الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى المنقولات الأدبية قصائد ؛ خواطر ؛محاورات ؛ شعرنبطي شعر فصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-08, 12:20 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الديرة

 

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 1268
المشاركات: 205 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 240
نقاط التقييم: 10
الديرة is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الديرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى المنقولات الأدبية
افتراضي عنيز أبو سالم

عالم الشعر البدوى .. عنيز أبو سالم
حاتم عبدالهادى السيد

Sunday* 09 December 2007

(يجب أن نبعث لغة القبيلة لنشتق منها العبارة التى تصنع الوجود) ..مالارميه



ربما تبدو عبارة الشعر البدوى غريبة نسبياً عن الأفضية الذهنية لمتلقى الشعر فى الديار المصرية


وذلك لأن هذا الشعر ينتمى الى البوادى العربية بصفة عامة، لذا غدت عبارة الشعر الشعبى هى الأقرب للحتمية التاريخية للموروث الشعرى المصرى بصفة خاصة، ولما كانت بادية سيناء تنتمى عبر الجغرافيا الثقافية الى البوادى العربية، الا أنها تنتسب - اقليمياً - للقطر المصرى، فان حلقة مفقودة فى موروث الشعر المصرى لم يكشف عنها النقاب بعد، وربما - فيما أزعم - تضيف بعداً رؤيوياً وجمالياً، وربما تثويرياً لخريطة الأدب المصرى الحديث، كما أنها تضيف رافداً جديداً للأدب، وحلقة مفقودة من المنتج الثقافى لدينا، ولاغرو اذ قلنا بأن الحداثة فى شعر الحداثيين - الآن - قد أفقدت الشعر بعض خصائصه الجمالية، وان أثرت حقوله الدلالية اللغوية، الا أن الأصالة لها من السمات القادرة على احداث التوازن بين الشكل والمضمون، وبين المعنى والمبنى، لذا غدا الشعر البدوى - فيما أحسب - همزة الوصل بين الأصالة والمعاصرة، لأنه يدخل للشعر مفردات لهجية، وحقول دلالية ولغوية لم تكن موجودة من قبل، كما يضيف للقاموس اللغوى مفردات جديدة وأفضية زمانية ومكانية لتعيد لنا قضية المطبوع والمصنوع فى الدرس البلاغى، كما تحيلنا الى البلاغة الجديدة عبر فضاءات الألسنية، وتلك لعمرى سمات وخصائص تخدم اللغة والأدب معاً، وتضيف أبعاداً جديدة للدرس الأدبى والنقدى أيضاً .ا





وبداية - فنحن فى هذا المبحث لسنا معنيين بدراسة الشعر البدوى وسماته وخصائصه الأسلوبية والجمالية، ولكن اقتضت الضرورة الاشارة الى ذلك لتبيان أهمية الشعر البدوى كرافد غير مطروق فى الدرس النقدى، ومع ذلك ترانا نقصر الكلام - هنا - للحديث عن أمير شعراء البدو / عنيز أبو سالم كنموذج أول للكشف عن عالم الشعر البدوى فى سيناء.





ومن المعلوم - بداهة - أننا لا يمكن أن ندرس النص الأدبى بمعزل عن البيئة التى ينتمى اليها، لأن الشعر - كما يقولون - مرآة الأمم، والتعبير الناطق عن خصائص وثقافة وتراث الشعوب، والمؤرخ لحياة أبناء الصحراء وتاريخهم وثقافتهم وحياتهم الاجتماعية وأعرافهم وتقاليدهم، وهو كذلك النتاج الانسانى لمعاناة الشعوب والأمم، بل هو الذى يصنع الحضارة ويوجه الثقافة، ويؤرخ للكون والحياة





-واذا علمنا أن الشاعر عنيز أبو سالم ينتمى الى بادية سيناء المصرية لأدركنا - بداهة - أننا نتحدث عن ثقافة خاصة لمجتمع اتسمت حياة أهله بالبداوة فغدت حياتهم مختلفة عن حياة المدينة، الا أن هناك سمات مشتركة لا يمكن أن تنفصم بينهما ويتمثل ذلك فى اللغة والدين والهوية العربية والاسلامية





اذن نحن أمام نمط خاص لأسلوب التعبير واللهجة، ولشكل الملبس والحياة العامة، وبالتالى نحن أمام عالم بكل اشكالياته وسماته وطبائعه، لذا لابد لهذا العالم أن ينتج أدباً مختلفاً فى الشكل والمضمون، وفى الموضوع كذلك، وذلك لأن طبيعة المكان والجغرافيا الثقافية تقتضيان ذلك، وتلك لعمرى سمات الأدب ومبعث وجوده بين المركز والأطراف، وبين كتابة الموطن وفضاءاته المغايرة كما ينص علم الجغرافيا الثقافية فى تفسيره للظواهر الانسانية على ذلك، وكما تمدنا به العلوم الطبيعية والنفسية أيضاً، ولانقصد بالطبع علم الاثنوجرافيا، بل نقول أننا أمام عالم للشعر، موجود بحكم الجغرافيا، وبحكم التاريخ الزمانى والمكانى لمثل هذه التجمعات البشرية





اننا بالطبع لسنا أمام شعر شعبى حتى لا نخلط المفاهيم، وذلك لأن الشعر الشعبى ينسحب ليسجل تاريخ وعادات الأمم والشعوب، وينسحب على كل الأفراد كظواهر عامة تتماس وقضايا الشعوب، لكنه رافد قائم بذاته وقسم- فيما أزعم - له جذوره الضاربة فى شجرة الشعرية العربية، الا أن خصائصه الأسلوبية ومنهجيته ولغته تختلف كل الاختلاف عن نهج القصيدة الفصيحة، الا أنها مع ذلك ليست مقطوعة عنها، فهى شكل لهجى، يعتمد الأحرف العربية التى تواضع عليها العرب كوسيلة للاتصال، وتلك لعمرى أول خصيصة تتميز بها اللغة - كأداة اتصال بين الشعوب والأفراد - ولكنها لغة لهجية، أو لهجة اعتمدت حروف اللغة العربية فغدت سمة لغوية لقاموس بدوى يفهمه العامة - من أفراد القبائل المجاورة - فى المجتمع القبلى البدوى، وان غدت لغة مخصوصة - فى الظاهر - للبدو فى سيناء أولئك الذين تمتد جذورهم من الجزيرة العربية الى بلاد الشام ومصر والبلاد المجاورة أيضاً





