ملخص أخبار ومقالات الصحف الكبرى ليوم الجمعة الجمعة 27 من محرم1430هـ
23-1-2009م الساعة 04:37 م مكة المكرمة 01:37 م جرينتش الصفحة الرئيسة-> الأخبار -> العالم العربي والإسلامي
1/23/2009 5:38:51 PM 
الانترنت
نبدأ تصفحنا اليوم بالقدس العربي حيث يتساءل صبحي الحديدي عن سر حماسة الأسد في قمة الدوحة فهل يمكن للنظام السوري أن يسترد الجولان المحتل؟ إنها بالتأكيد ليست القوة العسكرية إلا إذا كان الأسد يستغفل ملايين شعبه بادئ ذي بدء ثم مئات ملايين العرب من المحيط إلى الخليج وهذه تعرف البئر وغطاءه حول ما حل بالجيوش العربية عموما والجيش السوري خاصة على أيدي أنظمة الاستبداد والوراثة والفساد. وفي كل حال لقد خضعت قوة النظام العسكرية إلى امتحانات عديدة في الآونة الأخيرة: الإنزال الأمريكي داخل العمق السوري في منطقة البوكمال قصف موقع الكبر العسكري تحليق القاذفات الإسرائيلية فوق الاستراحة الرئاسية في اللاذقية قصف معسكر عين الصاحب غرب دمشق لكي لا نعود بالذاكرة إلى اجتياح بيروت سنة 1982...
أم هي قوة سياسية عمادها أوراق النظام الراهنة في العلاقة مع إيران ثم حزب الله وحماس فضلا عن الورقة الأهم المتمثلة في حرص الدولة العبرية والولايات المتحدة أساسا على عدم المساس بما يسمونه الاستقرار المجتمعي في سورية الراهنة تفاديا لفتح ساحة صراع جديدة لن تكون أولى عواقبها إلا فتح الأبواب على مصارعيها أمام انقضاض منظمات مثل القاعدة على أرض خصبة حتى إذا كانت اليوم في حال من السبات؟ غير أن هذه الأوراق جميعها هي للنظام مرة مثلما هي عليه مرة أخرى طبقا لما يستجد أو يتبدل من موازين قوى ومعادلات جيو ـ سياسية ولأن السياسة في الشرق الأوسط وفي إطارات إقليمية أوسع نطاقا لم تعد تقبل الكثير من الإصطفافات القصوى البيضاء أو السوداء فقط وغير الرمادية في المطلق. ومن جانب آخر ما الذي قدمه النظام لحركة حماس على سبيل المثال سوى الخطاب اللفظي وإيواء خالد مشعل ورفاقه في إقامة ليست دائما مأمونة العواقب (كما في اغتيال عز الدين الشيخ خليل في قلب دمشق خريف 2004 لكي لا يقتبس المرء المثال الثاني الأوضح: اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية)؟ ومَن الذي يضمن تلك الإقامة أصلا إذا توجب أن يوقع النظام اتفاقية سلام مع إسرائيل تصر الأخيرة أن في رأس شروطها فصم العلاقات الراهنة بين النظام وحماس وبعد قمة الدوحة مباشرة وفي حديث مع مجلة دير شبيغل الألمانية عاد إلى نقيض أقواله في فلسفة القوة فأكد مجددا على خيار السلام وهو منطقيا نقيض مقولة القوة التي وحدها تعيد ما أخذ بالقوة بل أوضح دون جلاء أنه ما يزال يعقد الأمل على حكومة أفضل في إسرائيل.
