لماذا ئد مدارسنا الإبداع ..!!

من كتاباتي القديمة نشرت في صحيفة الرياض في 3/7/1429هـ

كعادته أتحفنا الأستاذ يوسف الكويليت بكلمة الرياض في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق 29 من جمادى الأولى 1429هـ بعنوان ((الكفاءة العلمية ... كيف نوجهها)) حيث ذكر في مقاله أن (( التوجه في جامعاتنا إلى المعرفة واقتصادها لا بد أن يضع الموهبة البشرية في ميزانها الطبيعي)) وقد شدني عنوان المقال لقراءته وقراءة التعليقات عليه من خلال موقع الصحيفة الالكتروني، هذا الموقع الذي أصبح بمثابة منتدى ثقافي وملتقى فكري لقراء الصحيفـة وقد نكـأ الكويليت الجرح وأثار حـزني وشجني على أطفالنا الذين لديهم بذرة إبداع ... وزاد أسفي على معلمي الصفوف الأولية في بعض مدارسنــا، فبعضهم للأسف نموذج حي لدفن الإبداع ووأد المواهب لأنهم غير قادرين على التعامل مع الأفكار الذكية التي تشع في أذهان بعض الطلاب في سن مبكر, فضلا عن أن بعضهم ليس لديهم معرفـة بالأساليب التربوية المنهجية الخاصة بهذا السن وغير متفهمــين لسيكلوجية الطفولة حتى يتمكنوا من التعامل مع الطلاب في هذه المرحلة الدراسية الهامة. فمثلا نجد الطالب ذو النشاط الحركي يقابل بجملة ( اطلع برا الفصل) والطفل ذو النشاط الذهني الذي يقذف بعبارات واستفسارات ذكية يقابل بكلمة (اسكت). والسؤال لماذا يتراجع مستوى تفكير أبنائنا بعد دخولهم للمدرسة ؟ بمعنى لماذا لا ينمو تفكيرهم بنفس المستوى الذي كان ينمو به قبل المدرسة؟ ولماذا يكره أبناؤنا المدرسة؟.وما أتحدث عنه هنا ليس قصراً على التعليم في بلادنا ولكن الخلل يمتد إلى معظم المدارس في الدول العربية.
حدثتني إحدى الأخوات عن تجربتها المريرة فتقول: قبل أن يبدأ ابني الصف الأول، أودعته دار الحضانة والروضة لمدة أربعة أعوام وكان يتعلم في جو من المرح والعطف واللطف مراعاة لسنه الغض، وقد انتهى من تلك المرحلة وهو متمكن من جميع الأحرف والأرقام العربية والانجليزية بل إنه تمكن من كتابة بعض الكلمات وأصبح لديه القدرة على التعبير عن أفكاره بشكل منظم ولم يكن يشوب سلوكه العنف بل كان يتميز بالجرأة المحمودة، واعتقدت في حينه أن الطريق للسنة الأولى ابتدائي ممهدا ولن أعاني مثل بقية الأمهات, وتواصل حديثها وتقول بالفعل هذا ما شعرت به في الشهر الأول من بدء الدراسة وتم منحه شهادة تفوق بعد مرور شهرين... ثم ماذا؟؟ بدأ المنحى يتراجع ليصل إلى القاع وبدأت ألحظ عدم تقدم ابني في القراءة والكتابة وبدا التشويش واضحاً على شخصيته في طرحه للأفكار وصار أول شي يفعله عند وصوله للمنزل هو قذفه لحقيبة المدرسة و قسمه بأنه لن يعود غداً لهذه المدرسة التي تعاقب دون سبب!! إلى أن أصبح الطفل المشاغب في الفصل وعجز طاقم المدرسة عن ترويضه فما كان منهم إلا أن استدعوا والده في آخر العام الدراسي متذمرين من سلوكياته (الوكيل و المرشد الطلابي ومربي الفصل) حتى أن معلم الرياضيات عندما عجز عن إسكاته في الحصة أخرجه من الفصل و لم يعي ابني أنه معاقب وأخذ يجوب ساحة المدرسة ويلعب في فنائها!! بل إنهم أرسلوه ذات يوم للوكيل لكثرة حركته في الصلاة متناسين أنه لم يؤمر بعد بالصلاة لعدم بلوغه السابعة. وتساءلت محدثتي لماذا يسعى بعض المعلمين إلى جعل الأطفال أدوات متحركة بالريموت كنترول ولماذا لا تعرف مدارسنا سوى أسلوب الزجر والأوامر؟!!.
