حتى في أفخم وأكبر وأقدر وأكفأ.... مستشفياتنا تسير الأمور "على البركة"!!
عفواً فبعض المواضيع المفعمة بالقهر والغيرة لاسيما الخاصة بأرضنا الطاهرة وشعبها الطيب لا تحتمل مقدمات ولا تستلطف تغيير المسميات..
وحتى لا يكون حديثي "بدون البركة" أود القول بأن جميع الأمراض البيولوجية التي تصيب الإنسان لا يمكن التعامل معها كجزء منفصل عن باقي أجهزته الحيوية وبالتالي لا يمكن لمريض سكر مثلاً أن نملأ جسده بالأنسولين ونهمل الجانب النفسي والغذائي للمريض بل والروحي أيضاً..!
ما الذي ينقصنا.. ما المانع أن لا نكون أمثال الدول المتقدمة التي تتعامل مع المريض كفريق متكامل..؟
حين ذهب أحدهم لعمل قسطرة للقلب بإحدى مراكز العلاج الخارجية فاجأه الطبيب النفسي بعمل جلسات دورية منتظمة وقام متخصص العلاج الطبيعي بعمل برنامج متكامل عليه تأديته يومياً بينما قرر طبيب التغذية منعه من بعض الأطعمة والاستزادة من أطعمة أخرى وحين اعتقدوه مسيحياً عرض عليه أحد رجال الدين لديهم خدمته..!
هل هي مبالغة..؟
ألا يستحق الإنسان هذه الرعاية..؟
المشكلة أنه حتى في المراكز والمستشفيات الخاصة لا نحظى بهذه الرعاية..!!
أما لدينا فهو وحده "أقصد المريض" المسؤول عن إنقاذ نفسه والوعي لاحتياجاته فتجد مريضة الهشاشة مثلا تضررت مفاصلها فلا تجد بداً من مراجعة عيادة خاصة بالعلاج الطبيعي ثم تكتشف أن المسائل لها علاقة أيضاً بالحالة النفسية وأسلوب الحياة.. والغذاء... وتعيش في دوامة البحث عن هيئة خاصة بهذا المرض أو مشفى متخصص أو حتى مجرد طبيب...!!
ما أصعب الحصول على المعلومة السليمة لدينا.. حتى في زمن النت..!!
كيف تتعامل مستشفياتنا مع المرضى بطريقة منفصلة مجزأة.. بينما الجسد البشري مترابط متكامل..؟؟
لذلك نرى مرضانا الذين يطول مكوثهم بالمستشفيات تيبست عضلاتهم وتشوهت عظامهم.. يخرجون من مشفاهم الذي عالجهم من الضغط والسكر للبحث عن مركز علاج طبيعي وقد يتوجهون بعدها لمركز آخر للعلاج النفسي..!!!
لن أتنازل عن الإجابة على سؤالي.. ما الذي ينقصنا حتى لا يعمل الأطباء لدينا في المركز أو المشفى الواحد كفريق واحد لصالح المريض..؟؟!!