محاكمة اللحى ؟

قلتها من قبل وأكررها اليوم.. ليس أسوأ من المتطرف الديني غير المتطرف الليبرالي، عندما أعلن عن إحالة المتهمين بقضايا الإرهاب إلى المحاكمة علق بسخرية: الآن سنرى أصحاب اللحى كيف يصنعون؟! قلت له: وهل المحاكمة لأهل اللحى أم للمتهمين بالارهاب؟! هل هي للحى أم للارهاب؟! هل هي للفكر أم للمظهر؟!
صاحبي هذا لم يدرك أننا نواجه الفكر المنحرف لا السمة المظهرية لمن تلبستهم حالة الانحراف الفكري، وإلا لكنا ألقينا القبض على كل ملتح في المجتمع وأفرجنا عن كل حليق تورط في أعمال الارهاب!!
مشكلتنا هي أننا نواجه معركة مصيرية مع الارهاب بينما البعض يريد أن يطوع هذه المعركة لتكون واجهة معركته الأيديولوجية الخاصة، متطرف يعتبر كل ارهابي يرفع شعارا جهاديا مجاهدا ومتطرف آخر يعتبر كل ملتح ارهابياً!!
الأمر يذكرني بحال الأجنحة اليمينية المسيحية والصهيونية المتطرفة في الغرب عندما نفذت «القاعدة» عمليات 11 سبتمبر في قلب نيويورك حيث وجدت في هذه العمليات التي صدمت العالم وخاصة العالم الغربي فرصة ثمينة لتحويل المعركة مع منظمة إرهابية معزولة في مجتمعها الاسلامي إلى معركة مع الإسلام ومجتمعه!!
إن معركتنا مع الارهاب والفكر الذي أنتجه والمنظمات التي تترجمه واقعا يحصد الأرواح ويزرع الدمار معركة حاسمة تتطلب وحدة متناغمة ومنسجمة للمجتمع توحد الهدف لا تناحراً يشغل المجتمع عن معركته الحقيقية ويحوله إلى ساحة ضيقة الأفق لتصفية الحسابات المؤدلجة!!

عكاظ
بقلم خالد حمد السليمان

يعطيك الف عافيه اخوي الشريف