[grade="8B0000 000000 8B0000 000000"]كنت شاردة الذهن، بين شتات الأمس وغصات اليوم، جلست بين جدران اليأس ، وتفكيري يستدرجني إلى ماضٍ قضيناه سوياً وعشناه معاً
سهرنا .. تسامرنا .. ضحكنا .. تجاذبنا أطراف الحديث
ففي يوم لم يبدو كغيره من الأيام، فقد كان يبدو عليه الشؤم ، ولكن لم أبالي وذهبت في طريقي إلى ذلك المكان الذي تعودنا أن نجتمع فيه وبشكل يومي ، وبينما كنا مجتمعين كالعادة وفي نفس المكان ، إذ بشي أسود يمد يده نحوه ويخذه مني ، دون أي اكتراث لمشاعري ، فصرخت فيه عله يتركه وشأنه ، ولكن لم يبدي لي أي اهتمام ، وأنتزعه من يدي بقوة ، وانصرف في طريقه ، ومضى معه دون أي اعتراض ، فقد رحل عني دون أن أودعه
فعدت في اليوم الثاني إلى المكان نفسه
علي أراه ، لكن هذي المره لم أجده كالعادة أوكما تعودت دائماً أن أراه سباقاً إليه ، وجلست انتظر عله يعود ، عله يتراجع عن قراره
ولكن علمت حينها أنه لا جدوى من الانتظار فقد طال انتظاري ، فهذه المرة كان مصمم عالرحيل وتركي وحيدة بين جدران الظلام ، فقد رحل ولكن أي رحيل ؟ هل سيكون رحيل يعقبه لقاء أم انه رحيل بلا لقاء
فأخذت أستجمع أشلائي وأجبرت نفسي حينها عالعودة بدونه ، وعدت إلى حيث كنت ، وادركت حينها انه يتوجب علي أن أتعود على غيابه ، لأنه ربما لن يعود وربما لن أعود[/grade]