كذلك نحن نخص الشعر البدوى ونسمه بأنه رافد مختص بذاته، لنفرق بينه وبين الشعر الفصيح من جهة، والشعر العامى من جهة أخرى، كذلك لنفرق بينه وبين الشعر الشعبى - كما أسلفنا - ومع أن الشاعر البدوى قد اتخذ من المدح والفخر والهجاء والحكمة وغير ذلك - أغراضاً للكتابة لديه، وهى نفس سمات الشعرية للشعر، الا أننا لا يمكن أن نطلق عليه شعراً فصيحاً لأنه لم يعتمد أوزان الشعر الخليلى - فى كل القصائد - كأسلوب ونمط فى الكتابة، فغدت له أوزانه وبحوره المخصوصة كالبحر الصخرى والهلالى وبحر القلطة وغيرها ، وكلها أبحر مغايرة للعروض الخليلى الذى تواضع عليه الشعراء فى الوطن العربى، لكنها مع ذلك أبحر تواضع عليها كتاب الشعر البدوى فى البوادى العربية وان أطلقوا تسمية الشعر النبطى عليها - مجازاً - للتفريق بينها وبين الشعر الفصيح، وما الشعر فى بادية سيناء سوى امتداد لذلك النهج الشعرى لشعراء النبط الموجودين فى كل البوادى العربية قاطبة





اذن نحن أمام شعر ليس مقطوع الجذور، ولاهو نبت شيطانى، بل لقد قعدت له القواعد والبحور والسمات فى الشكل والمضمون فغدا رافداً من روافد الشعر العربى، يتماس معه، ويتشاكل معه ويتقاطع، الا أنه شعر، وان لم يطلق عليه صفة الشعر الرسمى، الا أنه موجود بحكم الاستشراف والمواضعة وبحكم الجغرافيا والحتمية التاريخية والجغرافيا الثقافية لعالم البدو الممتد من المحيط الى الخليج





تبقى فى النهاية ملحوظة مهممة - ألا وهى أن الشعراء البدو فى سيناء قد طوروا فى استخدامات البحور الشعرية النبطية وزادوا عليها ياستخداماتهم للبحور الخليلية فى أشعارهم مما يجعلنا نصفهم بالفرادة من جانب، وبتحيزهم للشعر الرسمى - الشعر العربى - من حيث الشكل والمضمون وان اعتمدوا اللهجة فى الكتابة - كأداة اتصال - بين الأفراد، وتلك لعمرى اضافة للحقل الدلالى اللغوى للهجة الفصيحة الا أنها تأخذ منحى خاصاً بها، لاعتمادها حقولاً دلاليةً وأسلوبية مغايرة تماماً للألسنية الرسمية، وان كانت تستخدم نفس حروف الضاد، الا أنها بلهجيتها صارت أقرب الى الرسمية، وان لم تعد منها، لصعوبتها وعدم مألوفيتها للعامة، الا أنها مألوفة لدى كثيرين من الخاصة فى المجتمع المحلى - كاللهجة المصرية الدارجة - الا أن لها خصائصها التى ترتفع بها عن اللهجية الدارجة لتضمينها جملاً ومقاطعاً فصيحة - رسمية - لذا كانت المفارقة لنرتفع بالشعر البدوى عن كونه شعر لهجى ولنضمه للشعر البدوى كشعر مواز أو شعر خاص بالقبائل، وان كان له من السمات الخاصة كذلك، وتلك السمات جعلته فى مصاف الحراك الشعرى أو هو التطور الطبيعى للشعر، ولكنه تطور الى المحلية، وليس الى العالمية، ومع ذلك وجدنا هذا الشعر ينحو الى العالمية لوجود الحتمية التاريخية لقرب هذه المجتمعات من التمدين والحداثة من جهة، ووجود مشتركات ثقافية عامة جعلته يسير الى الأمام ولا يسير الى فضاء مغلق كذلك





ان هذا التمهيد اقتضته الضرورة للدخول الى عالم الشعر البدوى ومن ثم الحديث عن شاعر يعده الشعراء فى سيناء أميراً للشعر البدوى وذلك لتصدره ناصية الشعرلأكثر من نصف قرن، ولخوضه فى كافة موضوعات الشعر، ولتميزه وفرادته كذلك، ولاعتبارات فنية - سنذكرها آنفاً -، كما يعد شعره - من وجهة نظرنا - النموذج الأمثل للدخول الى عالم الشعر البدوى وسماته وخصائصه بشكل عام

--1--


ولد الشاعر عنيز سالم عنيزان - وشهرته عنيز أبو سالم - عام 1924م، فى منطقة نويبع بجنوب سيناء، وهو من عشيرة الحسابلة من قبيلة الترابين والتى تعود فى أصولها الى قبيلة البقوم فى شبه الجزيرة العربية، وتنتشر قبيلة الترابين فى منطقة الوسط والجنوب لشبه جزيرة سيناء، وحيث البداوة والصحراء وشظف العيش ترعرع شاعرنا هناك بين الجبال والسهول


والوديان، فرأى الذئاب والثعالب واصطاد الغزلان والثعابين، وتربى فى خشونة من العيش كطبيعة أهل الصحراء القاسية