و عن الدور المصري في حرب غزة كتب جان عزيز في صحيفة الأخبار اللبنانية أنه في إحدى الطرف الشائعة أن مجمعا للغة العربية انعقد مرة في القاهرة قرر تعريب مفردة سندويش فانتهى إلى التالي: الشاطر والمشطور وما بينهما كامخ. وإذا ما تذكرنا أن الوقوع في كمين السندويش مفهوم معروف في اللغة السياسية والإعلامية الفرنسية والإنكليزية يتبين أن المفهوم نفسه تماما كما ترجمته الفقهية العربية هما ما كان نصيب الرئيس المصري في قمة الكويت.وتشاطر السندويش الأول مثلته الحسابات السعودية. وهو ما بات معروفا بالخطوة الإيجابية والمفاجئة التي ضمنها الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمته والتي جاءت من دون أي تنسيق مع الجانب المصري.حتى إن جهات عربية متابعة لهذا الوضع أشارت إلى أن موقف عبد الله كان نتيجة تراكمية وتدريجية لمحصلة نقاشات حصلت على مستوى الأمراء السعوديين الشباب. وانتهت توصية عاجلة رُفعت إلى العاهل السعودي الذي تبناها من دون علم ولا معرفة ولا اطلاع الأمراء المخضرمين وفي مقدمهم وزير خارجيته سعود الفيصل.ما هي أسباب هذه التوصية الشابة؟ تقول الجهات العربية نفسها إن المسألة متشعبة. فيها تباين وجهات النظر بين جيلين وفيها فارق بين جيل قومي وآخر مصلحي وفيها حسابات دقيقة حيال أوضاع الداخل السعودي في مقابل تعنت وإصرار جامدين من قبل أصحاب المواقع المستدامة. لكن المفاجأة الكبرى كانت في تبني عبد الله لوجهة نظر الشباب والذهاب فيها بعيدا قبل أن يفرملها سعود الفيصل عبر تكتكة مدوزنة بينه وبين المصريين للحد من الخسائر وحصر الأضرار.أما المشطور من السندويش الذي أسقط القاهرة فجاء من الجانب الإسرائيلي. ففيما كان المؤتمرون في قمة الدوحة يوم الجمعة الماضي يؤكدون أن إسرائيل ستبادر إلى إعلان وقف لإطلاق النار من جهتها قبل الاثنين لم يكن عرابو قمة الكويت في هذه الأجواء. وبعد صدور القرار يوم السبت سارع هؤلاء إلى تكييف مواقفهم وتحضيراتهم ومقرراتهم مع الوضع المستجد.
وفي كل الأحوال لم يكن المصريون يتوقعون قطعا أن تتسارع وتيرة الانهيار الإسرائيلي بهذا الشكل بين السبت والاثنين. بحيث ظل الحساب المصري مطمئنا إلى بقاء شيء ما يستوجب إحياء المبادرة المصرية في قمة الكويت.لكن المفاجأة الإسرائيلية كانت سريعة وشاملة. بعد وقف النار انسحاب كامل لجنود الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.وبالتزامن مع الانسحاب فتح تدريجي للمعابر بين القطاع وإسرائيل.
وفوق ذلك وفي تسارع مذهل أبلغ الإسرائيليون المصريين أنهم ذاهبون إليهم اليوم الخميس للبحث معهم في ترتيبات إعادة الحياة الطبيعية إلى معبر رفح بالذات من دون انتظار أي إجراءات أمنية ولا ضمانات دولية ولا إجراءات عسكرية إقليمية.هكذا حُشر المصريون بين الشاطر والمشطور وانتهت مبادرتهم وبدا وجه رئيسهم أقرب إلى مفهوم الكامخ في تعريف السندويش.
و تتحدث صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن الفشل الإسرائيلي في حرب غزة و تعدد وجوه هذا الفشل و تقول ليس الحديث فقط عن الفشل الأخلاقي العميق وهو شأن بالغ الخطر في حد ذاته بل عن عدم قدرتها أيضا على إحراز أهدافها المعلنة. لم يتم أيضا إحراز هدف الحرب الثاني وهو وقف التهريبات فقد قدر رئيس الشاباك أن التهريب سيجدد في غضون شهرين حتى لو قبلنا حملة التخويف والمبالغة التي تصحب هذه التهريبات.
