ولاريب أنَّ ما تفجر في طهران من غضب عارم على النظام الصفوي ، ليس من فعل أوباما وإن حاول أن يتذاكى متشبّعـا بما لم يُعـط ، فما هو إلاّ متحذلق لايحسن سوى الأكاذيب ، والدجــل .
ولا هو من تدبير الدول العربية التي تعيث فيها الأحزاب الموالية لنظام طهران فتـناً ، بينما تقف هذه الدول الضعيفة المتْخمة بالفسـاد ، كالحمقاء ، البلهاء ، التي لاتصنع شيئا سوى محاربة أبناءها من النخب الفكرية ، والثقافية ، كما قال الشاعر :
أسدٌ علي وفي الحروب نعامة ** فتخاءُ تنفر من صفير الصافر
وإنما هي سنة الله تعالى في كلِّ من يمكر السوء بالإسلام وأهلـه ، كما قال تعالـــى ( استكباراً في الأرض ومكر السيّء ، ولا يحيق المكر السيّء إلاّ بأهله ، فهل ينظرون إلاّ سنّة الأولين ، فلن تجد لسنّة الله تبديلاً ، ولن تجد لسنّة الله تحويـلاً) .
إنَّ دماء شرفاء العراق ومجاهديها ، ومجاهدي الأفغان ، وغيرهم من العلماء ، والدعاة السنة ، في إيران ، وخارج إيران ، الذين قتلهم الغدر الصفوي ، تـفور الآن ، لتحيط لعنتها بهذا النظام الخبيث.
لقد انطلقت الثورة الخمينية الحاقدة ، من ثقافة زائفة ، مفـتراة ، قـد افترتها بنفسها ، فأقامتـها على صناعة الأحقـاد ، وإجترار الإحن ، على كلِّ ما يمت إلى الإسلام بصلة ،
ولهذا فإنَّ شريحة واسـعة من الطبقة المثقفة الإيرانيـة ، ومن النخب الثقافية في الشعب الإيراني الحيوي الماجـد ، قد مجـَّت هذا النظام ، ولـم تعد تحتمل الإستمرار في الإنقياد الأعمى له ، وهو يسيـر بها إلى الهاوية.
وهاهي شرارة إنطلاق الثورة على الثورة ، قد بدأت اليوم في طهران ،
وقد عُلم أن الثورات إنما تنفجر بعد تراكمات من المظالم ، السياسية ،والإجتماعية ، والإقتصادية ، فتتأجَّج شيئا فشيئا ، ثم تتجه إلى السطح كالبركان الذي يبحث عن مخرج ، فإن كان ثمـّة وسائل سلميّة للتغير والإصـلاح ، وإلاَّ فستتجه إلى الإنفجار حتما ، وتلك سنة كونية ، تماما كما أنَّ الضغط يولد الإنفجار في الماديات ، هو كذلك في علم الإجتماعيات.
ولا يمكن أن توصف الأوضاع الحالية في إيران ، سوى أنها حُبلى بثورة جديدة ، ثورة يريدهـا مـن يعلمون أن خرافات ولاية الفقيه ، لايمكن أن تنهض بأمة ، وأن عقلية التآمر ، والغدر ، لايصح أن يُبني عليها مجــدٌ .
ثورة مادتها جيلٌ من شباب ، قـد انكشف له دغـل الدين الباطل الذي تتلاعب به عمائمٌ زائفـة ، لتتخذ من مذهب ملىء بالدجل ، والتناقضات ، وقـود عنصرية بغيضة ، تعيش على أحلام هيمنـة عالمية ، سيطـرت عليها فكرة شيطانية ، هـي أنها لن تقوم إلاّ على أنقاض الإسلام الحقيقي !