حدثتني إحدى الأستاذات من بلد عربي شقيق بانبهارلافت وإعجاب لا يخفى عن ظاهرة رأتها في أسواق مدينة الرياض .. وهي بقاء البضاعة خارج أبواب المحل أثناء مغادرة البائع لآداء الصلاة وعدم إدخالها والاكتفاء بإحاطتها بقطعة من القماش للدلالة على أن المحل مغلق ..
وذهلت الأستاذة في البداية عندما رأت ذلك .. وازداد ذهولها وعجبها وإعجابها عندما لم تر يداً من المارة امتدت إلى تلك البضائع التي قد يغري وضعها وقيمتها أصحاب النفوس الضعيفة إلى الاستيلاء عليها ..
ورغم أني أرى هذه الظاهرة الجميلة وأعرفها منذ الصغر إلا أن الأمان الذي نعيشه لم يكن ليشعِر المرء بقيمة هذه الظاهرة وندرتها فقد ألفتها العين .. ولكن حين أثارت إعجاب صاحبتنا أحسست بالفخر والاعتزاز أحسست بقيمة ما نملكه .. وحقيقة ما نعيشه ..
حين حدثتني عن ظاهرة طبيعية في بلادنا .. وحين تساءلت عن سر ذلك الأمر الذي لا يبدو معقولاً أجبتها بأننا نعيش في بلد اتخذ من الشريعة الإسلامية الغراء نبراساً وديناً قيماً .. كما كفل لك حقوقك من الغير فإنه فرض عليك حقوقاً تؤدينها لهم .. وبذلك فإنك كما أمنت غيرك تحت مظلة هذا الدين فقد أمنك غيرك تحت ذات المظلة ..
ولقد ذكر رسولنا الكريم "أن من أصبح آمناً في سربه 00معافى في بدنه .. عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ..
فماذا بعد حيازة الدنيا واي أمان بعد هذا الأمان ..
كلمة وهمسة صغيرة لعلها تنعش بعض القلوب التي لم تستشعر هذا النعيم ولم تدرك بأنها قد حازت الدنيا بحذافيرها .. وملكت آفاق الأرض فكفرت بأنعم الله .. فتلك نعمة يمنها الله علينا أن آمننا في أوطاننا وما على المؤمنين إلا واجب الشكر لهذه النعمة والدعاء لولاة الأمر بأن يؤيدهم الله بنصره وتوفيقه وأن يحفظ علينا نعمة الأمن والأمان ...إنـــــــه ســمبع مجــــيب ..