يشك أيضا في إحراز الهدف الثالث فلا يوجد ردع ولا بطيخ. فالردع الذي أحرزناه في حرب لبنان الثانية لم يؤثر شيئا في حماس وهذا الذي أحرز الآن لم يجد: فقد استمر الإطلاق المتفرق في الأيام الأخيرة أيضا. بل إن هدفا رابعا غير معلن لم يحرز لأن الجيش الإسرائيلي لم يعد بناء قدرته. إن تتويج العملية على إنها انجاز عسكري كما يقول الجنرالات والمحللون ليس أكثر من سخيف.
لم نضعف حماس. فالكثرة الساحقة من مقاتليها لم تصب وسيزداد التأييد الشعبي لها. فهذه الحرب زادت من قوة روح الصمود والثبات المصمم. السكان في غزة الذين تلقوا ضربة جدا بالغة لن يصبحوا أكثر اعتدالا بل العكس. سيوجه الشعور الوطني الآن لمواجهة من سبب لهم ذلك وهو دولة إسرائيل.
إذا كان شيء قد ضعف بعقب الحرب فإنها فتح التي قوي ألان هروبها من غزة واستسلامها لمصيرها. يجب إن نضيف إلى سلسلة إخفاقات الحرب بطبيعة الأمر إخفاق سياسة الحصار والقطيعة: فقد تبين منذ زمن أن هذا غير مجد. لقد قاطع العالم وفرضت إسرائيل حصارا وسيطرت حماس وما زالت تسيطر.
لكن ميزان هذه الحرب من جهة إسرائيل لا يتلخص بعدم أي انجاز فقط. فالحديث عن أبهظ ثمن جبي وسيجبى بعد. فقد سببت أعمال إسرائيل أضرارا بالغة بتأييد الرأي العام لنا. في الحقيقة إن هذا لا يترجم دائما للغة السياسية المباشرة لكن الأمواج الارتدادية ستأتي. في العالم كله رأوا الصور. وقد زعزعت كل إنسان وان لم تزعزع أكثر الإسرائيليين. والاستنتاج إن إسرائيل دولة عنيفة وخطرة لا يوقفها شيء ولا يكبح جماحها شيء تتجاهل بفظاظة قرارات مجلس الأمن وتستخف بالقانون الدولي والتحقيقات في الطريق. واخطر من ذلك بطبيعة الأمر المس بعامودنا الفقري الأخلاقي: نهاية الأسئلة الصعبة عما فعله الجيش الإسرائيلي في غزة والتي ستثور ها هنا أيضا برغم الإعلام الدعائي الطامس.
و بمنتهى القسوة على إسرائيل يهاجم ميرون بنفنستي في هآرتس الحرب على غزة و يقول أراد محدثو عملية الرصاص المصهور ان يميزوها بتعريفين متناقضين: رب البيت جن ويرد بوحشية مجنونة و غضب مضبوط أيضا أي عملية عقلانية ترمي إلى الردع. ينبغي أن نضيف إلى هذين التعريفين تعريفا آخر وهو أنها رد غريزي مكرر من جماعة مهاجرين مغتصبة.
اجل توجد أمثلة تاريخية كثيرة تبين كيف استعملوا مقاومة أبناء البلاد العنيفة لاغتصاب أرضهم لتسويغ رد عسكري غير متناسب يرمي تحت غطاء محاربة الإرهاب إلى تحطيم معنوياتهم وسلب أراضيهم. تنبعث رائحة شديدة للعفن الاستعماري من العملية الغزية وعمليات مشابهة تمت في الماضي. استطاع قادة أوروبا الذين أتوا للزيارة في المدة الأخيرة أن يتقاسموا مع أولمرت ذكرى الأعمال الوحشية لشعوبهم وسنذكر فقط ما قاموا به في القرن العشرين: بريطانيا في الهند وكينيا وفرنسا في الجزائر وايطاليا في أثيوبيا وتركيا في أرمينيا وتشيكيا في السوديت والأسبان بأبناء شعبهم أما ألمانيا فلن نذكرها. جميعهم يخجلون من ماضيهم باستثناء الإسرائيلي الذي يفخر بأعماله خاصة.