ولقد كان شاعرنا يفخر بقبيلته دائماً، ويردد بيت الشعر الذى يقول فيه


حنا بقوم ولقبونا ترابين
وباتت تزعزعنا حروب الدّولّ

الا أن شاعرنا قد أحب حياة السفر والترحال فعمل بالتجارة، وتنقّل بين المراكز والأقسام، كما تنقل فى أنحاء مصر وبين الدول العربية، ولعل أسفاره قد أكسبته خبرة ودربة لم يكتسبها شاعر من قبل، كما كان على دراية عظيمة بعلم الأنساب وبالقضاء العرفى وكان مهاباً فى قومه، له حضور وألمعية وحصاقة رأى وبلاغة لم تكن موجودة لدى أقرانه، لذا أصبح قاضياً عرفياً وشيخاً يقصده المشايخ والقضاة العرفيين للتشاور والأخذ عنه، كما كان يقصده العامة لحل مشاكلهم، والاستمتاع بحكاياته ومسامراته وأشعاره فى الليل على ضوء النيران المشتعلة وبكارج القهوة العربية فى السامر السيناوى الممتد فى عمق الصحراء الشاسعة





ولقد استطاع / عنيز أبو سالم أن يحول الصحراء الى منتدى ثقافى وأدبى حيث يقصده الشعراء بالليل، ينشدون الشعر عنده ويستمعون الى آخر ما كتب من الشعر الحاذق الجميل، كما كانوا يتبارون معه فى مساجلات شعرية وسباقات بلاغية أشبه بالسحر الأثير، وكان من أشد المحرضين له الشاعر / سلمى الجبرى شاعر قبيلة الحويطات وفارسها فغدت هذه المساجلات مبحثاً شعرياً فريداً فى الشعر البدوى، واذا كان فن المساجلات الشعرية (الحوار) هو فى الأساس تكنيك مسرحى استخدمه الشعراء لاكساب القصائد بعداً موضوعياً، وجعلها لا نسير فى اتجاه واحد، فان شاعرنا هنا هو رائد هذا الاتجاه أيضاً، ولكنها مساجلات فطرية مطبوعة غير مصطنعة أو متكلفة، وغير معتمدة على مرجعيات ثقافية سابقة سوى الفطرة، خاصة اذا علمنا أن / عنيز أبوسالم كان أمياً، ولم يتعلم فى مدرسة نظامية، بل كانت مدرسته هى الحياة، كما أنه لم يمسك قلماً قط ليخط به أشعاره الرائعة والتى غدت فرائداً يتغنى بها الشعراء ويحذون حذوها فى كتاباتهم،فغدا مدرسة شعرية خاصة واستحق امارة الشعر البدوى قاطبة





ولقد كانت لعنيز الألمعية فهو يلقى قصائده على الفطرة أى بصفة ارتجالية يقتضيها مقتضى الحال والموقف، وكانت البلاغة تجرى على لسانه بسلاسة، كما أن الألفاظ كانت لديه خشنة وحوشية فى الغالب، الا أنها كانت مؤصلة فى القاموس البدوى لتدل الى الأصالة، وبأنه شاعر الفطرة المطبوع لا المصنوع، كما أن شعره يتميز بالرصانة فجاءت أشعاره - كلها - مقفاة الصدر والعجز وقد تفرد فى هذا الأسلوب عن كل شعراء البادية





2 - أغراض الشعر البدوى


الشعرالبدوى مثل الشعر العمودى فى كافة أغراضه اذ الشاعر هنا هو امتداد للشاعر العربى الكلاسيكى القديم فوجدناه يكتب فى المدح والفخر والوصف والهجاء والحكمة وغير ذلك من أغراض الشعر وفيما يلى نعرض لأهم هذه الأغراض :1





1- الوصف :


وهذا الغرض يتفق مع نمط القصيدة فى الشعر الجاهلى، فقد يبدأ الشاعر البدوى قصيدته بوصف الديار والناقة ثم يتطرق الى النسيب، أو يبدأ بذكر المولى عز وجل والصلاة على نبيه الحبيب (ص) ثم يوضح الغرض الذى قيلت من أجله القصيدة، أى يدخل الى موضوع القصيدة، ثم يصل بها الى النهاية، وهو يختمها فى الغالب كما بدأها، ومما قاله عنيز فى الوصف : ا



اليوم أنا وايقت من فوق حردوب
بمربع شوفه يزيح الدخان


ياراكب من عندنا فوق ميدوب
العود ضامر للحقب والبطان


أرضم عليه شداد وخريج بهدوب
دوس البنات مجدلات الثمانى


ياحلو لما يجن على الخرم سردوب
والكل منهم مقتشط له بأمانى


يسوروا لهم منفذ الى شحتّ البوب
لو صار شى من خاطيات الزمان


وأنا طلعتهن على راس حردوب
وأنا شوير الربع وأنا المعانى


متقسمين الحمد تقسيم بالنوب
ماهم من اللى تاركين المعانى



فهو هنا يصف حال من معه بعد تجاوزهم للطريق الوعرة حيث طلبوا من عنيز أن يصف حالهم وهو فى طليعتهم يسير لدربته فى معرفة المسالك، فكان أن أنشد لهم يصف أهوال ما تعرضوا له فى سفرهم هذا الطويل الشاق





2- الحكمة :


يقول عنيز فى الحكمة ووصف الرزق وأصناف الناس : ا




العبد عبد الله لو راد أعطاه
والرزق لقمة عيش ما هو ديانة


ونص العدو مهجر ينكره ماه
وان أمطر واديه زاده عفانة


ونص الرجال فحول نسوان ورعاه
لا ينفعوا طبلة ولا نقرزانة


نعاج يوم يسير هرج المكازاة
وجياد يومى سير هرج المجانة


وفيهم طويل وجرم الناس متقاه
وعند اللزوم تكتفه من لسانه




3- الرثاء


الرثاء فن جميل يدل على الوفاء للمرثى، هذا ولقد تألم عنيز لوفاة صاحبه


الشاعر (بطّى الحويطى) عام 1944م، الا أن شقيق المتوفى واسمه (مسلم) لم


يخبره بحادث الوفاة فكتب اليه معاتباً، كما كتب يرثى صاحبه يقول :


