07-07-15, 12:11 AM
|
المشاركة رقم: 21
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
13 رمضان
ولد السلطان مراد الأول عام 726 هـ، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم، وإليه يرجع الفضل بالنقلة النوعية من دويلة عثمانية قبلية إلى سلطنة قوية، وقد أنشأ نظام الديوان للجند والفرسان السيباه، وأنشأ نظام مقاطعتين هما الرومللي والأناضول.
حاول أمير دولة القرمان في أنقرة أن يعد جيشًا مكونًا من جيوش الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين، لكنه فوجئ بجيش مراد الأول يحيط بمدينة أنقرة، فاضطر لعقد صلح معه يتنازل فيه عن أنقرة.
استولى على مدينة فيلبة فصارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين، واضطر إمبراطورها لدفع الجزية، ومن ثَم حاول الأمراء الأوربيون الاستنجاد بالبابا وبملوك أوربا الغربية ضد المسلمين، فلبى البابا النداء وبعث لملوك أوربا عامة يطالبهم بشن حملة صليبية جديدة، ولكن ملك الصرب لم يتوقع الدعم السريع، فاستنهض الأمراء المجاورين له وهم أمراء البوسنة والأفلاق (جنوبي رومانيا) واتجهوا نحو أدرنة أثناء انشغال السلطان مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى، غير أن جيش العثمانيين أسرع للقائهم وهزمهم هزيمة منكرة.
قام بتنظيم فرق الخيالة التي عرفت باسم سيباه، ويقصد بها الفرسان، كما فُتح في عهده مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات، وفتحت مدينة سالونيك اليونانية. تمرد عليه ابنه ساوجي بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية، فأرسل إلى ابنه جيشًا فقتله وقتل ابن الإمبراطور البيزنطي أيضًا. حاول أمير البلغار الهجوم على الدولة أثناء انشغال السلطان في حروبه في الأناضول، ولكن الجيوش العثمانية داهمته، وفتحت بعض أجزاء من بلاده، ففرَّ إلى مدينة نيكوبولي فهزمه العثمانيون مرة أخرى، وقد تم في عهده غزو مدينة صوفيا عاصمة البلغار ومدينة سالونيك.
حاول (لازار) ملك الصرب الانضمام للألبانيين ومحاربة العثمانيين، فأدركه الجيش قبل وصوله إلى مبتغاه في سهل قوصوه (كوسوفو)، وفي المعركة انحاز صهر لازار إلى جانب المسلمين بفرقته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل، فانهزم الصربيون ووقع ملكهم أسيرًا بأيدي المسلمين وهو جريح، فقتلوه انتقامًا لأفعاله الخسيسة بأسراه من المسلمين. وفي نهاية المعركة كان السلطان مراد يتفقد القتلى، فقام إليه جنديٌّ صربي جريح من بين القتلى وطعنه بخنجر فقتل شهيدًا، وكان ذلك في الثالث عشر من رمضان عام 791هـ، فرحمه الله رحمة واسعة
|
|
|
07-07-15, 12:11 AM
|
المشاركة رقم: 22
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
13 رمضان
ولد السلطان مراد الأول عام 726 هـ، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم، وإليه يرجع الفضل بالنقلة النوعية من دويلة عثمانية قبلية إلى سلطنة قوية، وقد أنشأ نظام الديوان للجند والفرسان السيباه، وأنشأ نظام مقاطعتين هما الرومللي والأناضول.
حاول أمير دولة القرمان في أنقرة أن يعد جيشًا مكونًا من جيوش الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين، لكنه فوجئ بجيش مراد الأول يحيط بمدينة أنقرة، فاضطر لعقد صلح معه يتنازل فيه عن أنقرة.
استولى على مدينة فيلبة فصارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين، واضطر إمبراطورها لدفع الجزية، ومن ثَم حاول الأمراء الأوربيون الاستنجاد بالبابا وبملوك أوربا الغربية ضد المسلمين، فلبى البابا النداء وبعث لملوك أوربا عامة يطالبهم بشن حملة صليبية جديدة، ولكن ملك الصرب لم يتوقع الدعم السريع، فاستنهض الأمراء المجاورين له وهم أمراء البوسنة والأفلاق (جنوبي رومانيا) واتجهوا نحو أدرنة أثناء انشغال السلطان مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى، غير أن جيش العثمانيين أسرع للقائهم وهزمهم هزيمة منكرة.
قام بتنظيم فرق الخيالة التي عرفت باسم سيباه، ويقصد بها الفرسان، كما فُتح في عهده مدينة صوفيا عام 784هـ بعد حصار دام ثلاث سنوات، وفتحت مدينة سالونيك اليونانية. تمرد عليه ابنه ساوجي بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية، فأرسل إلى ابنه جيشًا فقتله وقتل ابن الإمبراطور البيزنطي أيضًا. حاول أمير البلغار الهجوم على الدولة أثناء انشغال السلطان في حروبه في الأناضول، ولكن الجيوش العثمانية داهمته، وفتحت بعض أجزاء من بلاده، ففرَّ إلى مدينة نيكوبولي فهزمه العثمانيون مرة أخرى، وقد تم في عهده غزو مدينة صوفيا عاصمة البلغار ومدينة سالونيك.
حاول (لازار) ملك الصرب الانضمام للألبانيين ومحاربة العثمانيين، فأدركه الجيش قبل وصوله إلى مبتغاه في سهل قوصوه (كوسوفو)، وفي المعركة انحاز صهر لازار إلى جانب المسلمين بفرقته المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل، فانهزم الصربيون ووقع ملكهم أسيرًا بأيدي المسلمين وهو جريح، فقتلوه انتقامًا لأفعاله الخسيسة بأسراه من المسلمين. وفي نهاية المعركة كان السلطان مراد يتفقد القتلى، فقام إليه جنديٌّ صربي جريح من بين القتلى وطعنه بخنجر فقتل شهيدًا، وكان ذلك في الثالث عشر من رمضان عام 791هـ، فرحمه الله رحمة واسعة
|
|
|
07-07-15, 12:18 AM
|
المشاركة رقم: 23
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
14 رمضان
في مدينة "إربل" كان مولد مظفر الدين كُوكُبُوري في (27 من المحرم 549هـ)، وكلمة "كُوكُبُوري" تركية معناها "الذئب الأزرق"، وقد اشتهر بهذا اللقب تقديرًا لشجاعته وإقدامه. و"إربل" مدينة كبيرة، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل العراقية، على بعد 80 كم منها.
نشأ "مظفر الدين" في كنف والده "زين الدين علي بن بكتكين" حاكم إربل، وعهد به إلى من يقوم على تثقيفه وتربيته، وتعليمه الفروسية وفنون القتال، ثم توفي أبوه سنة (563هـ)، وكان "مظفر الدين" في الرابعة عشرة من عمره، فخلف أباه في حكم إربل، ولكنه كان قاصرًا عن مباشرة شئون الحكم والإدارة بنفسه لصغر سنِّه، فقام نائب الإمارة "مجاهد الدين قايماز" بتدبير شئون الدولة وإدارة أمور الحكم، ولم يبق لمظفر الدين من الملك سوى مظاهره.
ولما اشتد عود "مظفر الدين" نشب خلاف بينه وبين الوصي على الحكم "مجاهد الدين قايماز"، انتهى بخلع "مظفر الدين" من إمارة "إربل" سنة (569هـ)، وإقامة أخيه "زين الدين يوسف" خلفًا لمظفر الدين على إربل.
جهاده مع صلاح الدين
ذكرى وفاة مظفر الدين كوكبورياتجه مظفر الدين نحو "الموصل"؛ لعله يجد من حاكمها "سيف الدين غازي الثاني" معاونة صادقة تمكّنه من استرداد إمارته، لكن "سيف الدين" لم يحقق له رغبته، وعوضه عن "إربل" بأن أدخله في حاشيته، وأقطعه مدينة "حران"، فانتقل إليها المظفر، وأقام بها تابعًا لسلطان الموصل، وظل يحكم حران منذ سنة 569هـ حتى سنة 578هـ.