إن تجاهل التغير الجوهري للمعايير الدولية منذ العصر الاستعماري يبدو انه لا يؤثر في جدوى العملية الإسرائيلية الوحشية لقد أحدثت العملية نتائج مرادة للطرف القوي ولهذا يستطيع الإسرائيليون الافتخار بانتصارهم وهم عُمْيٌ عن آثاره الإنسانية وأنهم يخرجون أنفسهم من جملة جماعة الشعوب الحضارية التي يتبجحون بالانتماء إليها.إن رد السلطة الفلسطينية الخانع على القتل الجماعي لأبناء شعبها أوقع بالحركة القومية الفلسطينية ضربة شديدة وقد أسست حكومة حماس لمكانتها في غزة بدماء مئات المواطنين وبرهنت مصر والأردن على أنهما تفضلان المصالح السياسية على التعاطف العرقي وتظهر الجماعة الدولية استعدادها للتمكين من استمرار الوضع الراهن تحت غطاء المسيرة السلمية.
و حول التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة ضد إسرائيل بسبب جرائمها ضد غزة تقول صحيفة هآرتس مع انتهاء الحرب تطرح الأسئلة. الآن بعد أن غادر آخر جندي من الجيش الإسرائيلي قطاع غزة وتبددت سحب الدخان والغبار عن الدمار تبدأ صورة الحرب في الاتضاح. أوائل الصحافيين في العالم تمكنوا من الدخول إلى غزة عبر رفح رغم الإغلاق الفضائحي الذي فرضته إسرائيل على التغطية الإعلامية وهؤلاء باتوا يبلغون عما تراه عيونهم لأهم وسائل الإعلام العالمية. وكذا المنظمات الدولية بدأت تحقق بما حصل في شوارع غزة.
الأسئلة عديدة ومقلقة: قتل الكثير من المدنيين بمن فيهم نحو 300 طفل و 100 امرأة المس بالطواقم الطبية استخدام السلاح المحظور ضد السكان المدنيين بما فيها قذائف الفسفور الأبيض منع اخلاء الجرحى قصف جوي وبري على المدارس والمستشفيات وقوافل المؤن ومقر الأمم المتحدة. هذه الأسئلة لا يمكن لها أن تبقى دون جواب الاشتباه الذي سبق أن لصق بإسرائيل كمن نفذت جرائم حرب في غزة من شأنه أن يلحق بها ضررا جسيما. هذا هو بالضبط الوقت الذي يتعين فيه على إسرائيل أن تستبق الأمور وان تحقق فيها بنفسها. لا يمكن تجاهل ما سبق أن نشر ومحظور ترك عملية التحقيق في يد محافل أجنبية بعضها معاد. على إسرائيل أيضا أن تسأل نفسها ماذا جرى باسمها في غزة. فهل حقا وقعت أمور لا ينبغي أن تقع ولا حتى في زمن الحرب؟ هل حقا تجاوز الجيش الإسرائيلي المسموح به في القانون الدولي؟ هل حقا لم تكن هناك طريقة أخرى غير القتل والتدمير الواسعين بهذا القدر؟الآن حان الوقت للجنة فينوغراد لهذه الحرب: جهة قانونية غير مرتبطة تفحص كل الادعاءات. بالضبط مثلما تفحص إسرائيل كل حادثة طائرة وكل إهمال طبي في المستشفى فان عليها أن تفحص أيضا أفعالها في غزة.ففحص غير مرتبط كهذا من إسرائيل سيقلص بقدر ما ضرر الاستنتاجات الأولية والحكم الذي اتخذ منذ الآن في محافل واسعة في الرأي العام العالمي. كما أنه سيسمح للإسرائيليين بان يعرفوا بالضبط ماذا فعلنا في غزة ماذا كان مسموحا وماذا كان زائدا بل محظورا من مصدر مخول يثق به الإسرائيليون. محظور الانتظار إلى أن يقول العالم قولته بل وربما يتخذ إجراءات قضائية.