الموت ع رقاب الرجاجيل جارى
والله مفصل فى تقصّر وتطويل


وأطلب له حورية من الحوارى
ومنزل يناسب له من أحسن منازيل


أشعر بجسمى مثل طعن الشباري
والقلب صار يحط فى الهم ويشيل


لومى على مسلم صديقى وجارى
ما دزّ لىّ مرسال من ها المراسيل


أخوك فى الكتّاب بايع وشارى
ويوم النهار الشين ينقال ويفيل


والفعل ماهو مشترى بالمصارى
والمرجلة ميراث من جيل لجيل


أنا بعزى بحزن ما هى تحارى
لسكانة القبلة وسكانة النيل





















عرض البوم صور الديرة   رد مع اقتباس
قديم 09-03-08, 12:24 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الديرة

 

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 1268
المشاركات: 205 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 240
نقاط التقييم: 10
الديرة is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الديرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : الديرة المنتدى : منتدى المنقولات الأدبية
افتراضي رد: عنيز أبو سالم

4-- الفخر :


لقد كان هذا المبحث مثار زخم لشعراء سيناء، ومما قاله عنيز فى الفخر :



من ساسنا زين الخصيلات فينا
اللى يطعمينا الخطا نطعمه اياه


حنا لفعل أجدادنا ما نسينا
وكل ما يغبوبر يحل بطرياه


وياما تلامع زانهن بين يدينا
فى ساعة فيها كلام المكازاه


ياما تلامع زانهن بين ايدينا
اللى زرع الخطا غير يجناه





ومما قاله فى الفخر أيضاً :


احنا بقوم ولقبونا ترابين
وبا تت تزعزعنا حروب الدولىّ


تلقى منازلنا قريبة من العين
وتلقى مراشقهن علينا تدلى


تلقى دبشنا قليل وباسنا زين
وصدورنا من هبة الريح ملىّ


5-- المدح :





لم يحظ الغزل فى شعر عنيز بشىء يذكر الا النذر اليسير وفى هذا يوافقنى البروفسير / سعيد سلمان أبو عاذرة الذى جمع مع عبدالكريم الحشاش شعر عنيز ورتباه حسب الحروف الأبجدية يقول أبو عاذرة : أما الغزل فلم يهتم به عنيز، اذ لا يتعدى ما قاله فى هذا المضمار البيتين أو الثلاثة، وهى فى حد ذاتها ليست رقيقة، بل جافة وخشنة اذ الحياة الجدبة فى تلك المنطقة تحول دون تطرق الشاعر للغزل والتشبيب بالنساء، اذ يعد ذلك عيباً غير مستحب، وأضيف فأقول : لو شبب شاعر بفتاة أو امرأة فان أهلها يجلسونه للمنشد أى لحق القضاء العرفى لأنه عرّض بابنتهم، وحق المنشد صعب جداً فى هذا المضمار، ومع هذا فقد كتب / عنيز فى الغزل يقول :


يا أبو براطم زاهيات بالأوصاف
حرقت قلبى حرّق الله دارك


طبعك عنود وترزم لىّ وأنا أخاف
حلوك لناس وناس تشرب مرارك


كويتنى بالرمش من دون خراف
وايش حال عاد اللى روى من قرارك


تهتز فى مشيك تقول عود صفصاف
من خوف واحد يشتلق على عوارك



6- الهجاء :


من المعلوم لدى شعراء البادية أن / عنيزأبو سالم هو شاعر الهجاء، بل أنه يعد


من الشعراء الفحول فى هذا المجال، ولعل أكثر شعره يقع فى هذا الباب مما جلب عليه الكثير من المتاعب، ولكن مع هذا كان الشعراء يخافون من الرد عليه لأنه يقذع فى الهجاء فيضطر الشعراء للرد عليه وهنا تبدأ المشاكل الكلامية وربما تحدث معركة ومساجلة حامية الوطيس ومما قاله فى هذا المجال




ياراكب اللى أبوه من زمل طبان
يقفى كما يقفى نعام القراويح


ارضم عليه من الخشب عشر عيدان
ودويرع دوس البنات الطواطيح


ارخى زمامه واضرب له بمحجان
يقطع ملاويحاً بأثر ملاويح


نحيّه عن عربان وأغشية غربان
أغشى فريق اللى بهم هبت الريح


ألقّى على محمد وأترك سليمان
قلقى عليه من الرجالة ملاميح


وتقول أنا مبعوث من قبلة فلان
واللى حوجنى للغلط نايم الريح


الله يلعن لحيته وين ما كان
اعداد ما صكت علينا مفاتيح


دنياك مهما طولت مالها أركان
لابد ماترميك بين اللواقيح


يمكن ليالى العز ترجع زى ما كان
ونّزه الشيبة على ضمّر الفيح0



هذا ولقد كتب عنيز فى أغراض الشعر المختلفة كالعتاب والرثاء، كما أعاد للشعر فن المراسلات الشعرية (فن الرسائل)، وهو فن افتقدناه كثيراً لدى الشعراء، ومما ساعده فى ذلك أن الشعراء فى الدول العربية : فى الأردن، وفلسطين، والسعودية كانوا يرسلون اليه قصائدهم فيقوم بالرد عليها شعراً، كما كان الشعراء المحيطين به يرسلون اليه بقصائدهم الشعرية وهو فى السجن وكان يرد عليهم، ويرسل اليهم فى كل مناسبة قصائده، فنمّت تجربة السجن لديه هذا الفن وبعثته من جديد، كذلك برع شاعرنا فى (فن المعارضات الشعرية)، وكان يصدم معارضيه بقوة أسلوبه ورصانته، بل أنه كان يقذع فى الهجاء مما يخيف الشعراء فى الرد عليه، كما برع شاعرنا فى كتابة القصائد الوطنية التى تستنهض الهمم وتمجد انتصارات أكتوبر المجيدة وكتب عن اتفاقية كامب ديفيد وعن الرؤساء العرب، ووجه رسائله الشعرية للملوك والحكام العرب، وممن بعث اليهم الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل فى السعودية والملك حسين ملك الأردن، كما كتب القصائد للرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات والرئيس محمد حسنى مبارك وغيرهم





