حتى تكون منصفاً وانت صاحب سلطة لابد ان تكون معاقباً لكل متجاوز ومثيباً لكل من يحسن التصرف وإلا فإن الازدواجية ستكون السمة السائدة في قراراتك حتى تفقد المصداقية وبالتالي الدخول في لعبة الامور الشخصية.
ولجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لجنة متفاوتة الحضور والقرارات وان حضرت فحضورها باهت تفصل في حدث وتتجاوز مئات الاحداث طوال فترة السبات العميق الذي تغط فيه منذ زمن.
وهذه اللجنة ان ارادت ان تصطبغ قراراتها بالمصداقية والعدل فإن عليها ان تكون حاضرة في جميع القرارات وان تفعل انشطتها بالشكل الذي تسير عليه نظيراتها في كل الاتحادات الاهلية او القارية او حتى على مستوى أعلى سلطة رياضية في العالم.
وقد جاء قرارها الأخير بنقل مباراة الهلال القادمة امام الطائي من ملعبه الى ملعب الأخير "مجحفاً" باعتبار "التساوي" في التطبيق والمبالغة في "النوعية" ولنضرب على العنصرين بالعديد من الامثلة حيث ان اللجنة الموقرة تجاهلت العديد من التجاوزات من الفرق جميعاً خصوصاً الجماهيرية منها وتوقفت عند الهلال والشواهد على ذلك اكثر من أن تختزل في اسطر قليلة.
واقربها ما حدث في لقاء النصر والاتحاد الأخير والذي اقيم في شهر رمضان المبارك حيث اعتدت الجماهير النصراوية على حكام اللقاء وبعض اللاعبين بقذف علب المياه الفارغة ومرت الحادثة دون عقاب وجماهير الاهلي في الموسم الماضي قامت بحمل "شارات وشعارات سوداء" احتجاجاً على امر ما ولم يصدر من الاتحاد السعودي سوى "لفت نظر" من المفروض ان يكون هو القرار المتخذ في حادثة الجماهير الهلالية اولاً قبل اصدار العقوبة.
وجماهير الاتحاد التي مارست جميع التجاوزات في ظل الامتداد الطبيعي لتجاوز الادارة الاتحادية فهي قد اطلقت حناجرها في الاساءة للمنافسين سواء بالعبارات النابية الجماعية او الفردية وبلهجة عنصرية مبتذلة ونحتفظ بالعبارات لعدم ملاءمتها للنشر.
بل تجاوزت الهتافات "الصوتية" الى الاعتداءات الجسدية حين ضربت في العام الماضي جماهير الهلال وحطمت السيارات والحافلات في حين ان عملية التجاوزات الفردية تحدث بصورة مستمرة من الجميع ويغض الطرف عنها ولا تحضر قرارات اللجنة الا عندما يكون الهلال حاضراً فالثنيان والجابر اوقفا عن المربع الذهبي على خلفية "لقطات الفيديو" في مقابل ان الآخرين خروجهم عن النص لا يحتاج الى "كاميرات خاصة" حتى يتم ضبطها ورغم ذلك لم يحدث لهم شيئاً.
ولعل آخرها ما قام به لاعب الأهلي تركي الثقفي مع جماهير فريقه وما حدث من عبدالرحمن البيشي لاعب النصر مع الحارس الدولي مبروك زايد وما حدث من مجموعة من لاعبي الاتحاد مع جماهير فريقهم في احدى اللقاءات العربية.
بل ان لاعبي الاتحاد تحديداً يملكون حصانة خاصة ان لم تكن قبل قرار العقوبة فإنها تحضر في العفو قبل سريانها.
والجميع يتساءل اين اللجنة من قضية "ديمبا" الشهيرة والتقرير الطبي المزور واينها من قضية عقد نور ولماذا غابت عن تصاريح "تدمير النادي المنافس" واين تطبيقات العقوبات على ثنائي النصر "الحارثي والحقباني" بعد رفض الخضوع لكشف المنشطات وكيف "تسامحت" مع مناف ابوشقير عندما اشار لحكم اجنبي وبصورة شاهدها الملايين بتعاطي الرشوة.
بالعودة الى المباراة الأخيرة والتي كانت مسرحاً للاحداث والتي حفلت بالعديد من التجاوزات من الطرف الاتحادي وكيف ان اللجنة لم تنتبه الا لاصوات الجماهير الهلالية.
وعليه كان من الاجدى فرض عقوبة على اللاعب الغيني الحسن كيتا والذي سعى بسبق الاصرار والترصد الى اصابة نجم الكرة السعودية الابرز في الوقت الراهن محمد الشلهوب بعد ان نجا من عقوبة الاقصاء المستحقة اثناء المواجهة ولماذا لم تصدر عقوبة بحق المكسيكي "خاريد بورقيتي" والذي صادته العدسات وهو يضرب بدون كرة المدافع الهلالي عبدالعزيز العبدالسلام.
واخيراً أليس من الاجدر ان تراعي اللجنة "التدرج" في العقوبة فبدلاً من نقل المباراة يكتفي اولاً بلفت النظر كما حدث مع الجماهير الاهلاوية ثم في حال التكرار تحرم الجماهير "المذنبة" من مساندة فريقها وآخر الحلول يكون "النقل" ولكن ان تأتي العقوبة بالشكل الذي اتت عليه فاللجنة بذلك تعاقب "الهلا" ولا تعاقب الجماهير رغم ان النادي لم يكن مذنباً ولا يستحق العقاب ومثل هذه الجماهير الخارجة عن النص لا يمكن السيطرة عليها الا بقرار الحرمان من الحضور حيث يمكن لهذه الجماهير ان تسافر الى "حائل" وتحضر المباراة وتقوم بنفس ما قامت به وعندها كيف سيكون العقاب.
لابد من القضاء على المسببات
حتى نكون منظمين اكثر لابد ان ندرس حالة الخروج عن النص التي قام بها الجمهور الهلالي ضد الاتحاد تحديداً بل وفقط وحين الوصول للمسببات الحقيقية لهذا التشنج تأتي طرق العلاج اكثر نجاعة وفائدة.
حينها فقط ستختفي كل هذه المظاهر المسيئة عن ملاعبنا
منقول
المواضيع المتشابهه
لجنة الانضباط و الكيل بمكيالين
العرض العادي
