قال المغني الذي تبرأت منه الألحان, والمكوجي في سالف العصر والأوان الذي أصبح بين عشية وضحاها أشهر وأغنى فنان، المطرب الذي لا يطرب ابن عبد الرحيم شعبان, بعد ما أحزنه ما شاهده في غزة من مجازر يشيب لهولها الولدان:
(يا عالم حد يلحق يا عالم حد يحوش..إن شاء الله حتى بجزمه زي اللي خدها بوش..هييييه)
فتذكرت أن واجب القلم يحتم علي أن أستنهض في قومي بقايا العزة, وأناشدهم أن يتحركوا لإنقاذ أهلنا المغدورين في غزة, ولكنني خشيت أن يتهمني الناس بالديماغوجية, وينسبني النسابة إلى العرب القومجية، أو أنني مؤيد لحماس وبقية أحزاب الإخونجية, وأنني أصرخ صراخ العربجية, الذي لا يعيد الحق ولا يخدم القضية .
فكرت في الانضمام إلى قوافل العرب المبهورين بالخواجات, الذين يروجون للهروب من الواجب حين تحل المصائب وتلم بنا الملمات, فيبالغون في تحقير النفس ويبدعون في جلد الذات, رغم أنهم يعلمون تمام العلم أن الثعلب فات فات وفي يده ملايين التنازلات, دون أن يلتفت الى دعواتهم الواقعية أو يقرأ رسائلهم الرومانسية , ولكنني رجل لا يطيق التنظير في مقاهي الدم, ولا أغش نفسي فأمتدح حلاوة الطعم حين أتجرع فنجان السم .
فقررت طائعا مختارا أو إن شئت يائسا منهارا , أن أنضم إلى حزب شعبان عبدالرحيم القائد المناضل الحكيم , فهو يغني بأسلوب واحد وعلى لحن واحد مما يثبت أنه من دعاة الوحدة فغنيت مخاطبا من يكتب كلاما غريبا في يوم الشدة :
( يا أخينا عيب عليك بتبرر العدوان ...مش عاوز حد يزعل نفسك تقول: كمان
لا قلت كلمة خير ولا كفيت الشر... مركب كلامك تايه عمره مايوصل بر...هيييه)
ولكن ما يقلقني في هذا الموضوع أن شعبان سوف ينقلب على المشروع ويبيع الحزب والقضية ببصلة خضراء بعد أن يقوم بتصفية جميع الأعضاء, ويحتكر نشاط كي الملابس ويطرد جميع الغسالين وينشغل بمحاربة الغزو الفكري المتمثل في الـ (دراي كلين) وسينسى حينها مجازر فلسطين ويشجع المطربين الواقعيين.. فقررت مقاطعة الأخبار ودعوت بالرحمة لشهدائنا الأبرار, ولم أجد ما أكتبه لكم سوى كلمة واحده: (هيييييه )!
بقلم خلف الحربي
عكاظ