ولقد كان شاعرنا رجلاً وطنياً مخلصاً، قاوم المحتل الغاشم الصهيونى بالكلمة، كما قاد بنفسه فى عام 1956 م - سرية مصرية (مجموعة كبيرة من الجنود)، وكانت مهمته أن يخرجهم سالمين الى القناة، وكان الجنود موجودين لدى الحاج / سلامة فرج الكبش من أبناء قبيلة الحويطات فى منطقة صوير، وبعد أن أحضر لهم الطعام والملابس والأحذية سار معهم كدليل وسط الصحراء لمدة 15 يوماً حتى أوصلهم الى السويس ثم قفل راجعاً، وكم من مرة قاوم فيها شاعرنا قوات الاحتلال الاسرائيلية، فقد كان فارساً فى الميدان، كما كان فارساً فى الشعر والكلام





وعلى الرغم من أن / عنيز أبو سالم قد كان أمياً لايعرف الكتابة أو القراءة، الا أنه كان يرتجل الشعر ارتجالاً، ثم يحفظ القصائد دون أن يكتبها، ولعل هذا السبب فى تناقل قصائده عن طريق المشافهة، وليس عن طريق الكتابة، فلم يعرف / عنيز أنه يتوجب على الشاعر أن يصدر ديواناً ويطبعه، انما كان غرضه أن يقول ويبدع، لذا لم يصدر ديواناً لأنه يقول قصائده على الفطرة ويحفظها ثم يلقيها دون أن يكتبها وهذه ملكة وقريحة حباه الله بها وفطره عليها، كما ساعده المكان فى مسألة الحفظ وسرعة البديهة الحاضرة





ولقد كان شاعرنا أيضاً عارفاً (بالقرآن الكريم) وحافظاً لآياته، وكان يضمّن الكثير فى أبياته بعض الاشارات القرآنية التى نلمحها فى شعره عبر التناص،كما ضمن أشعاره الأحاديث والحكم، ولعل تضميناته وتناصه ومشاكلته مع الشعراء العرب القدامى قد جعلتنا نقر بأننا أمام شاعر مثقف يعرف الطريق الى أبيات العربية دون أن يقرأها فى كتاب، بل عن طريق الاستماع والحفظ فغدت لديه ثقافة شعرية موسوعية متميزة، كما نهل من القاموس اللغوى وأفاض فى استعمال الغريب من ألفاظ اللغة فخرج شعره مغايراً، الا أنه مع ظهور المعاظلة والخشونة فى شعره، وجدناه يوظف ذلك فى الهجاء، فكان الفحش دليل القوة اللغوية والبلاغية وكانت صوره الشعرية مستقاة من البيئة الصحراوية السيناوية فخرج شعره جافاً الا أنه قد كساه بجمال السبك وروعة النظم والرصانة كما كان فطرياً غير متكلف بصنعة شكلية أو بلاغة زخرفية، واتسمت بعض قصائده بالفكاهة والمرح، كما اتسمت بميلها الى الزجل،ليؤكد ريادته فى باب الزجل البدوى أيضاً



ولقد حباه الله بأذن موسيقية مرهفة، فجاءت قصائده على أوزان البحر الخليلى التفعيلى تارة وعلى الأوزان النبطية البدوية تارة أخرى، كما استخدم شاعرنا نهجاً شكلياً متفرداً لشكل كتابة القصائد لم أجده عند غيره من شعراء البدو قاطبة فى تقفية صدر البيت وعجزه الا أن هذه التقفية ليست من باب التصريع لكن كانت صدور أبياته الشعرية تتدرج فى نظام هرمى مستقيم، كما كانت عجوزات أبياته تسير فى سلاسة وترتيب غير متكلف، فهو لا يلوى عنق قوافيه، ولا يترهل بل جاءت قصائده فى سبك شعرى قشيب ورصين، كما كان يستخدم المحسنات البديعية من سجع وجناس وطباق وغيرها، كما غاص فى أبحر البلاغة العربية ينهل من علوم البيان والبديع والمعانى فغدا شعره أشبه بعقد انتظمت حباته باللغة الموحية الطنانة ذات الجرس الموسيقى المتناسق، فلا رتابة هنا ولاملل هناك،لأنه كان يضمن قصائده بالأمثال والحكايات والملح والقصص فغدا القص متماساً مع الشعرية المتناثرة، وغدا شعره الدرامى أقرب الى السرد القصصى / الشعرى منه،الى النظم المسبوك، أو الشعر الموزون المقفى


وفى السطور الآتية نرصد بعضاً من خصائص الكتابة الشعرية لدى شاعرنا





أولا : شكل القصيدة البدوية


تبدأ القصيدة البدوية بذكر الله والصلاة والسلام على النبى (ص)، وقد تبدأ القصيدة بوصف الديار والناقة ثم يدخل الشاعر الى موضوع القصيدة، الا أن الكثير من شعر عنيز قد بدأ بوصف الابل والنوق من مثل قوله :



ياراكب من فوق حمرا قحومى
تشبه نعامة رايبت زول صياد






وفى قصيدة أخرى يقول :



ياراكب كنه الظبى يدهم
أشقر شرارى من وضيحان ساسه




كما قد يبدأ الشاعر قصيدته بفعل أمر من مثل قوله :