هذا جانب من جوانب وأد الإبداع، أما الجانب الآخر هو قوقعة مدارسنا في بوتقة المناهج القديمة و الطرق التقليدية في التدريس فالطفل محروم من صقل مواهبه في المدرسة لأننا نقتصر في تعليمنا على الجانب النظري على الرغم من أن الطالب في هذه المرحلة يكون شغوفا بالشيء الحسي ويميل إلى لمس الأشياء لتفجير ما لديه من طاقة و هذا ما حدا باليابان إلى التركيز على التعليم بالطرق غير التقليدية عندما ثارت ثورتها العلمية وكان نتيجة ذلك صعودها للقمة. بالإضافة إلى عدم إتقان كثير من المعلمين التجديد أو الابتكار في أساليب التعليم لخلق جو تكاملي بين الطالب وعملية التعليم مما سيؤدي إلى التشجيع على روح الابتكار... وقد يكون للمناهج دور في ذلك حيث أنها تساعد على قلب فكر المعلم لأنه حريص على تنفيذها خطوة خطوة دون أن يكون له بصمة إبداع في طلابه أو أن يتمكن من تنمية روح التحدي لديهم... بالإضافة إلى أن المساواة بين المعلم المتميز وغيره، ساهم في قتل روح الابتكار لدى المتميز لأن الوزارة غير قادرة على التفريق بينهما بالحوافز كالأولوية في النقل أو الترشيح للإشراف التربوي أو الدورات أو العلاوة السنوية وغيرها من الحوافز التي منحتها الوزارة لمعلمي الصفوف الأولية تقديراً لجهودهم وواجباتهم تجاه أطفالنا.
همسة لك يا وزارة التربية والتعليم.. لدينا عقول كبيرة في هذه الأجسام الصغيرة.. فلنحمي أطفالنا المبدعين لأنهم كنز للأمة. علينا أن نضبط سلوك أطفالنا بقليل من القوانين الواضحة وأن نقلل القيود عليهم وأن نطبق القوانين لضبط سلوكياتــهم لا من أجل استعراض مقدرة المعلم حتى لا نساعدهم على خرقها مما سيؤدي إلى توجيه تفكيرهم الإبداعي بشكل سلبي... علينا أن نحترمهم ونحترم عقلياتهم وطفولتهم وأن نعطيهم فرصة لإثبات ذكائهم وتفوقهم العلمي، فإن لم نكن قادرين على إيقاظ الموهبة من سباتها فدعونا لا نقتلها إذا صحت.
وبشأن مناهجنا القديمة ومدارسنا التقليدية، أود أن أثني على جهود وزير التربية والتعليم في مشروع التعليم الالكتروني ومشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية والمشروع الشامل الذي سيتم تجريبهم على بعض المدارس في العام القادم، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إيمانا منه بأن الوقت قد حان لإعادة النظر في أساليب ومناهج التعليم في مدارسنا في ظل القفزات العصرية والتكنولوجية التي يعيشها العالم، راجيةً أن تكون هذه المشاريع بداية لجعل التعليم في بلادنا بيئة تعليمية متكاملة مما سيوجد لنا طابور من النابغين والمبدعين.