إسرائيل لا تحتاج إلى هذا الفحص فقط من أجل اعتبارات الصورة: فصورتها الأخلاقية في نظر نفسها اهم بلا قياس.
و يتساءل روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت لماذا يصمت أوباما تجاه غزة والقرارات الصعبة بشأن حماس؟ وأضاف فيسك انه لو تحلى أوباما بالشجاعة وتحدث عن الشيء الذي يتحدث عنه الجميع في المنطقة. وقال إن هذا الموضوع ليس العراق والانسحاب منه فالجميع يعرفون هذا. ويعرفون نهاية معتقل غوانتانامو وتعيين جورج ميتشل مبعوثا خاصا للشرق الأوسط بل أوباما لم يتحدث عن ذبح الأبرياء العرب لأنهم ليسوا في تفكيره.
وعلق على المكالمة التي أجراها مع محمود عباس الذي يعتقد انه رئيس الفلسطينيين ولكن الجميع يعرفون انه رئيس لحكومة تشبه الجثة تعيش على نقل الدم. لكن بالنسبة لأهل الشرق الأوسط فان غياب كلمة غزة وكذا إسرائيل كانت تمثل ظلا اسود على خطابه في حفل تنصيبه. وكان السؤال هل الرئيس خائف أم انه لا يهتم تماما مثلما لم يهتم بالحديث عن الحقوق المدنية وحقوق السود. وكان فيسك يعلق على خطاب أوباما واللغة التي استخدمها فيه التي ذكرت في بعض جوانبها بخطاب ولغة الإدارة الراحلة عن الصراع بين معسكرين.
ويعتقد الكاتب أن وقفا لكل المظالم والاستيطان والعنف من الجانبين مع قضايا أخرى تتعلق بالنزاع كفيلة بحل الصراع ولكن يجب أن يكون الفعل سريعا وإلا فلا معنى للخطابات والمكالمات.
ويرى فيسك إن رسالة الأمل ومد اليد نحو المسلمين لم تتطرق إلى صور حمام الدم في غزة التي كان العالم يحدق اليها بغضب. ومع انه يقول ان رحيل بوش كان مناسبة للفرح للعرب والمسلمين ولكل العالم وكذا إغلاق معسكر غوانتانامو ولكن هل سيتم تقديم جلادي مرحلة بوش ورامسفيلد للمحاكمة أم هل سيرفعون إلى مناصب تغلق أذانهم عن صراخ المعذبين.
ويرى الكاتب إن تعيين ميتشل مبعوثا خاصا أمر مرحب به ولكن السؤال هل ينجح وماذا سيقول الفاشلون من قبله مثل دينيس روس. وماذا ستفعل هيلاري كلينتون؟ حتى الفلسطينيون في دمشق انتبهوا لغياب غزة و إسرائيل من خطاب أوباما.
و يكتب الأمير السعودي تركي الفيصل رئيس مركز فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية في الرياض مقالا في صحيفة الفاينانشيال تايمز بعنوان صبر السعودية ينفذ. إنه كان متفائلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق للسلام يقوم على المبادرة السعودية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن بعد دخول القوات الإسرائيلية قطاع غزة وقتل أكثر من 1000 فلسطيني تضاءل تفاؤله.
ويمضي الفيصل قائلا: ما لم تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة خطوات قوية للحيلولة دون مزيد من المعاناة وذبح الفلسطينيين ستصبح عملية السلام والعلاقات الأمريكية- السعودية واستقرار المنطقة في مهب الريح.
ويقول إن إدارة الرئيس بوش تركت إرثا سيئا في المنطقة: من موت مئات الآلاف في العراق إلى التعذيب في سجن أبو غريب إلى الذبح في قطاع غزة وساهمت بالتالي في ذبح الأبرياء وإنها إذا أرادت أن تحافظ على علاقتها الخاصة مع السعودية يتعين عليها أن تعيد النظر تماما في سياستها تجاه الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويتوجه الكاتب إلى الرئيس أوباما مباشرة قائلا: أولا يتعين على الرئيس باراك أوباما التصدي للكارثة الموجودة في غزة وأسبابها. وطبعا لابد انه سيدين إطلاق حماس للصواريخ. ولكن إذا فعل ذلك فيتعين عليه أيضا أن يدين فظائع إسرائيل ضد الفلسطينيين ويؤيد صدور قرار عن الأمم المتحدة يدين هذه الفظائع.
ويطالب الكاتب أوباما أيضا بضرورة تبني مبادرة الملك عبد الله لحل النزاع في الشرق الأوسط التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في 1967 بما في ذلك القدس الشرقية وقبول حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين حسب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ومقابل ذلك تنهي الدول العربية حالة الحرب والعداء مع إسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية وطبيعية كاملة.
ويشير الكاتب إلى الخطاب الذي بعث به الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى الملك عبد الله الأسبوع الماضي يدعوه فيه إلى أن تخوض السعودية جهادا مقدسا ضد إسرائيل ويقول إن السعودية قاومت مثل هذه الدعوات ولكن يوما بعد يوم يصبح من الصعب الحفاظ على المقاومة.
و كتب ستيفر إيرلان غر في نيويورك تايمز الأمريكية يقول مع عدم وجود أي تحديات على ما يبدو في مواجهة سيطرة حركة حماس على السلطة في غزة وتنامي شعبيتها داخل الضفة الغربية تواجه إدارة باراك أوباما حاجة ملحة للاختيار ما بين دعم حكومة وحدة وطنية مثلما ترغب مصر ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو المضي قدماً في فرض العزلة على حماس والتركيز على تعزيز الوضع في الضفة الغربية كبديل سياسي للإسلام الراديكالي. وتتسم هذه القضية بالإلحاحية بالنظر إلى الجهود الدولية الرامية لإعادة بناء غزة التي تعرضت لتدمير بالغ مع العمل في الوقت ذاته على الحيلولة دون نسب فضل إعادة تعمير قطاع غزة إلى حماس مثلما حدث مع حزب الله في جنوب لبنان بعد حرب عام 2006. بيد أن الخيارات هذه المرة تتميز بطابع جوهري أكبر حيث تتعلق بجوهر ما يمكن للرئيس أوباما تحقيقه على صعيد عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية في وقت لا يزال الجانب الفلسطيني يعاني من انقسامات داخلية عنيفة.
وفي إطار سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع الشرق الأوسط يوم الأربعاء لم يكشف الرئيس الاميركي باراك أوباما عما ينوي القيام به لاحقاً مكتفياً بالدعوة لاضطلاع السلطة الفلسطينية بدور في إعادة إعمار غزة. وعلى الجانب الآخر يتلهف الكثير من الخبراء المعنيين بالشرق الأوسط لمعرفة ما إذا كانت إدارة أوباما ستنوي خلق حكومة فلسطينية موحدة موثوق بها بمقدورها التفاوض وفرض علاقة تليق بمستوى الدول مع إسرائيل وهو ما يشكل جوهر ما يطلق عليه حل الدولتين الذي هيمن على مفاوضات السلام. وفي هذا الصدد أعرب غيدي غرينستين رئيس معهد روت وهو معهد بحثي يعنى بالسياسات ومقره تل أبيب عن اعتقاده بأن: هذه لحظة خيارات بالغة الصعوبة حيث يتعرض أوباما لضغوط للسعي لبناء حكومة وحدة وطنية فلسطينية وعقد مفاوضات وإقرار تسوية شاملة. ولكن سيكون من الخطأ دفع حل الدولتين نحو لحظة صدق بينما يعاني من لحظة ضعف ويجابه الجانب الفلسطيني حربا أهلية وأزمة دستورية حادة.
وفي المقابل تشعر حماس بالنصر بعد تمكنها من البقاء بعد الضربات الإسرائيلية العسكرية القوية ومن غير المحتمل أن تسمح لفتح باستعادة وجودها داخل غزة الغاضبة حتى ولو من أجل انتخابات.