تويتر بوصفه شريكاً في مكافحة الارهاب

تقول إحصائية إن 40% من نسبة مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في العالم يغردون من المملكة وأن هذه النسبة تنمو بمعدل سنوي يصل إلى 45 في المئة. وفي الآونة الأخيرة شكّل السعوديون رقماً صعباً ومهماً ومؤثراً على منصات التواصل التي تلقى رواجاً كبيراً حول العالم، وأسهمت بدورها في تغيير شكل الاتصال المجتمعي بين سكان الكون، وفرضت واقعاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مختلفاً وديناميكياً ونشطاً يشبه في سماته سمات مستخدمي هذه المواقع ومرتاديها.
وبالرغم من الإيجابيات التي يحصدها العالم من هذا التقدم التكنولوجي الكبير، إلا أن هذا التقدم أوجد عالماً سفلياً افتراضياً هو في واقع الأمر موجود في واقعنا حيث الجرائم والاستغلال الاليكتروني قد زحف بشكل سريع نحو هذه العوالم الجديدة، مستغلاً مساحة الحرية في التحرك والتنقل، وحالة التخفي التي تحتاجها تلك العمليات اللاشرعية ما استوجب معه القيام بتشريعات وطنية ودولية من شأنها إحكام وضبط المشهد التكنولوجي الذي تختفي معه الهويّات الحقيقية ويسوده الافتراض.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "فيسبوك" و "تويتر" وهما الموقعان الأكثر شهرة، استغل بعض الإرهابيين إقبال الشباب بشكل عام والسعودي بشكل خاص على هذه المواقع وقضاءهم أوقاتاً طويلة أمام شاشات هواتفهم النقالة إذ تقول إحصائية حديثة إن متوسط الوقت الذي يقضيه مستخدمو الشبكات الاجتماعية في السعودية هو (ساعتان و٤٨ دقيقة) ويتجاوز بذلك المعدل العالمي البالغ ساعتين في اليوم. وكشفت التحقيقات أن الإرهابيين على مستوى الأشخاص والتنظيم مثقفون تكنولوجياً ما جعلهم يتفنون في التخفي وراء معرفات مجهولة وعديدة وأصبح الواحد منهم يدير معرفات بأسماء مختلفة إمعاناً في التضليل وهو ما صعب من مهمة التقصي والتتبع لهذه الحسابات والمعرفات والإيقاع بأصحابها بصفتهم يهددون الأمن القومي والدولي، وهو أمر وضع الكيانات التي تدير منصات التواصل الاجتماعي أمام مسؤولية أخلاقية وأمنية من أجل التعاون مع المنظمات المعنية بالأمن على المستوى المحلي والدولي، وعلى الرغم من تشديد هذه المواقع على احترامها مبدأ الخصوصية والسرية وحماية البيانات، إلا أنه وتحت الضغوط الكبيرة التي طالبت بها الدول نتيجة اتخاذ الإرهابيين هذه الشبكات مقراً يمكنهم من إدارة أعمالهم التخريبية والإجرامية بشكل آمن، قررت هذه المؤسسات التكنولوجية التعاون مع الدول بكشف بيانات بعض المعرفات المشبوهة والإفصاح عن معلومات تخصها، كما كشف ذلك مؤخراً تقريرٌ صادر عن "تويتر"، وهو أمر بلاشك سينعكس إيجاباً على الحالة الأمنية، وسيجعل تلك المنصات الإعلامية الرقمية شريكاً فعالاً في مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية، وسيدفع بالمشبوهين خارجاً باعتبار هذه المواقع غير آمنة ولا تلبي حاجتهم في التواري والاختباء.

ايمن الحماد
جريدة الرياض

الاخ الكريم
الاتى الاخير
يعطيك العااااااااااااااااافيه