همسة لك يا وزارة التربية والتعليم.. لدينا عقول كبيرة في هذه الأجسام الصغيرة.. فلنحمي أطفالنا المبدعين لأنهم كنز للأمة. علينا أن نضبط سلوك أطفالنا بقليل من القوانين الواضحة وأن نقلل القيود عليهم وأن نطبق القوانين لضبط سلوكياتــهم لا من أجل استعراض مقدرة المعلم حتى لا نساعدهم على خرقها مما سيؤدي إلى توجيه تفكيرهم الإبداعي بشكل سلبي... علينا أن نحترمهم ونحترم عقلياتهم وطفولتهم وأن نعطيهم فرصة لإثبات ذكائهم وتفوقهم العلمي، فإن لم نكن قادرين على إيقاظ الموهبة من سباتها فدعونا لا نقتلها إذا صحت.

كلام جميل جدا وهمسه من عقليه كبيره
ومثقفه وتنظر للامور بنظره ثاقبه,
الاليت قومي يعلمون.
اشكرك ام الفهد على هذا المقال الرائع
والذي وضع كثيرمن النقاط على الحروف’’’’’

تحياتي لك الفاضلة / أم الفهد
كلامك صائب أختي
لامستي واقع المدارس الأليم ، فالأبداع ينمو مع الطفل لكنه يهمل والشيء المهمل مصيره الفناء
أتذكر عندما كنت في الأبتدائية طلبت المعلمة منا كتابة قصة قصيرة ، رجعت البيت بأناملي الصغيرة وأمكانياتي البسيطة أحيك قصة من خيالي الجميل
لكن للأسف قالت لي المعلمة أن أحد كتب عني القصة !
من بعدها حرمت الأبداع !!!


أم الفهد
فائق أحترامي
وكل عام وأنت بخير

اذا اردنا الحديث عن قتل الابداع فهذا الحديث يطول


عن مدارس تفتقر الى اقل مقومات الابداع لا ادري من الوم نظام التعليم ام المدرسين والاساليب المتبعه في التعامل مع الطلاب
سيدتي ام الفهد


· انا من خلال تجربتي ارى ان يكون هناك دورات سنويه للمعلمين في كيفيت التعامل مع الطلاب وتنمية الموهب
· وطرق التعامل مع طلاب وطالبات الصف الاول الابتدائي تقبلي مروري واعتذر عن الاطاله
خالص تقديري وحترامي

دكتورتي الغاليه / أم الفهد ..
مقالك يحكي الواقع .. أختي الإبداع موجود بأطفالنا ( إبداع بريء لا يوصف وأنا لا مست هذا شخصياً )
طفل يرسم - طفل ينشد بأحلى صوت - طفل مبدع بإستخدام الكمبيوتر - طفل متفوق ... إلخ
بذرة الإبداع منذ الصغر لا بد أن تجد إهتمام من كافة المسؤولين وليس حكراً على المدرسة فقط بدءاً من الأسرة .. لكن للأسف الشديد الكثير من المعلمين وحتى الأسرة جاهلون في تعاملهم مع ( طفل موهوب ) ولا يعرف كيف ينمي أو يدعم هؤلاء ! وأكون صادقة معك أحياناً يقابلون بإستهزاء ومسخرة ..
لماذا هذا التحطيم ! ولا سيما أن لديهم طاقة وقدرات عقلية ومهارات عالية .. حتى تخصيص يوم أو حصص لهذا الشيء لا يوجد بمدارسنا ( لمسة إبداع ) !!!
للأسف نفتقر إلى هذا الشيء حتى بمناهجنااا ..
بالنسبه للبرقراف الأخير برأي إن مشروع تطوير المناهج وأي مشروع نفذته وزارة التربية والتعليم مشاريع ناجحه لكن المشكلة إن هذه المشاريع لم تدعم بدورات وورش عمل يستفيد منها الطاقم التربوي لتفادي أي مشاكل تحصل مستقبلاً ..

على فكرة لدي عمل ميداني إستطلاعي بعد الحج إن شاء الله عن المناهج المطورة..

شكرآ لمقالك الأكثر من رائع ..
حنايا ..

