بسم الله الرحمن الرحيم
دواء البلاء والكرب
روى عن حكيم فارسي الذي كان وزير أنوشروان أنه حبسه عند غضبه في بيت كالقبر ظلمة وضيقاً وصفد بالحديد وألبسه الخشن من الصوف وأمر أن لايزاد في كل يوم على قرصين خبزاً
شعيراً وكف ملح جريش ودورق ماء وأن تحصى ألفاظه فتنقل إليه فأقام بزرجمهر شهوراً لاتسمع له لفظة فقال أنو شروان : أدخلوا إليه أصحابه ومروهم أن يسألوه ويفاتحوه في الكلام
واسمعوا مايجري بينهم وعرفونيه فدخل إليه جماعة من المختصين كانوا به فقالوا له: أيها الحكيم نراك في هذا الضيق والحديد والصوف والشدة التي وقعت فيها ومع هذا فإن سحنة وجهك وصحة جسمك على حالها لم تتغيرا فما السبب في ذلك؟
فقال : إني عملت جوارشا ( المساحيق التي تخلط ويتكون منها الدواء ) من ستة أخلاط آخذ منه كل يوم شيئاً فهو الذي أبقاني على ماترون.
قالوا: فصفه لنا فعسى أن نبتلى بمثل بلواك أو أحد من إخواننا فنستعمله ونصفه له .
قال : الخلط الأول : الثقة بالله عز وجل
الخلط الثاني : علمي بأن كل مقدر كائن
الخلط الثالث : الصبر خير ماستعمله المبتلون
الخلط الرابع : إن لم أصبر أنا فأي شئ أعمل ولم أعين على نفسي بالجزع
الخلط الخامس : قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه
الخلط السادس : من ساعة الى ساعة فرج
فبلغ كسرى كلامه فعفا عنه.
وهذا مانحن له بأمس الحاجة في هذا الزمن