يفقد نحو خمسين مليون شخص وظائفهم في العالم جراء هذه الأزمة
--------------------------------------------------------------------------------
لم تتوقف تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، ولم تقتصر على بلد دون آخر، وطبقاً لتقديرات منظمة العمل الدولية فقد يفقد نحو خمسين مليون شخص وظائفهم في العالم جراء هذه الأزمة الطاحنة بنهاية عام 2009، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد فقدت وحدها نحو 3.6 ملايين وظيفة، وتؤكد التقارير والدراسات أنها ستواجه المزيد.
ما زال العالم يأمل أن توقف هذه الأزمة الأطماع الاستعمارية لدى الولايات الأمريكية، ولعل تصريحات الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) دينس بلير أمام الكونجرس الأسبوع الماضي والتي قال فيها : إن الأزمة الاقتصادية العالمية أصبحت أكبر خطر أمني يواجه الولايات المتحدة، حتى إنها فاقت ما سماه خطر الإرهاب، تظهر مدى المخاطر التي تنتظر الولايات الأمريكية والدول الغربية.
ويبدو أن جميع الساسة في العالم سوف يبدؤون في قراءة الأحداث بمنظور اقتصادي، فأمريكا أدرك رئيس استخباراتها أخيراً أن الأزمة الاقتصادية أشد خطراً من "الإرهاب الإسلامي"، وقادة الاحتلال الصهيوني تحدثوا بأنهم معنيون بمبادرة السلام العربية لا سيما ما يتعلق بالجانب الاقتصادي منها، في إشارة واضحة إلى انعكاسات الأزمة الأمريكية على الكيان الصهيوني علاوة على ما سببته المقاومة الفلسطينية من استنزاف للكيان الصهيوني في شتى المجالات.
عندما تستنجد الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بالدول العربية الغنية فإن عليها أن تربط هذا الأمر بالمصالح العربية وعلى رأسها قضية فلسطين والتي تشمل ملف القدس واللاجئين والأرض، وإن كان الاحتلال يحاول أن يجعل سقف المطالب العربية مقتصراً على رفع للحصار وفتح جزئي للمعابر، ومن يدري هل يجب على العرب الضغط على إخوانهم المشاركين في الحصار، أو يجب عليهم إغناؤهم عن المعونات الأمريكية!!
ومن المصالح العربية التي ينبغي ربط المصالح الاقتصادية بها ملف احتلال العراق، واحتلال أفغانستان، والتدخل الإثيوبي في الصومال الذي تم بتنسيق مع الولايات الأمريكية، وملف العمل الإغاثي والإنساني والدعوي حول العالم، وغيرها من الملفات.
إن الدول العربية قوية بمواردها وثرواتها، وإن مطالب شعوبها عادلة، ولن تزيد تلك المطالب الحكومات العربية إلا قوة وتأثيراً في العالم، وإن التفات الحكومات لتلك المطالب الشعبية وتبنيها لها إنما يزيدها قوة، فهل يستثمر العرب هذه الأزمة لصالحهم، أم ينقذون قاتل إخوانهم ؟!
إن خطر دعم بعض العرب للكيان الصهيوني وللاحتلال الأمريكي يُعد أخطر من ذات الاحتلال.
منقول