انفصل "مظفر الدين" عن "الموصل" ودخل في طاعة صلاح الدين وحكمه، ومن ثَم انفتح له مجال الجهاد ضد الصليبيين، وأصبح من العاملين مع صلاح الدين الذي أعجب به وبشجاعته، وثباته معه في ميادين الجهاد، وتحول الإعجاب إلى توثيق للصلة بين الرجليْن، فأقدم صلاح الدين على تزويج أخته "ربيعة خاتون" لمظفر الدين.
وقد شارك "مظفر الدين" في معظم الحروب التي خاضها صلاح الدين ضد الصليبيين، بدءًا من فتح "حصن الكرك" سنة 580هـ، وكان صاحب هذا الحصن "أرناط" الصليبي كثيرًا ما يتعرض للقوافل التجارية بالسلب والنهب.
وفي معركة حطين (583هـ) التي حشد لها صلاح الدين ثمانين ألفًا من المجاهدين، كان لمظفر الدين مهمة بارزة في تلك المعركة الخالدة؛ فقد تولى قيادة جيوش الموصل والجزيرة، وأبلى في المعركة بلاءً حسنًا.
ويذكر له التاريخ أنه هو الذي أوحى بفكرة إحراق الحشائش التي كانت تحيط بأرض المعركة حين وجد الريح في مواجهة الصليبيين تلفح وجوههم، فلما نفذت الفكرة وأضرمت النار في الحشائش، حملت الريح الدخان واللهب والحرارة إلى وجوه الصليبيين، فشلَّتْ حركتهم عن القتال، وحلت بهم الهزيمة المنكرة.
كوكبوري .. حاكم إنسان
وظل مظفر يشارك صلاح الدين في جهاده حتى تم الصلح بينه وبين ريتشارد ملك إنجلترا في (شعبان 588هـ)، فعاد إلى بلاده، ثم تولى مظفر الدين ولاية "إربل" بعد وفاة أخيه "زين الدين يوسف" سنة (586هـ)، وهنا يبرز دور آخر له لا يقل روعة وبهاء عن دوره في ميادين القتال والجهاد؛ فهو رجل دولة وإدارة يُعنى بشئون إمارته؛ فيقيم لها المدارس والمستشفيات، ويقوم على نشر العلم وتشجيع العلماء، وينهض بالزراعة والتجارة، ويشارك أهل إمارته أفراحهم، ويحيا حياة بسيطة هي أقرب إلى الزهد والتقشف من حياة التوسط والاكتفاء[1].
أقام مظفر الدين لذوي العاهات دُورًا خاصة بهم؛ خصصت فيها مساكن لهم، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم، وكان يأتي لزيارتهم بنفسه مرتين في الأسبوع؛ يتفقدهم واحدًا واحدًا، ويباسطهم ويمزح معهم. كما أقام دورًا لمن فقدوا آباءهم وليس لهم عائل؛ حيث يجدون فيها كل ما يحتاجون، حتى اللقطاء بنى لهم دارًا، وجعل فيها مرضعات يقمن برعايتهم، ومشرفات ينهضن بتربيتهم، وأنشأ للزَّمْنَى -وهم المرضى بالجذام- دارًا يقيمون فيها، وزودها بكافة الوسائل التي تعينهم على الحياة الكريمة من طعام وشراب وكساء وعلاج، وجعل لكل مريض خادمًا خاصًّا به يقوم على رعايته وخدمته.
وامتدَّ بره إلى فقراء المسلمين في الحرمين الشريفين: مكة والمدينة؛ فكان يرسل إلى فقرائهما كل سنة غذاءً وكساءً، ما قيمته ثلاثون ألف دينار توزع عليهم، كما بنى بالمدينتين المقدستين خزّانات لخزن ماء المطر؛ حتى يجد سكانهما الماء طوال العام، وذلك بعد أن رأى احتياجهما إلى الماء وما يجدونه من مشقة في الحصول عليه، خاصة في مواسم الحج.
ورأى المظفر أنه مسئول عن الأسرى الذين يقعون في أيدي الصليبيين؛ فلم يتوانَ في شراء حريتهم، فكان يرسل نوّابه إلى الصليبيين لفداء الأسرى، وقد أُحصي الأسرى الذين خلصهم من الأسر مدة حكمه، فبلغوا ستين ألفًا ما بين رجل وامرأة.
ظل مظفر الدين يحكم مدينة إربل نصف قرن من الزمان حتى جاوز عمره الثمانين عامًا، ثم وافاه الأجل في يوم الأربعاء في الرابع عشر من رمضان عام 630هـ في إربل، وكانت له وصية أن يُدفن بمكة، فلما توجَّه الركب إليها بجثمان مظفر الدين ليدفن بها، وجدوا أن الماء معدم في مكة، فرجعوا من الطريق ودفنوه بالكوفة بالقرب من مشهد الإمام علي بن أبي طالب
|
|
|
07-07-15, 12:18 AM
|
المشاركة رقم: 24
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
14 رمضان
في مدينة "إربل" كان مولد مظفر الدين كُوكُبُوري في (27 من المحرم 549هـ)، وكلمة "كُوكُبُوري" تركية معناها "الذئب الأزرق"، وقد اشتهر بهذا اللقب تقديرًا لشجاعته وإقدامه. و"إربل" مدينة كبيرة، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل العراقية، على بعد 80 كم منها.
نشأ "مظفر الدين" في كنف والده "زين الدين علي بن بكتكين" حاكم إربل، وعهد به إلى من يقوم على تثقيفه وتربيته، وتعليمه الفروسية وفنون القتال، ثم توفي أبوه سنة (563هـ)، وكان "مظفر الدين" في الرابعة عشرة من عمره، فخلف أباه في حكم إربل، ولكنه كان قاصرًا عن مباشرة شئون الحكم والإدارة بنفسه لصغر سنِّه، فقام نائب الإمارة "مجاهد الدين قايماز" بتدبير شئون الدولة وإدارة أمور الحكم، ولم يبق لمظفر الدين من الملك سوى مظاهره.
ولما اشتد عود "مظفر الدين" نشب خلاف بينه وبين الوصي على الحكم "مجاهد الدين قايماز"، انتهى بخلع "مظفر الدين" من إمارة "إربل" سنة (569هـ)، وإقامة أخيه "زين الدين يوسف" خلفًا لمظفر الدين على إربل.
جهاده مع صلاح الدين
ذكرى وفاة مظفر الدين كوكبورياتجه مظفر الدين نحو "الموصل"؛ لعله يجد من حاكمها "سيف الدين غازي الثاني" معاونة صادقة تمكّنه من استرداد إمارته، لكن "سيف الدين" لم يحقق له رغبته، وعوضه عن "إربل" بأن أدخله في حاشيته، وأقطعه مدينة "حران"، فانتقل إليها المظفر، وأقام بها تابعًا لسلطان الموصل، وظل يحكم حران منذ سنة 569هـ حتى سنة 578هـ.
انفصل "مظفر الدين" عن "الموصل" ودخل في طاعة صلاح الدين وحكمه، ومن ثَم انفتح له مجال الجهاد ضد الصليبيين، وأصبح من العاملين مع صلاح الدين الذي أعجب به وبشجاعته، وثباته معه في ميادين الجهاد، وتحول الإعجاب إلى توثيق للصلة بين الرجليْن، فأقدم صلاح الدين على تزويج أخته "ربيعة خاتون" لمظفر الدين.
وقد شارك "مظفر الدين" في معظم الحروب التي خاضها صلاح الدين ضد الصليبيين، بدءًا من فتح "حصن الكرك" سنة 580هـ، وكان صاحب هذا الحصن "أرناط" الصليبي كثيرًا ما يتعرض للقوافل التجارية بالسلب والنهب.
وفي معركة حطين (583هـ) التي حشد لها صلاح الدين ثمانين ألفًا من المجاهدين، كان لمظفر الدين مهمة بارزة في تلك المعركة الخالدة؛ فقد تولى قيادة جيوش الموصل والجزيرة، وأبلى في المعركة بلاءً حسنًا.
