الزلازل .. والحاجة إلى (مدن) إيواء
عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ
"فريق عالمي لمباشرة الزلازل" هذا كان عنواناً لمقال سابق في هذه الزاوية بتاريخ 3/3/2006م وذلك على إثر تواتر معلومات عن احتمال تعرض منطقة الخليج العربي لدرجة محدودة من الزلازل وقد تشمل هذه الهزات محافظة الأحساء في المملكة.
وبما أن الزلازل من الحوادث الطبيعية غير المسبوق حدوثها في بلادنا ولله الحمد لذلك كان من الطبيعي جداً أن تفتقد الجهات المعنية بها إلى الخبرة المناسبة في التعامل في مواجهة هذا النوع من الحوادث والكوارث.. وافتقاد الخبرة في مواجهة هذا النوع من الحدث الذي يقع لأول مرة في بلادنا لذلك فإنه من الطبيعي جداً أن يكون للتعامل مع هذا الحدث سلبيات محدودة بسبب نقص الخبرة وقلة الدراية وجهل شامل بخلفيات وتبعيات مثل هذا النوع من الكوارث.
لذلك كان الهدف من طرح ذلك المقترح المقدم أصلا في حينه من القارئ "محمد الثنيان" والمتمثل في إيجاد فريق سعودي يعنى بالمساهمة ومباشرة هذا النوع من الحوادث في المستقبل ويهيأ هذا الفريق بأعلى درجة ممكنة من كافة الجوانب والتي يأتي في مقدمتها مشاركة هذا الفريق في حوادث الزلازل التي تقع في الدول الأخرى لكسب الخبرة والمعرفة العلمية والإنقاذية.. وتكون مشاركة هذا الفريق كنوع من المساندة الإنسانية التي تقدمها المملكة عادة لكافة دول وشعوب العالم في مثل هذه الكوارث وبالتالي يكون هذا الفريق مهيئاً لمواجهة مثل هذا النوع من الحوادث في بلادنا لاقدر الله في المستقبل ولكن يبدو أن هناك من استبعد حدوث مثل هذا الحدث وهناك من استغرب إيجاد فريق لا مهمة له!!
واليوم.. لا حديث للناس إلا عن البركان والهزات الأرضية في العيص وما جاورها من المحافظات والمراكز في منطقة المدينة المنورة وفي منطقة تبوك.. واليوم لا هاجس للمجتمع إلا تناقل أخبار ثورة هذا البركان وهذه الهزات بدرجاتها المختلفة بل وأكبر من ذلك وهو توقع حدوث بركان لاقدر الله!!
إذن السؤال الطبيعي في ظل هذا الشعور الاجتماعي "المتخوف" اذا لم يقع الحدث فإلى متى سيستمر هذا الشعور والى متى ستبقى هذه الاستعدادات في مواقعها في انتظار وقوع الحدث لاقدر الله أسبوع.. شهر.. سنة.. أكثر؟ وما هي الحلول والخطط المفترضة في ظل هذا الوضع؟ هل أكملت جميع الجهات كافة الاستعدادات والاحتياطات من كافة الجوانب الأمنية والإنقاذية والصحية والاجتماعية والنفسية والإعلامية لمواجهة هذا الحدث الذي تشهده المملكة لأول مرة!! هل أدركت كافة الجهات المعنية حجم الخطر "النائم" في تلك المنطقة وهو خطر تقول الأخبار إنه قابل للتحرك لاقدر الله في أي لحظة!! وهذا مطلب طبيعي من أجل تلافي ضياع المسؤولية.