منعت إيران مواطنيها من أداء فريضة الحج هذا العام، وهي تزعم لهم أن الحج ليس آمنا، فكتب الله لحج هذا العام الأمن والسلامة، فلم يعكر صفوه شيء ولم يمسس الحجاج ضر، وذلك بفضل من الله وبجهود مكثفة بذلتها كافة الأجهزة المسؤولة عن أمن الحجيج وسلامتهم.
لم يحج الإيرانيون وخلا الحج من أي شائبة على نحو منح الكثيرين فرصة للتساؤل عما إذا كان لإيران ولمن توظفه من حجاجها يد في ما شهدته مواسم حج ماضية من أحداث مؤسفة لم تعرف أسبابها، تضاف إلى قائمة من الحوادث المؤسفة الأخرى التي لم تترك الشواهد والأدلة مجالا للشك على أنها حدثت بتخطيط من إيران وتنفيذ من بعض حجاجها.
تلك مسألة، أما المسألة الأخرى فتتمثل في أن نجاح حج هذا العام وسلامة حجاج بيت الله الحرام شكلت خيبة أمل لملالي إيران الذين كانوا يتطلعون إلى أن تحل بالحجاج مصيبة يبتهجون بها لأنها تمنحهم مبررا أمام مواطنيهم المغلوبين على أمرهم فيؤكدون لهم: من أجل سلامتكم منعناكم من حج هذا العام، كما كانوا يتطلعون إلى مصيبة تحل بالحجاج كي يواصلوا منكر ادعاءاتهم التي يزعمون فيها أن المملكة عاجزة عن إدارة الحج وتوفير السلامة للحجاج.
وإذا كان ذلك كذلك فلا غرابة أن يتخبط ملالي إيران وأن تتعالى أصواتهم وترتفع نبرتهم العدائية ضد المملكة، فحسبهم حرجا مع مواطنيهم الذين منعوهم من الحج وحسبهم افتضاحا أمام الرأي العالمي الذي أرادوا إيهامه بعجز المملكة عن إدارة الحج، فكشف نجاح الحج عن كذبهم وكذب أحزاب تابعة لهم عاجزة عن إدارة النفايات في بلدانها.
سعيد السريحي
عكاظ