ويذكر له التاريخ أنه هو الذي أوحى بفكرة إحراق الحشائش التي كانت تحيط بأرض المعركة حين وجد الريح في مواجهة الصليبيين تلفح وجوههم، فلما نفذت الفكرة وأضرمت النار في الحشائش، حملت الريح الدخان واللهب والحرارة إلى وجوه الصليبيين، فشلَّتْ حركتهم عن القتال، وحلت بهم الهزيمة المنكرة.
كوكبوري .. حاكم إنسان
وظل مظفر يشارك صلاح الدين في جهاده حتى تم الصلح بينه وبين ريتشارد ملك إنجلترا في (شعبان 588هـ)، فعاد إلى بلاده، ثم تولى مظفر الدين ولاية "إربل" بعد وفاة أخيه "زين الدين يوسف" سنة (586هـ)، وهنا يبرز دور آخر له لا يقل روعة وبهاء عن دوره في ميادين القتال والجهاد؛ فهو رجل دولة وإدارة يُعنى بشئون إمارته؛ فيقيم لها المدارس والمستشفيات، ويقوم على نشر العلم وتشجيع العلماء، وينهض بالزراعة والتجارة، ويشارك أهل إمارته أفراحهم، ويحيا حياة بسيطة هي أقرب إلى الزهد والتقشف من حياة التوسط والاكتفاء[1].
أقام مظفر الدين لذوي العاهات دُورًا خاصة بهم؛ خصصت فيها مساكن لهم، وقرر لهم ما يحتاجون إليه كل يوم، وكان يأتي لزيارتهم بنفسه مرتين في الأسبوع؛ يتفقدهم واحدًا واحدًا، ويباسطهم ويمزح معهم. كما أقام دورًا لمن فقدوا آباءهم وليس لهم عائل؛ حيث يجدون فيها كل ما يحتاجون، حتى اللقطاء بنى لهم دارًا، وجعل فيها مرضعات يقمن برعايتهم، ومشرفات ينهضن بتربيتهم، وأنشأ للزَّمْنَى -وهم المرضى بالجذام- دارًا يقيمون فيها، وزودها بكافة الوسائل التي تعينهم على الحياة الكريمة من طعام وشراب وكساء وعلاج، وجعل لكل مريض خادمًا خاصًّا به يقوم على رعايته وخدمته.
وامتدَّ بره إلى فقراء المسلمين في الحرمين الشريفين: مكة والمدينة؛ فكان يرسل إلى فقرائهما كل سنة غذاءً وكساءً، ما قيمته ثلاثون ألف دينار توزع عليهم، كما بنى بالمدينتين المقدستين خزّانات لخزن ماء المطر؛ حتى يجد سكانهما الماء طوال العام، وذلك بعد أن رأى احتياجهما إلى الماء وما يجدونه من مشقة في الحصول عليه، خاصة في مواسم الحج.
ورأى المظفر أنه مسئول عن الأسرى الذين يقعون في أيدي الصليبيين؛ فلم يتوانَ في شراء حريتهم، فكان يرسل نوّابه إلى الصليبيين لفداء الأسرى، وقد أُحصي الأسرى الذين خلصهم من الأسر مدة حكمه، فبلغوا ستين ألفًا ما بين رجل وامرأة.
ظل مظفر الدين يحكم مدينة إربل نصف قرن من الزمان حتى جاوز عمره الثمانين عامًا، ثم وافاه الأجل في يوم الأربعاء في الرابع عشر من رمضان عام 630هـ في إربل، وكانت له وصية أن يُدفن بمكة، فلما توجَّه الركب إليها بجثمان مظفر الدين ليدفن بها، وجدوا أن الماء معدم في مكة، فرجعوا من الطريق ودفنوه بالكوفة بالقرب من مشهد الإمام علي بن أبي طالب
|
|
|
07-07-15, 12:26 AM
|
المشاركة رقم: 25
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
15 رمضان
في (رمضان 658هـ) خرج سلطان مصر سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم. ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحَّد، وعسكر بهم في عين جالوت.
خطة قطز وثبات المسلمين:
اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألاَّ يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس. وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (15 من رمضان 658هـ) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقِّق نصرًا خاطفًا. وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة[1].
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات، ويضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز". وما هي إلا ساعة حتى مالت كِفَّة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوِّية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرًا لله.
|
|
|
07-07-15, 12:26 AM
|
المشاركة رقم: 26
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
15 رمضان
في (رمضان 658هـ) خرج سلطان مصر سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم. ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحَّد، وعسكر بهم في عين جالوت.
خطة قطز وثبات المسلمين:
اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألاَّ يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس. وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (15 من رمضان 658هـ) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقِّق نصرًا خاطفًا. وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة[1].
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات، ويضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز". وما هي إلا ساعة حتى مالت كِفَّة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوِّية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرًا لله.
|
|
|
07-07-15, 12:32 AM
|
المشاركة رقم: 27
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
16 رمضان
في (رمضان 658هـ) خرج سلطان مصر سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم. ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحَّد، وعسكر بهم في عين جالوت.
خطة قطز وثبات المسلمين:
اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألاَّ يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس. وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (15 من رمضان 658هـ) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقِّق نصرًا خاطفًا. وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة[1].
ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات، ويضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز". وما هي إلا ساعة حتى مالت كِفَّة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوِّية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرًا لله.
|
|
|
07-07-15, 12:33 AM
|
المشاركة رقم: 28
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
17 رمضان
يعتبر خالد بن الوليد من أجلّ الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، فهو سيف الله المسلول الذي لم يُقهر في جاهلية ولا إسلام، وأبوه الوليد بن المغيرة سيِّد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين.
أسلم خالد بن الوليد بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ من غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا لم يُرَ مثله، وقد قال رسول الله : "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيفٌ من سيوف الله، ففتح الله على يديه". ومن يومئذٍ سُمِّي "سيف الله"، وشهد خيبر وحنينًا، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا.
وقد بعثه رسول الله إلى العُزَّى -وكانت لهوازن- فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك. ثم حرقها[1]. واستعمله أبو بكر الصديق على قتال أهل الردة، ولما أمَّره الصديق قال: سمعت رسول الله يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله"[2].
قبر خالد بن الوليدترك خالد بن الوليد آثارًا مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول الله ثمانية عشر حديثًا. وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: "لقد اندقَّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية"[3].
ولما حضرته الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"[4].
وفي الثامن عشر من رمضان من عام 21هـ توفي خالد ، فحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، حتى قال عمر للرجل الذي طلب من عمر أن ينهى نساء قريش عن البكاء، فقال: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان!"[5]. وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله[6].
|
|
|
07-07-15, 12:33 AM
|
المشاركة رقم: 29
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
17 رمضان
يعتبر خالد بن الوليد من أجلّ الصحابة وأبرعهم وأشجعهم، فهو سيف الله المسلول الذي لم يُقهر في جاهلية ولا إسلام، وأبوه الوليد بن المغيرة سيِّد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين.
أسلم خالد بن الوليد بعد الحديبية في العام الثامن الهجري، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ من غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديدًا لم يُرَ مثله، وقد قال رسول الله : "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيفٌ من سيوف الله، ففتح الله على يديه". ومن يومئذٍ سُمِّي "سيف الله"، وشهد خيبر وحنينًا، وفتح مكة وأبلى بلاءً حسنًا.
وقد بعثه رسول الله إلى العُزَّى -وكانت لهوازن- فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك. ثم حرقها[1]. واستعمله أبو بكر الصديق على قتال أهل الردة، ولما أمَّره الصديق قال: سمعت رسول الله يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله"[2].
قبر خالد بن الوليدترك خالد بن الوليد آثارًا مشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وقد روي له عن رسول الله ثمانية عشر حديثًا. وقد ثبت عنه في صحيح البخاري أنه قال: "لقد اندقَّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية"[3].
ولما حضرته الوفاة قال: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"[4].