قم ياولد واسى على العود واسى
وارضم عليه شداد وخريج بهدوب



ويقول فى مطلع قصيدة أخرى :



قم ياولد دانى على العود دانى
وارضم عليه من الطقش ما يليق






هذ1ا وقد يبدأ الشاعر قصيدته بالنداء من مثل قوله :



يا مبهر الفنجال من بطن دلة
عطنى ثلاثة صبهن بانبساط






كما قد يبدأ الشاعر بالدخول الى موضوع القصيدة مباشرة، أو قد يبدأها بمخاطبة الغين والجبال والسهول أو مخاطبة النفس والدنيا ثم يخلص بعد ذلك الى وصف الناقة أو الديار ثم يدلف بعد ذلك الى غرض القصيدة وقد يضمنها حكمة أو يتناص مع آية قرآنية أو حكمة أو غير ذلك ثم تختتم القصيدة البدوية - فى الغالب - بذكر الله ومدح رسوله عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام، أو قد يختمها الشاعر بحكمة أو بعبارة مأثورة أو بوصية أو بنهى عن فعل مكروه وغير ذلك





وقد تميل بعض القصائد الى الشعر التعليمى أو تخاطب الأطفال أو المرأة وفى هذا قد برع شاعرنا أيما براعة





الموسيقا فى الشعر البدوى





يلتزم الشعراء فى الغالب باختيار حرف روى واحد يميز نهايات شطرى السطر الشعرى، وقد يخالفوا ذلك أيضاً، الا أن القافية قد تم الاتفاق عليها ولايمكن أن يخرج الشاعر عن القافية مطلقاً، ولكن هناك بعض الشعراء مثل / عنيز أبو سالم ممن التزموا حرف روى واحد، التزموه فى كل مصراع على حدة، فغدا شعره زاعق الموسيقا، أو ما يمكننا أن نطلق عليه مجازاً - القوافى شبه المقيدة، أو الصدر المقفى، والعجز المقفى المخالف لحرف روى الصدر بعيداً عن التصريع، وقد يستخدم بعض الشعراء التصريع فيلتزم الشاعر منهم بتطابق حرف الروى فى المصراعين أو بتطابق القوافى كما أن شعراء البادية فى سيناء يكتبون على الوزن الخليلى ومنهم شاعرنا / عنيز، كذلك وهم دون شعراء النبط الذين يلتزمون بأوزان خاصة فى شعرهم كالبحر الهلالى، والصخرى، وبحر القلطة، والبحر السداسى، وغيره من البحور النبطية التى تلتزم موسيقا خاصة، كما أن الموسيقا الداخلية لدى شاعرنا - فى قصائده - مبعثها من استخدامهم للبلاغة العربية : من الجناس والتجنيس،ومن انتظام حروف الروى، وعدم اعتماد التخالف الصوتى، وغير ذلك، أى أنهم استخدموا علوم اللغة وحافظوا على الحقول الدلالية للكلمة فخرج شعرهم مقارباً للشعر الرسمى - المعروف - وان كانت الفصاحة هى الأساس الذى اعتمدوا عليه فى اختيار كلماتهم، لكنهم طعموها بكلمات لهجية تدل على بداوتهم ونمط ثقافتهم، وتلك لعمرى مزيّة ميزت شعرهم وأكسبته هوية ثقافية ولغوية خاصة كذلك، وتلك خصائص أولى اتبعها الشعراء هناك لأنهم يكتبون بالفطرة، ولم يتعلموا علم العروض فى جامعات أكاديمية، بل كان الذوق، وكانت السليقة هما الميزان العام لانتظام البيت الشعرى، ومن ثم كل أبيات القصيدة





ولقد أسلفنا أن الشاعر / عنيز هو من هؤلاء الذين دأبوا - من حيث الشكل - على اختيار حرف روى متوازن التزمه فى شطرى البيت مع تخالف حروف الروى أو تخالف القافية ويتجلى مثل ذلك فى قوله :


دنياك لاتأمن لها ما تعيب
وتبدل بروس الرجاجيل راعى


والقط أيام الخطا ما يعيب
ويجود فى اليسرة قصير الذراعى


والعيب من رجل الخطا ما يعيب
والسبع ما تورد عليه الضباعى




فهو هنا التزم حرف روى الباء فى شطر البيت الأول، كما التزم حرف روى العين فى القافية مع تحريكها فى الياء، أو انتظام الروى بالكسر فى حرف العين، وهذا احكام شكلى انتهجه الشاعر ونسج على منواله كل القصيدة، ثم أصبح طابعاً موسيقياً عاماً فى كل قصائده بشكل عام