سمعتها قبل ما يقارب 7 سنوات من والدي , يقول رحمه الله أن بمجرد دخول الطفل الي مرحلة الابتدائيه في مدارسنا يبدأ عقله الذكي بالضمور ,

الاسباب كثيره والحديث فيها ذو شجون ,

" فاصله "

احد مدراء المدارس الذين درسوا فتره من الزمن في كلاً من منطقتي " الرياض " و " تبوك " والثالثه في " بادية تبوك , علقان " ,
سئلته عن " افضل " طلاب بينهم من حيث الابداع والفطنه , فـ قال بلا تردد " علقااان " ,
سئلته لماذا ؟
قال " والله يا الدحمي بالرياض وتبوك الطالب جاي مواصل للمدرسه أو معدل نومه قليل بينما طالب " علقان " نايم من العشاء وعقله نظيف جداً "


شكراً لك وتقبلي مداخلتي

تعود بي ذاكرتي عندما كانت ابنتي في الصف الثالث الإبتدائي طلبت منهم المعلمة فتح صفحة .... (من ملزمة مصورة اكثر من 30 صفحة )وحل المسألة وانجزت ابنتي الحل في ثواني وعاقبتها المعلمة واوقفتها طوال الحصة قائلة انتِ حللتها في البيت ...
طبعا واجهت المعلمة الذكية بأن الملزمة جديدة ولاتوجد حلول اخرى لبقية الصفحات ؟؟؟
وطبعا اعطيتها فكرة عن تنمية المواهب وليس قتلها واحمد الله ان ابنتي مازالت ممتااااازة في الرياضيات ...

كل الشكر اختي لروعة طرحك.

وبشأن مناهجنا القديمة ومدارسنا التقليدية، أود أن أثني على جهود وزير التربية والتعليم في مشروع التعليم الالكتروني ومشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية والمشروع الشامل الذي سيتم تجريبهم على بعض المدارس في العام القادم، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إيمانا منه بأن الوقت قد حان لإعادة النظر في أساليب ومناهج التعليم في مدارسنا في ظل القفزات العصرية والتكنولوجية التي يعيشها العالم، راجيةً أن تكون هذه المشاريع بداية لجعل التعليم في بلادنا بيئة تعليمية متكاملة مما سيوجد لنا طابور من النابغين والمبدعين.

وهذا هو يحدث الان ومشروع تطوير الرياضيات والعلوم على ارض الواقع والمدرسة الالكترونيه انطلقت كتجربه ونظام المقررات او الثانويه المطورة تؤتي ثمارها
نحن على اعتاب التطوير بإذن الله وسنحطم كل العقول المتحجره ...
في بدايات عطائي في التعليم ( معلمة لغة عربية) كنت احب ان اقرأ لطالباتي وكنت اعلم ان منهن المبدعات وكان لدي طالبه اشتهرت بين زميلاتها بانها تؤلف قصص خياليه فطلبت منها كتابة روايه او خواطر وان اطلع عليها خارج المنهج وسوف اعطيها رأيي ولن اتحكم في مضمون ما تكتب فرحت الطالبه وبدأت في تنظيم كشكول خاص
وكتبت في بدايته اهداء لمعلمتها تمهيدا لتقديمه لي ... تتوقعين ماذا حدث ؟؟؟؟؟ تم التفتيش على الفصل وجدوا الكشكول ليعتبروه خارج على قانون المدرسه ومزقوه امام الطالبه
ولكم ان تتخيلوا ما حدث لها من تحطيم ؟؟؟ الطالبة تركت المدرسه لترسل لي برساله بعدها انها لاتندم على ترك المدرسه الا لوجودي بها وانها ستظل تكتب وترسل لي بكتاباتها
وفعلا هذا ما كان .. وقد عانيت كثيرا من النظره لي لمجرد اعطائي الحريه لطالباتي للتعبير عن رأيهن وتعليمهن كيفية الحوار الصحيحة ..... اليس خير لنا ان نعلم ما في صدورهن ونوجهها بدل ان تخرج بطريقة غير سويه...؟؟؟؟؟؟!!!!

اسفه على الاطاله وكل الشكر لك غاليتي ام الفهد ,,,, وكل عام ومدارسنا متطوره
</B></I>