وفي الثامن عشر من رمضان من عام 21هـ توفي خالد ، فحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، حتى قال عمر للرجل الذي طلب من عمر أن ينهى نساء قريش عن البكاء، فقال: "وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان!"[5]. وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله[6].
|
|
|
07-07-15, 12:35 AM
|
المشاركة رقم: 30
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
18 رمضان
في التاسع عشر من رمضان عام 1272هـ، ولد علاَّمة العراق الأديب المحدِّث محمود شكري الألوسي. والألوسي نسبة لبلدة ألوس، وهي بلدة تقع على نهر الفرات في الأنبار.
عاش الألوسي حياته بين التدريس والتأليف، وساهم في إنشاء وتحرير أول جريدة في بغداد اسمها (الزوراء)، كذلك ساهم في إمداد المقالات والبحوث لمجلات مثل (المقتبس) و(المشرق) و(المنار) و(مجلة المجمع العلمي العربي). وعُرف عن علماء عائلته حب الأدب والتفقه مع ميلٍ للتصوف، لكن محمود شكري أخذ بنزعة عقلانية عالية جعلته أقرب لدعاة السلفية الإصلاحيين في عصره، مثل رشيد رضا ومحمد عبده.
واصطدمت نزعة الألوسي السلفية العقلانية ومحاولاته الإصلاحية، ومحاربته الخرافات والبدع، وترويجه لمؤلفات ابن تيمية - بالقوى الصوفية المحلية وأثارت المسئولين في إسطنبول، يقول الألوسي عن ذلك: "وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء، ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل القبور، وينذر لهم النذور، ثم إني ألّفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات، فعاداني كثير من أبناء هذا الوطن".
ولذلك صدر أمر بنفيه إلى ديار بكر، فنفي بالفعل، لكنه في طريق المنفى مر بالموصل، فاستبقاه أهلها هناك، وتوسطوا من أجل إلغاء النفي، وبقي في الموصل. وعندما احتل البريطانيون العراق عام 1917م، حاولوا أن يقربوه إليهم؛ لمكانته ومكانة أسرته عند الناس، فعرضوا عليه منصب الإفتاء العام، فرفض المنصب.
مولد العلامة الألوسيومن أهم مؤلفاته: (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة)، وكتاب (غاية الأماني في الرد على النبهاني)، كما كان له فضل كبير في نشر مؤلفات ابن تيمية وابن القيم الجوزية نشرًا وطبعًا وتحقيقًا[1].
ويعدّ محمود الألوسي بكل هذا النشاط واحدًا من دعائم مدرسة التجديد السلفي، وكانت له صلة أيضًا بجمال الدين الأفغاني، صاحب فكرة التجديد في الإسلام. ومن كتبه التاريخية المهمَّة "تاريخ نجد". وقد تُوفِّي الألوسي سنة 1342هـ/ 1923.
|
|
|
07-07-15, 12:35 AM
|
المشاركة رقم: 31
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
19 رمضان
في التاسع عشر من رمضان عام 1272هـ، ولد علاَّمة العراق الأديب المحدِّث محمود شكري الألوسي. والألوسي نسبة لبلدة ألوس، وهي بلدة تقع على نهر الفرات في الأنبار.
عاش الألوسي حياته بين التدريس والتأليف، وساهم في إنشاء وتحرير أول جريدة في بغداد اسمها (الزوراء)، كذلك ساهم في إمداد المقالات والبحوث لمجلات مثل (المقتبس) و(المشرق) و(المنار) و(مجلة المجمع العلمي العربي). وعُرف عن علماء عائلته حب الأدب والتفقه مع ميلٍ للتصوف، لكن محمود شكري أخذ بنزعة عقلانية عالية جعلته أقرب لدعاة السلفية الإصلاحيين في عصره، مثل رشيد رضا ومحمد عبده.
واصطدمت نزعة الألوسي السلفية العقلانية ومحاولاته الإصلاحية، ومحاربته الخرافات والبدع، وترويجه لمؤلفات ابن تيمية - بالقوى الصوفية المحلية وأثارت المسئولين في إسطنبول، يقول الألوسي عن ذلك: "وكرهت ما شاهدته من البدع والأهواء، ونفر قلبي منها كل النفور، حتى إني منذ صغري كنت أنكر على من يغالي في أهل القبور، وينذر لهم النذور، ثم إني ألّفت عدة رسائل في إبطال هذه الخرافات، فعاداني كثير من أبناء هذا الوطن".
ولذلك صدر أمر بنفيه إلى ديار بكر، فنفي بالفعل، لكنه في طريق المنفى مر بالموصل، فاستبقاه أهلها هناك، وتوسطوا من أجل إلغاء النفي، وبقي في الموصل. وعندما احتل البريطانيون العراق عام 1917م، حاولوا أن يقربوه إليهم؛ لمكانته ومكانة أسرته عند الناس، فعرضوا عليه منصب الإفتاء العام، فرفض المنصب.
مولد العلامة الألوسيومن أهم مؤلفاته: (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة)، وكتاب (غاية الأماني في الرد على النبهاني)، كما كان له فضل كبير في نشر مؤلفات ابن تيمية وابن القيم الجوزية نشرًا وطبعًا وتحقيقًا[1].
ويعدّ محمود الألوسي بكل هذا النشاط واحدًا من دعائم مدرسة التجديد السلفي، وكانت له صلة أيضًا بجمال الدين الأفغاني، صاحب فكرة التجديد في الإسلام. ومن كتبه التاريخية المهمَّة "تاريخ نجد". وقد تُوفِّي الألوسي سنة 1342هـ/ 1923.
|
|
|
07-07-15, 12:44 AM
|
المشاركة رقم: 32
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
20 رمضان
لما كان من بنود صلح الحديبية أن من أراد الدخول في حِلْف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت خزاعة في عهد الرسول ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كان بين القبيلتين حروبٌ وثارات قديمة، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأخبر النبي بغدر قريش وحلفائها[1].
أرادت قريش تفادي الأمر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوى؛ حيث أمر رسول الله المسلمين بالتهيُّؤ والاستعداد، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها.
وفي العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله ، بعد أن استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري ، ولما كان بالجحفة لقيه عمُّه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلمًا مهاجرًا.
وركب العباس بغلة رسول الله البيضاء، يبحث عن أحدٍ يبلِّغ قريشًا لكي تطلب الأمان من رسول الله قبل أن يدخل مكة، وكان أبو سفيان ممن يخرج يتجسّس الأخبار، فوجده العباس، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان من رسول الله ، فجاء به راكبًا معه، حتى أدخله على رسول الله[2]، فقال له الرسول: "ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟... ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟". فقال العباس: ويحك أسلم! فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم أكرمه الرسول فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"[3].
ولما تحرك الجيش لدخول مكة أمر رسول الله العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي؛ حتى تمر به جنود الله فيراها، فمرّت القبائل على أبي سفيان، والعباس يخبره بها، حتى مر رسول الله في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، فقال أبو سفيان: سبحان الله! ما لأحدٍ بهؤلاء قبل ولا طاقة. ثم أسرع إلى قومه، وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به. فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد[4]. ودخل رسول الله مكة متواضعًا لله الذي أكرمه بالفتح، وكان قد وزَّع جيشه إلى مجموعات أو كتائب؛ احتياطًا لأي مواجهة.
دول المسلمين مكة وسماحة الرسول:
ودخل الجيش الإسلامي كلٌّ حسب موضعه ومهامه، وانهزم من أراد المقاومة من قريش، ولم يستطع الصمود أمام القوى المؤمنة، ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بقوس في يده ويكسرها، ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]، والأصنام تتساقط على وجوهها، ثم طاف بالبيت.
ثم دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففُتحت، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها، وصلى بها، ثم خرج وقريش صفوفًا ينتظرون ما يصنع، فقال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، اذهبوا فأنتم الطلقاء"[5].
وأعاد المفتاح لعثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن، وأهدر رسول الله يومئذٍ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر بقتلهم وإن وُجدوا تحت أستار الكعبة.
خطبة فتح مكة:
وفي اليوم الثاني قام رسول الله وألقى خطبته المشهورة، وفيها: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ"[6].
وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة، فقال لهم: "معاذ الله! المحيا محياكم، والممات مماتكم"[7]. ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يومًا، يجدِّد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى، ويكسر الأصنام[8].
|
|
|
07-07-15, 12:44 AM
|
المشاركة رقم: 33
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
20 رمضان
لما كان من بنود صلح الحديبية أن من أراد الدخول في حِلْف المسلمين دخل، ومن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت خزاعة في عهد الرسول ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كان بين القبيلتين حروبٌ وثارات قديمة، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح والرجال، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأخبر النبي بغدر قريش وحلفائها[1].
أرادت قريش تفادي الأمر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوى؛ حيث أمر رسول الله المسلمين بالتهيُّؤ والاستعداد، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها.
وفي العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الصحابة بقيادة رسول الله ، بعد أن استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري ، ولما كان بالجحفة لقيه عمُّه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلمًا مهاجرًا.
وركب العباس بغلة رسول الله البيضاء، يبحث عن أحدٍ يبلِّغ قريشًا لكي تطلب الأمان من رسول الله قبل أن يدخل مكة، وكان أبو سفيان ممن يخرج يتجسّس الأخبار، فوجده العباس، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان من رسول الله ، فجاء به راكبًا معه، حتى أدخله على رسول الله[2]، فقال له الرسول: "ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟... ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟". فقال العباس: ويحك أسلم! فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم أكرمه الرسول فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"[3].
ولما تحرك الجيش لدخول مكة أمر رسول الله العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي؛ حتى تمر به جنود الله فيراها، فمرّت القبائل على أبي سفيان، والعباس يخبره بها، حتى مر رسول الله في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، فقال أبو سفيان: سبحان الله! ما لأحدٍ بهؤلاء قبل ولا طاقة. ثم أسرع إلى قومه، وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به. فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد[4]. ودخل رسول الله مكة متواضعًا لله الذي أكرمه بالفتح، وكان قد وزَّع جيشه إلى مجموعات أو كتائب؛ احتياطًا لأي مواجهة.
دول المسلمين مكة وسماحة الرسول:
ودخل الجيش الإسلامي كلٌّ حسب موضعه ومهامه، وانهزم من أراد المقاومة من قريش، ولم يستطع الصمود أمام القوى المؤمنة، ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بقوس في يده ويكسرها، ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]، والأصنام تتساقط على وجوهها، ثم طاف بالبيت.
ثم دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففُتحت، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها، وصلى بها، ثم خرج وقريش صفوفًا ينتظرون ما يصنع، فقال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، اذهبوا فأنتم الطلقاء"[5].
وأعاد المفتاح لعثمان بن طلحة، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن، وأهدر رسول الله يومئذٍ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر بقتلهم وإن وُجدوا تحت أستار الكعبة.
خطبة فتح مكة:
وفي اليوم الثاني قام رسول الله وألقى خطبته المشهورة، وفيها: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ"[6].
وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة، فقال لهم: "معاذ الله! المحيا محياكم، والممات مماتكم"[7]. ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يومًا، يجدِّد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى، ويكسر الأصنام[8].
|
|
|
07-07-15, 12:48 AM
|
المشاركة رقم: 34
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
21 رمضان
ولد الشيخ فرحان السعدي في قرية المزار من أعمال قضاء جنين في لواء نابلس في منتصف القرن التاسع عشر، وتلقى علومه في كُتّاب القرية ومدرسة جنين الابتدائية، إلا أنه كان مولعًا في شبابه بتلقي الدروس الدينية في المساجد، والاجتماع مع العلماء ورجال الدين، فأضفت عليه نشأته الدينية والعلمية مهابة واحترامًا في بيئته، ولما احتلَّ الإنجليز فلسطين كان يُعرف بين الناس بالشيخ فرحان.
شارك الشيخ فرحان في المؤتمرات الوطنية وفي المظاهرات ضدَّ السلطة بصورة متواصلة، وفي ثورة 1929م ألّف عصبة من المجاهدين في قضاء جنين تصدت للحكام بالتمرد والعصيان، فقبضت عليه السلطة وسجنته ثلاثة أعوام في سجن عكا وسجن نور شمس، ولما خرج من السجن انتقل إلى حيفا، وهناك اتصل بالشيخ عز الدين القسام وانضم تحت لوائه.
وفي 17 إبريل 1936م هاجم الشيخ فرحان السعدي ورفيقه الشيخ عطية أبو أحمد قافلة يهودية، ثم انتقل بعد هذه الحادثة التي أدت إلى ثورة 1936م مع رفاقه إلى الجبال، معتصمين بوعورها وكهوفها يناضلون طوال المرحلة الأولى.
ومنذ مقتل أندروز الحاكم البريطاني العسكري لمنطقة الخليل، بثَّت السلطة عيونها تتعقب القساميين حتى تمكنت من القبض على الشيخ فرحان وثلاثة آخرين من رفاقه. ولما كانت السلطة تعلم أن الشيخ هو العقل الأول في العصبة بعد استشهاد القسام، فقد حاكمته محاكمة صورية في ثلاث ساعات موجِّهة إليه تهمة مقتل (أندروز)، وأصدرت حكمها بعدها بالإعدام شنقًا.
رفض السعدي أن يتكلم في أثناء المحاكمة مدافعًا عن نفسه، فكان هادئًا وكانت كلماته قليلة جدًّا وجريئة، وعندما سألوه: أأنت مذنب؟ أجاب: (معاذ الله أن أكون مذنبًا). وعندما سألوه في أثناء مفاجَأتِهِ في مخبئه والقبض عليه إنْ كان يملك أسلحة، أجاب بنعم، وبأنه يملك مسدسًا قديمًا معلقًا على الحائط في بيته.
تبرع للدفاع عن السعدي عددٌ من المحامين، وكانت حجتهم في الدفاع عنه أنه لم يقبض عليه وهو يستعمل السلاح، وأنه قد ذكر من تلقاء نفسه بأنه يملك مسدسًا، كما أنه أكبر عمرًا من أن يتمكن من القيام بأي عمل حربي، إلاَّ أن المحكمة العسكرية -التي تألفت قبل80 عامًا- لم تأخذ بأي من هذه الحجج ولم تستمع إلى النداءات الصادرة من فلسطين ومن خارجها بتخفيف حكم الإعدام، فقد قررت الحكم ونفّذته في 22 نوفمبر 1937م، ولم تبالِ بكون الشيخ السجين صائمًا في شهر رمضان، فنُفِّذ فيه الحكم في الحادي والعشرين من شهر رمضان من عام 1356هـ، إلا أن النتيجة جاءت على عكس ما توخّته الحكومة، إذ لم يحدث في تاريخ البلاد أن أُعدم شيخ في مثل عمره، وفي شهر رمضان المبارك.
أدى إعدام السعدي إلى انبعاث الحماسة الجماهيرية الثورية من جديد، وقد اشتهرت حادثة (إعدام السعدي) إلى درجة أنها طغت على دوره الكبير، وعلى حقيقته كباعث رئيسي من بواعث الثورة، إلا أن رفاقه يعترفون له بذلك، فقد لقّبه المؤرخ القسامي صبحي ياسين (بالمجاهد الصادق)، كما ذكر بأنه (خليفة الشهيد القسام، وأول من أطلق رصاصة في سنة 1936)[1].
|
|
|
07-07-15, 12:51 AM
|
المشاركة رقم: 35
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
22 رمضان
في الثاني والعشرين من رمضان من عام 536هـ/ 1141م، تُوفِّي قاضي الجماعة في قرطبة، وعالمها محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بها، وخاتمة الأعيان بحضرتها.
روى عن أبيه واختص به، وأخذ القراءات عن أبي القاسم بن مدير المقرئ، وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي حسين بن محمد الغساني، ومن صهره أبي محمد بن عتاب، ومن القاضي أبي الوليد بن رشد. وجالس أبا علي بن سكرة، وأجاز له ما رواه.
وكان من أهل الفضل الكامل، والدين والتصاون، والعفاف، والعقل الجيد مع الوقار، والسمت الحسن، والهدي الصالح. وكان حافظًا للقرآن العظيم، مجوِّدًا لحروفه، حسن الصوت به، عالي الهمة، عزيز النفس، طويل الصلاة، واسع الكف بالصدقات، كثير المعروف والخيرات، مشاركًا بجاهه وماله، كثير البر بالناس، حسن العهد لمن صحبه منهم، معظَّمًا عند الخاصة والعامة.
وتولى خطة أحكام المظالم بقرطبة قديمًا مع شيخه قاضي الجماعة أبي الوليد بن رشد، وكان يستحضره عنده مع مشيخة الشورى في وقته لمكانه ومنصبه، وصرف عن ذلك بصرفه، ثم تقلد قضاء الجماعة بقرطبة مدة طويلة، ثم صُرف عن ذلك وأقبل على التدريس، وإسماع الحديث. وتولى أيضًا الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة فأنسى مَن قبله لحسن قراءاته، وتمكين صلاته، واستمر على ذلك إلى أن توفِّي -رحمه الله- سحر ليلة الثلاثاء، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظَّم من سنة 536هـ/ 1141م، وهو من أبناء الستين. وصلى عليه ابنه أبو القاسم بالرَّبَض، وشهده جمعٌ عظيم من الناس بعد العهد بهم، وأتبعوه ثناءً حسنًا جميلاً. وكان أمثل لذلك رحمه الله، وغفر له[1].
|
|
|
07-07-15, 12:57 AM
|
المشاركة رقم: 36
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
23 رمضان
في مدينة "بغداد" عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في 23 من رمضان 220هـ، وعُني به أبوه عناية فائقة؛ فعلّمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناءً على رغبته؛ ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في 248-252هـ، وصار موقع ثقته وتقديره.
ولاية ابن طولون لمصر
وقد كان من عادة الولاة الكبار الذين يعيِّنهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة؛ لينعموا بالجاه والسلطان والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت (مصر) في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في 23 من رمضان 254هـ، وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تُصرِفه عمّا جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة؛ فسرعان ما اشتدَّ نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبئون بقراراتهم؛ استخفافًا بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.
وازدادت قدم ابن طولون رسوخًا، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذًا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر؛ فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في 256-279هـ قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب[1].
ضم الشام وثورة العباس
ولما كثرت اعتداءات الدولة البيزنطية على ثغور الشام في أنطاكية وطرسوس والمصيصة، وغيرها.. لم يجد الخليفة المعتمد أفضل من ابن طولون يوليه أمر الشام؛ لدفع هذا الخطر، وردّ البيزنطيين، خاصة أن دولة الخلافة كانت مشغولة بالقضاء على فتنة الزنج في البصرة، حيث شبت كالحريق الهائل، وأصبحت تهدد كيان الدولة وتهز أركانها.
وفي سنة 264هـ خرج ابن طولون بحملة عسكرية إلى الشام لتثبيت نفوذه وتأديب البيزنطيين وحماية حدود الدولة الشمالية، وفي هذه الحملة دخلت في طاعته مدن الشام الكبرى كدمشق، وحمص، وحلب، وأنطاكية. وواصل زحفه حتى مدينة الرقة، وبينما هو يستعد لمحاربة البيزنطيين وافته الأنباء بأن ابنه العباس، الذي تركه في مصر نائبًا عنه، قد أعلن الثورة عليه، وانفرد بالحكم دونه؛ فقفل راجعًا إلى مصر، وحاول بالطرق السلمية أن يضع حدًّا لهذه المشكلة مع ابنه، الذي فرّ مع أتباعه إلى برقة بليبيا، ونصحه بالعودة إليه، ووعده بالعفو عنه، لكنه ركب رأسه وغرَّته قوته، ورفض النصح، ولم يعُدْ أمام ابن طولون سوى سلاح القوة، بعد أن أخفقت سياسة اللين، فنجح في القبض عليه، والزجّ به في السجن سنة 268هـ.
عناية ابن طولون بشئون دولته
كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول؛ فعُنيَ بشئون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته؛ ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شئون دولته المختلفة.
وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي "الفسطاط" سنة 256هـ عُرِفت بـ"القطائع"، وقد بناها على غرار نظام مدينة "سامراء" عاصمة الخلافة العباسية، واختار مكانها على جبل "يشكر" بين الفسطاط وتلال المقطم، وبنى بها قصرًا للإمارة، وجعل أمامه ميدانًا فسيحًا يستعرض فيه جيوشه الجرّارة، ويطمئن على تسليحها وإعداده، ثم اختطّ حول القصر ثكنات حاشيته وقواده وجنوده، وجعل لكل فئة من جنوه قطعة خاصة بهم؛ فللجنود من السودان قطعة، وللأتراك قطعة، وكذلك فعل مع أرباب الحرف والصناعات. ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة بـ"القطائع"، وهي العاصمة الثالثة لمصر بعد الفسطاط والعسكر.
وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم؛ وهو من أكبر المساجد، وتبلغ سعته 8487 مترًا مربعًا، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة، ويعدّ من أقدم الأبنية الإسلامية التي بقيت على ما كانت عليه، واشتهر المسجد بمئذنته الملوية التي تشبه مئذنة مسجد سامراء. وقد انتهى ابن طولون من بنائه سنة 265هـ، وبلغ من عنايته به أن عيّن له طبيبًا خاصًّا، وجعل به خزانة بها بعض الأدوية والأشربة لإسعاف المصلين من روّاد المساجد في الحالات الطارئة[2].
وأنشأ ابن طولون "بيمارستانًا" سنة 259هـ لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بينهم؛ حيث يلقون عناية فائقة، وتقدَّم لهم الأدوية، ويُستبقَى منهم من يحتاج إلى رعاية ومتابعة داخل البيمارستان، ولم يكن المرضى يدخلون بثيابهم العادية، وإنما كانت تُقدَّم لهم ثياب خاصة، كما هي الحال الآن، وكان المريض يودع ما معه من مال وحاجات عند أمين البيمارستان، ثم يلحق بالمكان المخصَّص له إلى أن يتم شفاؤه فيسترد ما أودعه. وكان ابن طولون يتفقد المرضى، ويتابع أعمال الأطباء.
نهضة ابن طولون الزراعية والصناعية
واهتم ابن طولون بالزراعة؛ فعُني بتطهير نهر النيل، وشق الترع، وإقامة الجسور، وشجع الفلاحين على امتلاك الأراضي حتى تزداد عنايتهم بها، وخصص لذلك ديوان الأملاك. كما أصلح مقياس النيل في الروضة لمتابعة الزيادة والنقصان في منسوب مياه نهر النيل، وأمدّ الفلاحين بما يحتاجونه من البذور والآلات الزراعية، وكان من شأن هذا أن ازدادت رقعة الأراضي حتى بلغت نحو مليون فدان.
وازدهرت الصناعة في عهده، وخاصة صناعة النسيج التي كانت أهم الصناعات في عهده، وتقدمت صناعة الورق والصابون والسكر وصناعة الأسلحة، كما نشطت التجارة في مصر والشام؛ نظرًا لموقعهما المتميز في طرق التجارة العالمية.
وكان من نتيجة هذه النهضة أن عمَّ الرخاء، وازدادت مالية الدولة، وامتلأت خزانة الدولة بفائض من المال، استغله ابن طولون في تحسين أحوال الناس المعيشية، وفي بناء جيش قويّ بلغ -في بعض الروايات- مائة ألف جندي، وأنشأ أسطولاً بحريًّا لحماية شواطئ الدولة، وإقامة الحصون المنيعة في يافا والإسكندرية وعكا.
وفاة ابن طولون
زحف ابن طولون في عام 270هـ ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيرًا، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في 10 من ذي القعدة 270هـ[3].
|
|
|
07-07-15, 12:58 AM
|
المشاركة رقم: 37
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
23 رمضان
في مدينة "بغداد" عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في 23 من رمضان 220هـ، وعُني به أبوه عناية فائقة؛ فعلّمه الفنون العسكرية، وتلقى الفقه والحديث، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناءً على رغبته؛ ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في 248-252هـ، وصار موقع ثقته وتقديره.
ولاية ابن طولون لمصر
وقد كان من عادة الولاة الكبار الذين يعيِّنهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة؛ لينعموا بالجاه والسلطان والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت (مصر) في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في 23 من رمضان 254هـ، وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تُصرِفه عمّا جاء من أجله، لكن ابن طولون لم يكن كمن سبقه من الولاة؛ فسرعان ما اشتدَّ نفوذه، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة، ولا يعبئون بقراراتهم؛ استخفافًا بهم، ويعملون على ما يحلو لهم.
وازدادت قدم ابن طولون رسوخًا، وقويَ سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذًا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتفِ ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر؛ فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يُعيَّن من قِبَل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في 256-279هـ قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب[1].
ضم الشام وثورة العباس
ولما كثرت اعتداءات الدولة البيزنطية على ثغور الشام في أنطاكية وطرسوس والمصيصة، وغيرها.. لم يجد الخليفة المعتمد أفضل من ابن طولون يوليه أمر الشام؛ لدفع هذا الخطر، وردّ البيزنطيين، خاصة أن دولة الخلافة كانت مشغولة بالقضاء على فتنة الزنج في البصرة، حيث شبت كالحريق الهائل، وأصبحت تهدد كيان الدولة وتهز أركانها.
وفي سنة 264هـ خرج ابن طولون بحملة عسكرية إلى الشام لتثبيت نفوذه وتأديب البيزنطيين وحماية حدود الدولة الشمالية، وفي هذه الحملة دخلت في طاعته مدن الشام الكبرى كدمشق، وحمص، وحلب، وأنطاكية. وواصل زحفه حتى مدينة الرقة، وبينما هو يستعد لمحاربة البيزنطيين وافته الأنباء بأن ابنه العباس، الذي تركه في مصر نائبًا عنه، قد أعلن الثورة عليه، وانفرد بالحكم دونه؛ فقفل راجعًا إلى مصر، وحاول بالطرق السلمية أن يضع حدًّا لهذه المشكلة مع ابنه، الذي فرّ مع أتباعه إلى برقة بليبيا، ونصحه بالعودة إليه، ووعده بالعفو عنه، لكنه ركب رأسه وغرَّته قوته، ورفض النصح، ولم يعُدْ أمام ابن طولون سوى سلاح القوة، بعد أن أخفقت سياسة اللين، فنجح في القبض عليه، والزجّ به في السجن سنة 268هـ.
عناية ابن طولون بشئون دولته
كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول؛ فعُنيَ بشئون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته؛ ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شئون دولته المختلفة.
وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي "الفسطاط" سنة 256هـ عُرِفت بـ"القطائع"، وقد بناها على غرار نظام مدينة "سامراء" عاصمة الخلافة العباسية، واختار مكانها على جبل "يشكر" بين الفسطاط وتلال المقطم، وبنى بها قصرًا للإمارة، وجعل أمامه ميدانًا فسيحًا يستعرض فيه جيوشه الجرّارة، ويطمئن على تسليحها وإعداده، ثم اختطّ حول القصر ثكنات حاشيته وقواده وجنوده، وجعل لكل فئة من جنوه قطعة خاصة بهم؛ فللجنود من السودان قطعة، وللأتراك قطعة، وكذلك فعل مع أرباب الحرف والصناعات. ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة بـ"القطائع"، وهي العاصمة الثالثة لمصر بعد الفسطاط والعسكر.
وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم؛ وهو من أكبر المساجد، وتبلغ سعته 8487 مترًا مربعًا، ولا يزال شاهدًا على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة، ويعدّ من أقدم الأبنية الإسلامية التي بقيت على ما كانت عليه، واشتهر المسجد بمئذنته الملوية التي تشبه مئذنة مسجد سامراء. وقد انتهى ابن طولون من بنائه سنة 265هـ، وبلغ من عنايته به أن عيّن له طبيبًا خاصًّا، وجعل به خزانة بها بعض الأدوية والأشربة لإسعاف المصلين من روّاد المساجد في الحالات الطارئة[2].
وأنشأ ابن طولون "بيمارستانًا" سنة 259هـ لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بينهم؛ حيث يلقون عناية فائقة، وتقدَّم لهم الأدوية، ويُستبقَى منهم من يحتاج إلى رعاية ومتابعة داخل البيمارستان، ولم يكن المرضى يدخلون بثيابهم العادية، وإنما كانت تُقدَّم لهم ثياب خاصة، كما هي الحال الآن، وكان المريض يودع ما معه من مال وحاجات عند أمين البيمارستان، ثم يلحق بالمكان المخصَّص له إلى أن يتم شفاؤه فيسترد ما أودعه. وكان ابن طولون يتفقد المرضى، ويتابع أعمال الأطباء.
نهضة ابن طولون الزراعية والصناعية
واهتم ابن طولون بالزراعة؛ فعُني بتطهير نهر النيل، وشق الترع، وإقامة الجسور، وشجع الفلاحين على امتلاك الأراضي حتى تزداد عنايتهم بها، وخصص لذلك ديوان الأملاك. كما أصلح مقياس النيل في الروضة لمتابعة الزيادة والنقصان في منسوب مياه نهر النيل، وأمدّ الفلاحين بما يحتاجونه من البذور والآلات الزراعية، وكان من شأن هذا أن ازدادت رقعة الأراضي حتى بلغت نحو مليون فدان.
وازدهرت الصناعة في عهده، وخاصة صناعة النسيج التي كانت أهم الصناعات في عهده، وتقدمت صناعة الورق والصابون والسكر وصناعة الأسلحة، كما نشطت التجارة في مصر والشام؛ نظرًا لموقعهما المتميز في طرق التجارة العالمية.
وكان من نتيجة هذه النهضة أن عمَّ الرخاء، وازدادت مالية الدولة، وامتلأت خزانة الدولة بفائض من المال، استغله ابن طولون في تحسين أحوال الناس المعيشية، وفي بناء جيش قويّ بلغ -في بعض الروايات- مائة ألف جندي، وأنشأ أسطولاً بحريًّا لحماية شواطئ الدولة، وإقامة الحصون المنيعة في يافا والإسكندرية وعكا.
وفاة ابن طولون
زحف ابن طولون في عام 270هـ ليقمع الفتنة التي شبت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاء والثلج كثيرًا، لم يعُقْه ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في 10 من ذي القعدة 270هـ[3].
|
|
|
07-07-15, 01:04 AM
|
المشاركة رقم: 38
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
24 رمضان
في الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 20هـ، شرع المسلمون تحت قيادة عمرو بن العاص في بناء أول مسجد للمسلمين في مصر خاصة، والقارة الإفريقيَّة عامة، وقد بنى عمرو بن العاص المسجد وكان ما حوله حدائقَ وأعنابًا، فنصبوا الحبال حتى استقام لهم، ووضعوا أيديهم، فلم يزل عمرو قائمًا حتى وضعوا القبلة[1].
وكان المؤذن الراتب في ولاية عمرو لهذا المسجد، أبا مسلم اليافعي ، وكان من عادته تبخير هذا المسجد.
وقد لقب مسجد عمرو بن العاص بعدة أسماء، مثل: المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، وغيرها من الأسماء الأخرى. وقد ذكر ابن عبد الحكم في (فتوح مصر) أعمال الترميم والتوسعة التي أُحدثت في مسجد عمرو حتى خلافة المأمون العباسي، فقال: إن مسلمة بن مخلد الأنصاري زاد في المسجد الجامع بعد بنيان عمرو له، ومسلمة الذي كان أخذ أهل مصر ببنيان المنار للمساجد، كان أخذه إياه بذلك في سنة ثلاث وخمسين، فبنيت المنار، وكتب عليها اسمه، ثم هدم عبد العزيز بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه. ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي، وهو يومئذٍ واليه على أهل مصر فهدمه كله، وبناه هذا البناء (أي ما كان على عهد ابن عبد الحكم) وزوّقه، وذهب رءوس العمد التي هي في مجالس قيس، وليس في المسجد عمود مذهَّب الرأس إلا في مجالس قيس، وحوَّل قرة المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل، فكان الناس يصلون فيها الصلوات، ويجمعون فيها الجُمَع، حتى فرغ بنيانه. ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة، ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك سنة ثلاث عشرة ومائتين، وأدخل فيه دار الرمل ودورًا أخرى من الخطط[2].
واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، حتى قال ابن فضل الله العمري في موسوعته التي ألفها في القرن الثامن الهجري (المسالك): "مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، ولا يخلو من سكنى الصلحاء".
ولا يزال مسجد عمرو بن العاص له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصلِّي، يصلون خلف الشيخ الفاضل محمد جبريل.
|
|
|
07-07-15, 01:05 AM
|
المشاركة رقم: 39
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
24 رمضان
في الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 20هـ، شرع المسلمون تحت قيادة عمرو بن العاص في بناء أول مسجد للمسلمين في مصر خاصة، والقارة الإفريقيَّة عامة، وقد بنى عمرو بن العاص المسجد وكان ما حوله حدائقَ وأعنابًا، فنصبوا الحبال حتى استقام لهم، ووضعوا أيديهم، فلم يزل عمرو قائمًا حتى وضعوا القبلة[1].
وكان المؤذن الراتب في ولاية عمرو لهذا المسجد، أبا مسلم اليافعي ، وكان من عادته تبخير هذا المسجد.
وقد لقب مسجد عمرو بن العاص بعدة أسماء، مثل: المسجد الجامع، مسجد النصر، المسجد العتيق، وغيرها من الأسماء الأخرى. وقد ذكر ابن عبد الحكم في (فتوح مصر) أعمال الترميم والتوسعة التي أُحدثت في مسجد عمرو حتى خلافة المأمون العباسي، فقال: إن مسلمة بن مخلد الأنصاري زاد في المسجد الجامع بعد بنيان عمرو له، ومسلمة الذي كان أخذ أهل مصر ببنيان المنار للمساجد، كان أخذه إياه بذلك في سنة ثلاث وخمسين، فبنيت المنار، وكتب عليها اسمه، ثم هدم عبد العزيز بن مروان المسجد في سنة سبع وسبعين وبناه. ثم كتب الوليد بن عبد الملك في خلافته إلى قرة بن شريك العبسي، وهو يومئذٍ واليه على أهل مصر فهدمه كله، وبناه هذا البناء (أي ما كان على عهد ابن عبد الحكم) وزوّقه، وذهب رءوس العمد التي هي في مجالس قيس، وليس في المسجد عمود مذهَّب الرأس إلا في مجالس قيس، وحوَّل قرة المنبر حين هدم المسجد إلى قيسارية العسل، فكان الناس يصلون فيها الصلوات، ويجمعون فيها الجُمَع، حتى فرغ بنيانه. ثم زاد موسى بن عيسى الهاشمي بعد ذلك في مؤخره في سنة خمس وسبعين ومائة، ثم زاد عبد الله بن طاهر في عرضه بكتاب المأمون بالإذن له في ذلك سنة ثلاث عشرة ومائتين، وأدخل فيه دار الرمل ودورًا أخرى من الخطط[2].
واهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين والمماليك بتوسعة المسجد وترميمه، حتى قال ابن فضل الله العمري في موسوعته التي ألفها في القرن الثامن الهجري (المسالك): "مسجد عمرو بن العاص مسجد عظيم بمدينة الفسطاط، بناه موضع فسطاطه وما جاوره، وموضع فسطاطه حيث المحراب والمنبر وهو مسجد فسيح الأرجاء، مفروش بالرخام الأبيض، وعمده كلها رخام، ووقف عليه ثمانون من الصحابة، وصلوا فيه، ولا يخلو من سكنى الصلحاء".
ولا يزال مسجد عمرو بن العاص له المنزلة الكبرى، والمكانة العظمى في قلوب أبناء مصر، خاصة في شهر رمضان، حيث يبلغ عدد المصلين في يوم السابع والعشرين من رمضان من كل عام أكثر من نصف مليون مصلِّي، يصلون خلف الشيخ الفاضل محمد جبريل.
|
|
|
07-07-15, 01:07 AM
|
المشاركة رقم: 40
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الهلال |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2012 |
العضوية: |
14471 |
المشاركات: |
2,384 [+] |
بمعدل : |
0.50 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
459 |
نقاط التقييم: |
615 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو زيد الهلال
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
رد: حدث في رمضان
25 رمضان
في الخامس والعشرين من رمضان عام 658هـ، انتصر المسلمون بقيادة المجاهد المؤمن سيف الدين قطز في المعركة الخالدة عين جالوت، حيث قهرت الجيوش المصرية التتار الذين قتلوا ملايين البشر من المسلمين وغيرهم، وقضوا على الخليفة ودولة الخلافة وعاصمتها بغداد في عام 656هـ.
فبعدما سحق التتار كل الإمارات الإسلامية من الصين في أقصى الشرق مرورًا بوسط آسيا وإيران والعراق والشام، فلم يتبقَّ لهم في حصادهم البشري إلا مصر، التي لو سقطت حينها لأمكن للتتار أن يرتعوا في القارة الأوربية، فضلاً عن إفريقيا وبلاد المغرب الإسلامي، لا يردهم في ذلك رادٌّ.
وبكل صلف وغرور، وبعدما احتل التتار بمعاونة الصليبيين وبعض الخونة ممن ينتسبون للإسلام اسمًا - بلادَ الشام، أرسلوا رسالة فيها من التهديد والوعيد إلى سلطان مصر قطز، يخبروه فيها بضرورة تسليم مصر بكل هدوء حتى لا تكون كمثيلاتها من البلدان الأخرى، ولكن المجاهد المؤمن لا يغتر بمثل هذه التُّرَّهات، ومن ثَمَّ أمر بقطع رءوس الرسل المغول وتعليقها في أبواب القاهرة؛ لطمأنة عموم الناس، وبثّ الأمل والثقة فيهم.
وعلى الفور أمر قطز بجمع الجيوش بمعونة من كبار العلماء كالعالم المجاهد عز الدين بن عبد السلام رحمه الله، فسارت القوات الإسلامية صوب الشام لملاقاة التتار، ولم تنتظر مصيرها في بلدها كالبلاد الأخرى، "وبلغ ذلك كتبغا نائب هولاكو على الشام، فجمع مَن بالشام مِن التتر، وسار إلى قتال المسلمين ومعه صاحب الصبيبة السعيد بن العزيز بن العادل بن أيوب، والتقوا في الغور يوم الجمعة 25 رمضان عام 658هـ، فانهزمت التتر هزيمة قبيحة وأخذتهم سيوف المسلمين، وقُتل مقدمهم كتبغا واستؤسر ابنه، وتعلق من سلم منهم برءوس الجبال وتبعهم المسلمون فأفنوهم، وهرب من سلم إلى الشرق. وجرد قطز بيبرس البندقداري في أثرهم، فتبعهم إلى أطراف البلاد. وكان أيضًا في صحبة التتر الأشرف موسى صاحب حمص ففارقهم وأمّنه قطز، وأقرّه على حمص ومضافاتها. وأما صاحب الصبيبة فأُحضر أسيرًا بين يدي قطز، فضربت عنقه لما اعتمد من السفك والفسق، وأحسن قطز إلى المنصور صاحب حماة، وزاده على حماة وبارين المعرَّةَ، وكانت بيد الحلبيين من سنة 635هـ، وأخذ سَلَمِيَّة منه وأعطاها أمير العرب. وأتم المظفر قطز السير بالعساكر وصحبته المنصور صاحب حماة إلى دمشق، وتضاعف شكر العالم لله تعالى على هذا النصر العظيم من بعد اليأس من النصرة على التتر؛ لاستيلائهم على معظم بلاد الإسلام، ولأنهم ما قصدوا إقليمًا إلاَّ فتحوه، ولا عسكرًا إلا هزموه، ويوم دخوله دمشق شنق جماعة من المنتسبين إلى التتر، منهم حسين الطبردار موقع الملك الناصر في أيدي التتر"[1].
وبهذا النصر الساحق، التأم شمل المسلمين في مصر والشام والحجاز تحت قيادة الدولة المملوكية، ولم تقم للتتار قومة بعدها، وذلك بفضل الإيمان الراسخ، والثقة في الله تعالى، وكان ذلك النصر من الانتصارات الباهرة في شهر رمضان المبارك.
|
|
|
|