الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-07, 08:31 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 201
المشاركات: 1,342 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 364
نقاط التقييم: 10
السيف is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
السيف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي الركل بالكلمات

بعضنا أحياناً يفكر بطريقة تائهة، ويتحدث بطريقة باذخة إن صح التعبير. والتفكير الباذخ والحديث الباذخ، هما تماماً كالصرف الباذخ.. لأنهما ينهكان الفكرة ويستنزفانها عبر مجموعة من الأفكار المترهلة المتسعة للغوغائية، المفتقرة إلى الأحكام والتناسق والانضباط.
ولهذا فإن البعض يلجأ عندما يتحدث إلى الانفعال، وربما الصراخ والتهويش، محاولة منه لجمع أفكاره. كما يحاول راعي الغنم لم قطيعه الضائع بالنداء، والتصويت.. كل ذلك تغطية للتمزق في أفكاره وعدم ركونه إلى رأي واثق.

أذكر أنه في أحد الاجتماعات أثيرت قضية حساسة.. وتحدث المتحدثون كل يدلي بدلوه، فاختلطت الأصوات وتعالت النبرات، وصار الكل يقحم لسانه في هذا اللغط.. وتحول الحوار إلى مهرجان للزعيق والانفعال، وتشعب النزاع وأصبح تكتلات ومحاور، وثكنات للتربص.

لم يكن هناك أي إيقاع حضاري يعطي الحديث حق الظهور والانسجام..

وإنما تهويش لعواطف متأججة.

كما أذكر أنني قد جرتني العصبية والتوتر في أحد الحوارات فدخلت في جوقة اللغط من حيث لا أشعر، فندمت ندماً شديداً وصرت أعنف نفسي وألومها على هذا الاندفاع الذي يشبه الرعونة.. ثم أدركت أنه لايمكن لي أن أكون غير ذلك لأن المناخ والجو لابد أن يؤثرا فيك ويجراك إلى ساحتهما.. فالإنسان بطبعه شديد التأثر بمحيطه ولايمكن أن يتفاعل مع الحوار إلامن مناخ الحوار نفسه.

المشكلة أنه في هذا الحوار الذي تحول إلى مناكدة، ضاعت القضية المطروحة، ولم تظهر أية فكرة واضحة، أو رأي لامع، يمكن أن يظفر به السامع.. وإنما مناضلة مستميتة من أجل رفع الأصوات، وإبراز الألسن..

وخرجت وأنا أكثر جهلاً بتلك القضية التي كنت أعتقد أني أعرف عنها الكثير.. ورحت أسأل نفسي: ماذا يريد أن يقول هؤلاء؟! ولماذا كلهم يتحدثون..؟ لماذا عندما نتحدث في قضية أو فكرة نشارك جميعا فيها، ونتشابك بالألسن؟! لماذا لانترك فرصة أو مساحة للإصغاء..؟!

خرجت بانطباع يشبه اليقين بأن ذلك يعود إلى ضمور الثقافة، وعشوائية واضمحلال المعرفة..

إن عدم وضوح الفكرة ونضجها في رأس المتحدث يجعله يرخي العنان للسانه لتثور زوبعة من الغبار فتحجب العقل.

ما أكثر تنظيراتنا وأفكارنا، ولكنها بكل أسف تظهر من رؤوسنا قبل أن تنضج، أو قبل أن تكتمل دورتها الطبيعية، وكأنها صادرة عن عقلية تعاني من أخطاء في هندستها الذهنية، فتولد هذه الأفكار ميتة أو مشوهة معاقة..!

الغربي - بشكل مجمل - عندما يتحدث ينطلق من فكرة واضحة، ذات نهج وتخطيط.. فيبدأها وينهيها باحكام.. لايشعر بالتوهان، ولا التلعثم، ولا الفأفأة، ولايشعر بالحرج، ولايوجد ذلك الفراغ الهائل، أو البعد الهائل بين أذنه ولسانه، ونحن بكل أسف عندما نتحدث لاتهمنا الفكرة، وإنما يهمنا ما هو قبلها وهو الرغبة في الكلام، أو الاعتراض، أو الرفض، كأن الإنسان منا لديه مخزون هائل من (الهرج) المعبأ في داخله، يريد أن يطلقه من حنجرته كي يرتاح منه صدره.. ولايهمه إن كان هذا الكلام مستقيماً واضحاً يؤدي في النهاية إلى قصد وغرض وفائدة، أم كان غير ذلك.. إنما هي الشهوة في الكلام وحسب.

الغربي يتحدث وكأنه يقرأ من كتاب، والعربي يتحدث معتمداً على ملكة الارتجال، وذات اللحظة.. الغربي يصغي إليك بكل جوارحه حينما تتحدث إليه، ونحن تأخذنا فروسية الرد والاعتراض قبل أن نعرف الوجهة والقصد.

إنها معضلة تواجه حتى المثقفين العرب، فنحن نعتقد أن الإسراف والانطلاق في الحديث، وخطف المعلومة، هو من أهم السمات البارزة في الثقافة أو المثقف.

والسبب أنه قليل فينا هم أولئك الصامتون، الذين إذا تحدثوا كان حديثهم أفضل من صمتهم، وكثيرون فينا أولئك المتحدثون الذين إذا صمتوا كان صمتهم أفضل وخيراً من كلامهم.

انظروا إلى حواراتنا التلفزيونية: جدل ولغط، ومناكفات، وربما شتائم وملاكمات كلامية حيث تتحول الشاشة إلى حلبة للركل بالكلمات..!! لهذا فإن مشاكلنا الثقافية، والفكرية والسياسية دائماً متشابكة ومختلطة، مشوشة ومعقدة، وغير واضحة النهاية، تماماً كما هي حواراتنا وأفكارنا.


--------------------------------------------------------------------------------















عرض البوم صور السيف   رد مع اقتباس
قديم 02-03-07, 09:59 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الآمــــيــــن الـــــعـــــامــ
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشهاب

 

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 90
المشاركات: 14,605 [+]
بمعدل : 2.13 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 1820
الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future الشهاب has a brilliant future

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الشهاب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : السيف المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي

انظروا إلى حواراتنا التلفزيونية: جدل ولغط، ومناكفات، وربما شتائم وملاكمات كلامية حيث تتحول الشاشة إلى حلبة للركل بالكلمات..!! لهذا فإن مشاكلنا الثقافية، والفكرية والسياسية دائماً متشابكة ومختلطة، مشوشة ومعقدة، وغير واضحة النهاية، تماماً كما هي حواراتنا وأفكارنا.




صدقت سيدى الان اصبح الامر مخجل وزاد عن الحد




تحياتى لك ولموضوعك الراقى



الشهاب















عرض البوم صور الشهاب   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL