال قبل الرجال, ودمائهم تسقي ارض فلسطين الحبيبه, ففلسطين ارض مباركه, ولا تقبل باقل من طهاره الدماء بدل الماء ترتويه. وهذا ما حدث اليوم...تهادى الى مسامع خالد الدمي, الممزق الملابس, الكثير الكسور والجروح, الذي يرقد على ظهره في هذه الزنزانه الى جانب الكثير من اخوته المواطنيين الذين تم اعتقالهم ايضاً, تهادى الى سمعه ان احد فهود المقاومه الاسلاميه حماس, قد قام بعمليه استشهاديه في داخل تل ابيب, وما اعلنه الراديو العسكري الاسرائيلي عن عدد القتلى رغم التعتيم الاعلامي الاسرائيلي قد وصل الى خمس وعشرون, دوت الزنزانه بالضحك عندما سمع السجناء العدد وردد معاً وبصوت واحد, وكانها جوقه موسيقيه كانوا قد تدربوا عليها, اضربه بعشره, اي ان العدد الحقيقي للقتلى مئتي وخمسون بدلاً من خمس وعشرون...ساد صمت على الزنزانه, اظنه صمت التفكر بمن تركوا خلفهم من احبه واعمال لن يتم تنفيذها قريباً, فالامر بيد عدوك القاضي, فلمن تشتكي, وعدوك الان يرتجف خوفاً ووجلاً, وشعبه لم يعد يركب الباصات, بل والادهى من هذا وامّر, انهم لم يعودوا يرتادوا الاسواق, حرّمت على اليهود حتى اسواقهم خوفاً من فهود المقاومه الاسلاميه حماس...فراحت روح خالد كمثله من الشبان في الزنزانه كل الى اهله واحبته, فتلك امه, تحضر عجين الكعك الذي سوف يبيعه او قد لا يبيعه خالد اذا ما طال اعتقاله, وتلك اخواته عاكفات على كتبهن واحداهن تنضف المطبخ البسيط, واخرى تكنس, يبدو انهن يلهين انفسهن باشغال البيت واوامر من يطلقون عليه "السلطان" لتسلطه عليهن اذا ما راى احداهن تظهر اسنانها بحضره رجل غريب, ولكنهن يحنون للسلطان...مرت الايام على خالد وهو يقبع في الزنزانه, وتحسنت كدماته وجروحه بفضل الله وعصام, عصام هذا شاب ذا ابتسامه تكاد تملئ الزنزانه نوراً, ووجه صبوح تظنه ملاك, ويبدو ان عصام هذا معتاد على مثل هذه الاعتقالات, فلا تراه يتذمر او حتى يظهر اي نوع من الجزع...اخبره خالد انه حالما يخرج, سوف يلتحق بالمقاومه الاسلاميه, وسوف يطلب من الاخوه ان يقوم بعمليه استشهاديه في عمق اسرائيل, فهو لم يعد يحتمل هذا الهراء...وعندما راى عصام التصميم بعيني خالد اباح له سره, انه عضو في الجناح العسكري بحماس, وانه حال خروجه سوف يرتب له وصيته, كانت فرحه خالد تملئ الدنيا وهو يغادر السجن ويضع على جسده احزمه المتفجرات, وعندما توقف اخوته بوضع العدد الكافي من الاحزمه, اصر خالد على وضع المزيد, ضحك الجميع ولبوا له رغبته...كان يوماً جميلاً من ايام صيف فلسطين الذي يسير خطاً حذراً ما بين الدفئ والبروده, وكان خالد بكل هدوء يسير ما بين الجموع في ذلك السوق المكتظ, البعض منها يرتدي قبعات سوداء ولحى طويله, والبعض الاخر رغم الملابس المختلفه الا انك تستطيع ان تميز انهم من اليهود, وما ان وصل خالد الى المكان المنشود حتى وقف وتغيرت معالم وجهه الهادئ وتحولت الى معالم تقسم انها ملامح اسد, وصرخ بعالي صوته "الله اكبر" وسحب مسمار الامان من حزامه, وتحول السوق الى كتله عظيمه من اللهب يتبعها دوي عظيم, وسرعان ما تطايرت اشلاء بشريه واجزاء من المباني, وغبار تكاد تراه من عنان السماء الصافيه...انات من كتب لهم بعض الحياه, وانات من كتبت لهم حياه اطول بساعات ودقائق, واشلاء تناثرت هنا وهناك, ودم مزج باجزاء المباني, والرعب في عيون قوات الامن التي سارعت الى المكان كان جلياً, فقد حط الموت ركابه ليسترح بعض الوقت...جاء عصام ومعه بعض الرجال وبيده شريط وضعه في جهاز الفيديو...به كان خالد يقف وبيده مصحف ووجه كلامه لوالدته وطلب من الاعتذار, الاعتذار بانه قد قرر ان يترك واجبه ومكانه في الدنيا ويلحق بواجبه امام الله في الاخره, وطلب من والدته الشفاعه, ليس هذا ما لفت انتباه والده خالد واخواته جميعاً, ما لفت انتباههم, كيف تغيرت معالم ابن الثمانيه عشر ربيعاً, وكانه رجل في الثلاثين من العمر, كله عزم وتصميم, وراح يداعب اخواته الواحده تلو الاخرى وخصوصاً حبيبه قلبه, اكبرهم صبوح كما كان يداعبها, بكت صباح واخوتها, بينما قامت امه وتركت البيت بدون ايه دمعه او كلمه بصمت, وذهبت الى البوابه الموصده, وفتحتها على مشراعيها, وراحت بعالي الصوت تهلهل وتزغرد, وتبعتها زغاريد من بعيد من نساء الحي اعلان باستشهاد البطل.
لم يكن يود خالد ان ينشر شريط الفيديو كي لا يهدم اليهود بيت والدته المتواضع ويحرثون حقله, فكان له ما كان...وبعد حوالي السنه حلف عصام انه شاهد طيف خالد في العين اليمنى من وليده الجديد, وحلفت زوجته صباح, اخت خالد انها لمحت طيف اخيها في عينه اليسرى وهي تضمه الى صدرها دقائق بعدما ولدته, نظر الزوجان بعضهم الى بعض وسمياه خالد, حالما سمعا صوت زغروده جدته وهي تقف امام الباب المشرع.















عرض البوم صور alirtemat   رد مع اقتباس
قديم 04-09-07, 02:08 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية Haneen

 

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 885
المشاركات: 2,292 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 452
نقاط التقييم: 10
Haneen is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
Haneen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : alirtemat المنتدى : منتدى الخواطر الأدبية و النثر
افتراضي رد: من اجل عيون فلسطين

رائعة اخي alirtemat

سلمت يمناك على هذه القصة المعبرة

دمت و دام ابداعك















عرض البوم صور Haneen   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL