اعجبنى هذا المقال و احببت ان نقرأه معا
من النعوت التي كان ينعتنا بها الآباء أننا «أبناء آخر زمن»، وشباب اليوم يرددون على مسامع أبناءهم نفس الأسطوانة، و الابناء بدورهم سيكررونها على مسامع أبنائهم، وسيستمر تقاذف الكرة حتى قيام الساعة.
آباؤنا نظروا إلى لاعبي الكرة السابقين بأنهم مجموعة من أصحاب الحظوظ العواثر الذين أضاعوا عمرهم سدى في الركض خلف تلك الكرة الملهاة، ونحن ننظر إلى لاعبي الكرة اليوم بأنهم الأذكياء الذين استحلبوا موهبتهم لتغدق عليهم مطرا أخضر من أوراق «البنكنوت».
آباؤنا انتقدوا ارتداءنا لـ«البنطال»، واعتبروه تشبها بالغرب، وبعضنا اليوم ينتقد المرأة التي تلبس «البنطال»، ويعتبر سلوكها تشبهاً بالرجال.
آباؤنا قيدوا أنفسهم في سجن المثل «صنعة أبوك لا يغلبوك»، فظل ابن البناء بنّاء، وابن الحداد حدادا، وابن البحار بحّارا، وتمرد أبناؤنا على المثل، فغدا ابن البناء مهندسا معماريا، وابن السائق طيارا، وولد «البوّاب» مالك عقارات .
آباؤنا رددوا على مسامعنا في لحظات غضبهم: (إذا فلحت «....» على قبري)، وحينما فلح بعضنا ذهب إلى قبور آبائه ليقبّل التراب الذي ضم تلك الأجساد اعترافاً بحسن تربيتهم.
اجدادنا عاشوا على الشموع ومصابيح «الكيروسين»، وحلموا بالنور يسرج لياليهم المظلمة، ونحن نطفئ النور لنسهر على ضوء الشموع في ليالينا الحميمة.
انها لعبة الايام التى تتناقلها الاجيال
مع حووووبي
***