إختلاس و إستحياء !!!

تـورد الصحف الخبر على استحياء شديد وكأنها لا تريد أن تخدش إحساس القارئ أو كأنها تريد له أن يعمل ذهنه في التفكير حتى لا يصعقه الخبر بما يحتويه وإنما يذهب بعيداً في البحث في عالم الخيال والواقع عن "مؤسسة عامة تعمل في مجال النقل الجوي".
كــان هذا في معرض الحديث عن موظفين يختلسون (70) مليون ريال على مدى خمس سنوات من هذا الجهاز الذي يرد اسمه بالتلميح المفضي إلى التصريح، وكأننا أمام العديد من المؤسسات العامة التي تعمل في مجال النقل الجوي، مما يوحي بعدم التركيز على مؤسسة بعينها إلا في ذهن من أرادوا للخبر أن يلعب بخيال القارئ وأن يذهب به إلى ما وراء الخبر.
وإذا كان هؤلاء استطاعوا أن يسرقوا (70) مليون ريال من مطار في حجم مطار حائل فكم كانوا يستطيعون أن يحققوا لو أنهم تمكنوا من العمل في محطة مثل الرياض أو جدة التي تتضاعف أهمية كل منهما عشرات المرات عن محطة بحجم حائل.
هــذا المبلغ يكاد يكفي لو أضيف إليه القليل لشراء طائرة جديدة أو استئجار أكثر من طائرة، وكان من الممكن أن تحقق الطائرة الجديدة في أقل من عامين إيراداً إجمالياً يعادل في الحد الأدنى المبلغ المختلس، مما يعني مدى الغفلة عن آثار إهدار المال العام، أياً كانت قيمة المبلغ المختلس، هذا إذا ما أضيف إلى ذلك انتشار جرأة الاختلاس وتفشي الظاهرة، ولك أن تحسب النتائج.
الخبـر الصاعق في مؤسسة تحتاج إلى كل ريال من أجل انتشالها مما هي فيه، أمام تحديات محلية وإقليمية في مجال النقل الجوي وأمام حاجة وطنية إلى مقعد يتنافس عليه متنافسون عديدون على كل رحلة في أي وقت وفي أي اتجاه وفي كثير من الأحيان بأي سعر، ومع أن الخبر كان صاعقاً لضخامة المبلغ في مطار قليل النشاط وفي أعقاب نشر ديوان المراقبة العامة معلومات عن هدر كبير في المال العام إلا أن صياغته على نحو باهت توحي بأننا لا نزال في غفلة عن أهمية استثمار الأموال العامة والمؤسسات العامة لمصلحة الوطن .
كل قضية من هذه القضايا يجب أن تفتح الباب واسعاً إلى البحث من ذوي الغيرة الوطنية والحس الأخلاقي عن الأسباب حتى يمكن تجنبها وعن السبل التي تعمق في أذهان العاملين في القطاعين العام والخاص أن المال أمانة والعمل أمانة والإخلاص لكل منهما أمانة، وأن من يخون الأمانة يعرض أهله ومجتمعه وبلاده للاستلاب، إن الرسائل شتى ولكن التقليل من شأن هذه الصواعق بالتجهيل والتعريض لن يخدم إلا المتلاعبين.
بقلم سعد عطية الغامدي
عكاظ

شكرا لك على النقل لجميل والمفيد

والمشكله اذاكان حاميها حراميها

انه الفساد الاداري في كل مكان وفي كل هيئه حكوميه في جميع انحاء الوطن العربي

شكرا لمروركم و اطلاعكم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .