قوة اللوبي "الإسرائيلي" أقل مما يُعتقد

تحت عنوان “لندع أساطير اللوبي “الإسرائيلي” جانباً، فالحقيقة هي على قدر كافٍ من السوء”، نقلت شبكة “بي بي سي” البريطانية عن صحيفة “الجارديان”، أمس، مقالاً مطولاً للكاتب الأمريكي جوناثان فريدلاند يقدم فيه مقاربة جديدة لما يعتبره الحجم الحقيقي لمجموعات الضغط “الإسرائيلية” في الولايات المتحدة. ويرى فريدلاند في عموده الأسبوعي في الصحيفة أن مجموعات الضغط “الإسرائيلية” في واشنطن ليست دوماً على درجة من القوة كما يظن ويعتقد البعض، بل إنها تضر أحياناً بالقضية التي تسعى لخدمتها، وإن كان أنصار “إسرائيل” في الولايات المتحدة يسددون حتماً ضربات قوية وصاعقة لا هوادة فيها في كثير من الأحيان، كما يقول.



وينطلق الكاتب في مقاربته من واقعة رفض الدبلوماسي السابق تشارلز فريمان تسلّم رئاسة مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي، وذلك في أعقاب تعرضه لحملة من جانب جماعة الضغط المذكورة التي قال عنها إنها “على استعداد للغوص في أعماق البذاءة والخزي والسفاهة من أجل تحقيق أهدافها”.



ويقفز الكاتب بعد ذلك مباشرة إلى إيراد قائمة طويلة من الحجج والمواقف التي يرى أنها تشكل الدليل القاطع على أن دور اللوبي “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة له حدوده، ولا يرقى إلى درجة السيطرة على السياسة الخارجية لواشنطن أو إرغام إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما على اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة “إسرائيل” على حساب المصالح الأمريكية.



ويعود الكاتب إلى أواسط ثمانينات القرن الماضي عندما وصلت “إسرائيل” وأنصارها من مجموعات الضغط تلك إلى حد التوسل، من دون جدوى، إلى إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك، رونالد ريجان، والطلب منها ألا توافق على إقرار صفقة بيع طائرات التجسس الأمريكية (اواكس) للسعودية. ويثير مثالاً ثانياً هو احتجاز الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب عام 1991 لمبلغ ال 10 مليارات دولار، التي كان من المُفترض أن تقدمها إدارته إلى “إسرائيل”، وذلك كوسيلة ضغط مكنته في نهاية المطاف من إرغام “الإسرائيليين” حينها على حضور مؤتمر مدريد، الذي عُقد تحت شعار “الأرض مقابل السلام”.



كما يثير مثالاً ثالثاً هو اعتراض واشنطن عامي 2000 و2005 على صفقات بيع أسلحة “إسرائيلية” إلى الصين. أما المثال الرابع، فكان فشل “الإسرائيليين” في إطلاق سراح من تورطوا بالتجسس على الولايات المتحدة لمصلحة “إسرائيل”.



ويختتم فريدلاند مقاله بالقول “دعونا نأمل بأن تشجع حلقة فريمان قادة أمريكا على إلقاء نظرة فاحصة حقيقية وجادة عليها (مجموعات الضغط “الإسرائيلية”)، وأن يروها كما هي بالفعل، على أنها ليست قوية بالمطلق ولا هي دوماً على صواب”