تعلموا الأحاسيس من فضائيات الحيوانات!!
محمد الرشيدي
عندما تضطرني الظروف لزيارة المستشفيات والمراكز الصحية لدينا تصيبني حالة من الألم نتيجة مشاهدتي الكثير من العاملين بالحقل الطبي وهم يتعاملون مع الكثير من الحالات المرضية بدون إنسانية ، وأتألم أكثر وأكثر عندما تطالعنا الصحف وبصفة يومية لمرضى لا يجدون فرصة لعلاجهم رغم حاجتهم للعلاج الضروري بسبب عدم توفر " السرير" ، صدقوني حتى في المستشفيات ومراكز العلاج الخاصة نجد ان التعامل مع المرضى يخلو من الكثير من المشاعر الانسانية ايضا، ويتم التعامل مع المرضى بشكل روتيني !!
في أقسام الحوادث المرورية نجد الحال مشابه ايضا ، التعامل مع إجراءات حالة متوفى نتيجة لحادث مروري على سبيل المثال نجدها اكثر من روتينية وتخلو من المشاعر الإنسانية وتضطر لواسطة في هذا الامر ، في المطارات الأمر أكثر من محزن لا نجد التعامل الإنساني المثالي مع المرضى او كبار السن او ذوي الظروف الخاصة ، للأسف في كثير من مناحي حياتنا افتقدنا للتعامل بإنسانية مثالية مع الاحداث حولنا ، التبلد في المشاعر نحو الآخرين اصبح امرا عاديا نطالعه يوميا وبازدياد ، قسوة في البعد عن التعامل المثالي عنوان يومي في حياتنا !!
امام هذا الامر تصبح في حالة ذهول غير طبيعية ، وانت تشاهد القنوات الفضائية الخاصة بالطبيعة والحيوانات ، تندهش عندما يتم اعلان حالة الطوارئ في مركز متخصص بعلاج الحيوانات ، عندما يصلهم بلاغ ان " كلبا" أكرمكم الله ، مريض وفي حالة خطيرة ، تابعت حلقة عن انقاذ كلب وتفاصيل نقله لمركز العلاج ومتابعتي لتفاصيل العناية التي أحيط بها ، والدموع والألم الذي كان عليه طاقم الممرضين ، حلقة مثيرة في التعامل الإنساني مع " حيوان " ، حلقات متعددة تعرضها قنوات الطبيعة والحيوانات العالمية ، عمليات إنقاذ خفافيش ، عمليات عناية بمختلف الحيوانات ، وكثيرا ممن يقومون بهذه الاعمال هم من المتطوعين !!
هل تابعتم قبل أسبوعين تقريبا اهتمام وكالات الأنباء العالمية بحالة القط " اوسكار" ، هل شاهدتم إبراز صورة هذا القط في ابرز الصحف العالمية بديلا لصور الحسناوات كما هو معتاد بهذه الصحف ، هل لاحظتم حالة الفرح بعد ان نجح الاطباء في زرع قائمتين خلفيتين صناعتين لكي يتمكن من المشي مرة اخرى بعد بتر حصاده زراعية لقائمتيه الخلفية ، كم قط وكم من بشر في بلادنا يتمنون ربع الإنسانية التي حصل عليها القط " اوسكار" ، حالات مرضية متعددة يتم التعامل معها بشكل اكثر من روتيني ووظيفي فقط .
إنها فرصة لتكون القنوات الفضائية الخاصة بالطبيعة والحيوانات ملهم للكثير ممن افتقد للأحاسيس والمشاعر الإنسانية ، ان فائدة مثل هذه القنوات صدقوني كبيرة للجميع ، وخصوصا للأطفال في مشاهدتهم للتعامل الإنساني المثالي مع حالات محزنة لحيوانات ضعيفة ، لأننا لا نريد زيادة القسوة في مشاعرنا وتعاملنا مع بعضنا ، اعرف انها دعوة غريبة للاهتمام بمثل هذه القنوات الفضائية ولكنها وبدون شك قنوات تحترم الإنسان قبل الحيوان ، قنوات فضائية تذكرنا بأغنية جورج وسوف " الدنيا لسى بخير ياحبيبي " ...!!
تعلموا الاحاسيس من فضائيات الحيوانات
العرض العادي