مظاهر بلاغية ولغوية فى شعر البادية


ان شعراء البادية فى سيناء - كما يقول د/ عامر سليمان عميرة - فى لهجتهم قد اختصروا كثيراً من المقاطع الصوتية عندما يرغبون فى القاء قصائدهم، ويحتار الكاتب اذا أراد أن يحول الشعر المنطوق الى مكتوب، فلو أجرينا عليه قواعد الكتاب لفقد كثيراً من خصائصه. ونحن بدورنا نضيف على كلامه فنقول : أنا أتفق على أننا أمام اشكالية فى الدراسة النقدية، فهل نطبق القواعد العامة المتعارف عليها فى تحليل القصائد ؟ أم أننا سنحيلها الى قضية الشفاهى والكتابى فى الشعر، أو المنطوق والمكتوب ؟ وتلك لعمرى قضية قد حسمناها سلفاً فنحن لسنا أمام شعر لهجى خالص حتى نتحير فى الأمر، وان تم تطعيم الكلام بجمل لهجية - وذلك لأن خصائص الشعرية متوفرة لدى القصيدة - هنا - ولكن من خلال السياق العام للشعر، وليس من خلال اللهجة والا فقد الشعر الكثير من خصائصه وسماته الأسلوبية والجمالية معاً، وأخرجنا عن وصفه بالبدوى الى الرسمى، لذا كان تعليقنا هنا يقتضى التوضيح ونفى وسم الشعر البدوى بأنه شعر لهجى، وان بدت عليه سمات لهجية فى الشكل كذلك، أما المضمون فهو المنهج العام لاعتماد الشعر على الحروف العربية (حروف المعجم الفصيح) وليس على لكنة أو لهجة، أو تضمينه لكلمات لاتينية أو غير عربية، وما وجدنا هذا اطلاقاً عند شعراء بادية سيناءوتبدو للعيان بعض المظاهر اللغوية للقصيدة البدوية من مثل : الاختصار فى بناء الكلمات وذلك عن طريق حذف الألف والهمزة فى الفعل ( جاء)المسند لياء المتكلم فيقول الشاعر : (جتنى) بدلاً من جاءنى، كذلك حذف الهمزة فى أول الكلمة، وحذف النون الأولى من الضمير نحن، وحذف الحرف الأخير من بعض حروف الجر، وحذف الألف المقصورة من حرف الجر (على)، كذلك فى باب زيادة الحوف فى بناء الجموع، كذلك يلجأ بعض الشعراء لاختصار بعض المقاطع الصوتية أو زيادتهم لبعض المقاطع عندما يرغبون فى القاء قصائدهم منوذلك من مثل قول / عنيز أبو سالم : ا


وتروح لسكانت البر وجيب لى منهم علوم الصراحة


فالشاعر هنا نراه قد زاد (التاء) فى كلمة سكان (سكانت)، وفى باب زيادة الحروف نجد أن هذه سمات أسلوبية اختصها شعراء البادية بالاهتمام وجرت على ألسنتهم فأصبحت قاعدة - فى الغالب - ويجب عندها الوقوف بالدرس والتحليل





وفى باب الابدال وجدنا الشعراء - مرغمين - على استخدام هذا الباب البلاغى اللغوى فى شعرهم نظراً لدخول بعض الكلمات اللهجية فى شعرهم وهنا لابد من ابدال حرف مكان حرف، أو فلب حرف مكان آخر، أو ابدال واو الجماعة بالنون، أو ابدال الألف سيناً، أو ابدال التنوين المنطوق الى نون ملفوفة مخطوطة كاضافة النون الى كلمة يوم فتصبح (يومن) أو اضافة النون كذلك الى الفعل طاف فتصبح (طافن)- وهذا يشبه تنوين الترنم - أو ابدال الواو نوناً فى جملة (لن فات) بدلا من (لو فات) وهكذا.ولنا فى شعر / عنيز أبو سالم الأمثلة الدالة على ذلك من مثل :

1 دخول (أل) على (كل) للشمول والعموم والتأكيد، وذلك فى قوله : ا



أبدى كلامى بصلاتى على الزين
المصطفى ال كلنا له رعية.



-2 دخول هاء السكت بعد الياء على الضمير (بها) للاختصاص والتبيين والقصر فى قوله :



حنا قرايبكم على الراس والعين
وحقوكم ما حد مسفا بهيه






فكلمة (بهية) - هنا - معناها بها وقد ألحقا بالياء وهاء السكت للابانة والتوضيح وقصر الحديث عليها


-3 ابدال حرف الشرط (لو) بحرف الجر (الى) للاحالة للهيئة وذلك فى قوله :



له دلتين الى جلس يقلطن له
بعطر سان الهند مع جوزةالطيب



فهو هنا استبدل حرف الشرط لو فى (الى جلس) بحرف الجر (الى) ليدل على السرعة وليحيل المستمع مباشرة الى مكان الجلوس وأهميته


-4


حزف الهمزة من الألف للتخفيف ولمقتضى الحال والقافية من مثل قوله : ا

تلقى دبشنا قليل وباسنا زين
وصدورنا من هبة الريح ملّى

فهو هنا حذف الهمزة عن كلمة (بأسنا) للتخفيف


-5اضافة (أل) للتأكيد فى قوله :



ان انجرح ما يستحى من جروحه
يصبر على الذلة وكاسات الامرار


فهو اضاف (أل) الى كلمة المرار للتأكيد والابانة، كما جمع كأس على كاسات بدلاً من كؤوس للهجة ولمقتضى الوزن


-6 استبدال اسم الاشارة (هذه) بالهاء الممدودة للتخفيف ولفت الانتباه فى قوله :



لومى على مسلم صديقى وجارى
ما دزّ لىّ مرسال من ها المراسيل



فنراه قد استبدل اسم الاشارة هذه بالهاء فى قوله (ها المراسيل بدلاً من هذه المراسيل


-7 ابدال النون لاماً كما فى قوله :



ياميحلى الفنجال والراس متداش
من دلتين مزخرفات الألوان


فهو هنا قد استبدل النون فى كلمة الفنجال باللام (الفنجان) وذلك للتفخيم من عظمة الفنجان المقدم لشاربه ذا المكانة الرفيعة


-8 اضافة الياء للفعل يطعم للتأكيد وللمبالغة من مثل قوله :



من ساسنا زين الخصيلات فينا
اللى يطعمينا الخطا نطعمه اياه


فهو هنا قد أضاف الياء زائدة على الفعل يطعمنا للتأكيد على التمام واكتمال الاطعام بل والمبالغة فى كثرة الاطعام كأنه يطعم طفل أو عصفور، وتدل كذلك على القرب من المطعوم والتمليح والتدليل


-9 قلب ميم المذكر الى النون الساكنة للغزل والفخر كقوله :



وأنا طليعتهن على راس حدروب
وأنا شوير الربع وأنا المعانى


فهنا كان الواجب يقتضى أن ىيقول : أنا طليعتهم لأنه يخاطب الرجال ولكنه استبلها بالنون الساكنة للاظهار والابانة والفخر بقيادته لهؤلاء الفرسان الشجعان
- 10 حذف الواو المهموزة للايجاز ولمقتضى القافية وذلك فى قوله :



(ونص العدو مهجر ينكره ماه
وان أمطر واديه زاده (عفانة



فهنا حذف الواو المهموزة فى ماؤه للاختصار ولمقتضى القافية والوزن


-11 قلب الياء واواً للنصح والارشاد والتمليح وذلك فى قوله :



خذ لك نصوحة قابلة للصرافة
وصاة دسمة ودها فرز واتقان


فهو قد استبدل الياء بالواو فى كلمة نصيحة (نصوحة)


ابدال اللا بالسين أى ابدا (لابد) بالسين فى قوله :



لقّه طريق البر درب الزرافة
واسبد ما تلقى على الدرب فرقان


فبدلاًصصص من أن يقول (لابد) قال (اسبد) ومعناها لابد وذلك للتأكيد والحث لأن حرف السين يفيد الهسيس


-12 حذف الياء من الكلمة للايجاز والنصيحة الممزوجة بالرقة وذلك من مثل قوله :



خلك حريص من الخطا ومن خلافه
ياما الخطى متدارية فيه صفان



وهنا كان الواجب يقتضى أن يقول خليك بدلاً من خلك، كما نراه يستخدم التورية المعتمدة على التجنيس فى كلمة (الخطا) بمعنى الخطأ وكلمة (بمعنى خطوات الأقدام)ا


-13 قلب الألف وابدالها بالياء للاستملاح واستعذاب الزهو والفخر فى قوله :



ياميحلى فعل السيوف الرهافة
ياميحلى ترويحتك وانت كسبان




ففى كلمة ميحلى ومعناها (ما أحلى) الا أنه قلب الألف ياء للاستملاح والشعور بالزهو والفخر والسعادة


هذا وتزخر ذاكرة الشعر البدوى بالعديد من الصور البلاغية والأسلوبية والتى لو أخذنا البحث فيها لتحدثنا أكثر وأكثر، ولعلنا نستكمل ذلك فى دراسة أخرى فيما بعد


وبعد : هل أمطنا اللثام عن الشعر البدوى المصرى فى بادية سيناء ؟ وهل وضحنا أغراضه، وعرضنا لأهدافه ومراميه ؟ وهل عرضنا الى شكل القصيدة وبناء الجملة وخصائصها الأسلوبية ؟ ثم هل وضحنا جمالياته وعرجنا الى شكله ومضمونه وأهم أعلامه البارزين ؟ ثم هل عرضنا للشاعر / عنيز أبو سالم فى قصائده التى بين أيدينا بالشرح والتحليل والتفسير ؟ وهل استكنهنا معانى القصائد وشرحنا مفرداتها المستنغلقة أو الجديدة - لهجياً - ؟ ثم هل عرضنا لمناطق التناص والترادف والتضمين والارداف والتماثل والتشابه أو حتى التشاكل (المشاكلة) بين الشعر الرسمى (الشعر العمودى الموزون) وبين ذلك الشعر البدوى ؟ ثم هل ضمنّا النماذج الدالة لكل ما يوضح مستغلقاته وما ينفذ الى سبر أغواره ومعانيه وما الى ذلك ؟11


أقول : بالطبع كانت هذه مقدمة أردت فيها اطلاع دارسى الأدب والنقد على شكل كتابى لقصيدة مغايرة، تعتمد اللهجة شكلاً واستخداماً، وتعتمد اللغة العربية أسلوباً ومنهجاً وموسيقا، لكننا فى هذا كنا نعرض لنوذج واحد لشاعر شعراء البدو وأميرهم / عنيز أبوسالم، وهو وام أعطانا بعض المراد، الا أن ديوان الشعر البدوى زاخر بالحقول الدلالية والمظاهر الدالة التى لم يتم دراستها بعد، ولكننى قصدت التعريف بالشعر من خلال شاعر يعد من أبرز شعراء البدو، ولنفتح الطريق أمام دراسات أشمل وأعم تتناول كل جوانب الشعر البدوى هناك


ان دراسة ديوان الشعر البدوى السيناوى يعد - كما أرى - ضرورة قومية وثقافية لذا يجب أن نحرص عليه اذ ما أردنا خصوصية للثقافة القومية العربية بصفة عامة، والثقافة والشعر المصرى على وجه الخصوص، وتلك لعمرى غاية سامقة أردناها، ونطلبها لتنتظم حلقة مفقودة من ذاكرة ديوان الشعر المصرى فى شبه جزيرة سيناء المصرية العربية.





حاتم عبد الهادى السيد



منقوول من منتديات قبيلة المساعيد















عرض البوم صور الديرة   رد مع اقتباس
قديم 09-03-08, 01:06 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مجلس الادارة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبدالله الموسي

 

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 1323
المشاركات: 9,998 [+]
بمعدل : 1.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1218
نقاط التقييم: 10
عبدالله الموسي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عبدالله الموسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : الديرة المنتدى : منتدى المنقولات الأدبية
افتراضي رد: عنيز أبو سالم

سلمت يمناكـ يالديره


بحث وقصه وحكمه وأمثله وتراث ونهج ودليل.


كلها موجوده بهذا الموضوع المتكامل.


العيب من رجل الخطا ما يعيب
.......................................والسبع ما تورد عليه الضباعى

كلام عجيب والله يأخــي الكـريم..



دمت بود















عرض البوم صور عبدالله الموسي   رد مع اقتباس
قديم 09-03-08, 07:23 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الذيب الشمالي

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 23
العمر: 37
المشاركات: 2,807 [+]
بمعدل : 0.41 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 511
نقاط التقييم: 10
الذيب الشمالي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الذيب الشمالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : الديرة المنتدى : منتدى المنقولات الأدبية
افتراضي رد: عنيز أبو سالم

عنيز الترباني شاعر علم
من شعراء البادية
رحمه الله















عرض البوم صور الذيب الشمالي   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL